غادرت....

285 23 1
                                    

"إما ان تنفصل عنها أو سأنهي عقدك معانا" بهذه الكلمات راسل المدير جونهو ، اما غفران التي كانت نائمة بينما كان جالس بجانب السرير يحدق في وجهها الجميل لم تكن تدري ان حبها في خطر ، لكن جونهو كان يعلم ذلك جيدا، لم يستطع فعلا ان يحسم امره، فهذه الفتاة هي من يحب ، هي من يريد و يرغب بها أكثر من اي شيئ،  هي التي يرغب في أن يكبر و يشيخ معاها الى غاية مغادرته هذه الحياة ، لكن في الناحية المقابلة ، الغناء و الاداء هو كل ما يجيد ، كل ما يعرف،  الغناء هو ما كان يعيش به و عليه في السنوات الكثيرة الماضية ، الامر ليس متعلق بالمال فقد جنى مايكفي من الاموال ليعيش براحة لباقي عمره، لكن الأمر متعلق بأولئك الذين دعموه ، برفاق فرقته الذي يعتبرهم اخوته ، سيكون امر قاتلا له ان يتركهم و يتخلى عنهم بعد كل ما عانوه و قساوه معا ، كان في دوامة كبيرة من يخذل ،الفتاة الوحيدة في العالم التي يريد، او المئات من الالاف من المعجبين الذي دعموه بصدق ، ورفاقه الذين دعموه في السراء و الضراء ، كان يدعو ان يكون الامر كابوسا ، اراد ان يصرخ ان يشتم ان يلعن حظه اللعين ، لكنه لم يرد ان يتسبب في انزعاج و قلق حبيبته غفران ، لذا انسحب للمطبخ ، سكب لنفسه بضع جرعات من الكحول ، لكنه استمر في الشعور بالاختناق،  لذا ارتدى جاكيته و ركب سيارته و بدأ يقود بدون هدى ، بدون هدف ،بدون وجهة فقط يريد الهرب مؤقتا ، لكن يبدو انه هربه سيكون نهايته ،
استيقظت غفران لكنها لم تجد جونهو ، اتصلت به لكنه خارج مجال التغطية ، حضرت افطارها و جلست امام التلفاز ليسقط كأس القهوة من يدها ، لطالما عرفت الأخبار السيئة من التلفاز ، كانت كل قنوات التلفاز تتحدث عن حادث السيارة الاليم الذي تعرض له الايدول جونهو ، انهارت بالبكاء،  لم تعرف ما العمل ، لكنها في الاخير قررت الذهاب للمشفى ، وامام المشفى كانت الصحافة متجمعة ، لكنها لم تهتم لامرهم و توجهت للمدخل اين تجمع حولها الصحفيين وبدوأ في طرح اسئلة لكنها دفعتهم و توجهت راكضة للمشفى ركضت و هي تتفقد كل الغرف و الدموع تسيل كالنهر من عنينها ، لكنها لم تجده لذا انهارت على ركبتها و بدات بالبكاء وفجأة سمعت صوت يقول " في العناية المركزة،  هو الان في غرفة العناية المركزة " رفعت رأسها لترى رفيقه في الفرقة وويونغ يقف و هو يشير لطريق غرف الإنعاش،  توجهت الى هناك و في الرواق كان جميع رفاقه هناك ووجهم مليئ بالاسى و الالم ، فقط تبادلوا نظرات بينهم و لم يتكلموا حتى سألتهم غفران"كيف حاله ، ماذا حدث؟! ما الخطب " لم يجبها احد فصرخت "اجيبوني بحق الجحيم " قال لها رفيقه جونسو "كان يقود و هو ثمل ،حالته خطيرة، هو في غيبوبة حاليا و  بعض اعضاءه الداخلية تضررت، الطبيب قال ان 24 ساعة ستحدد حياته " قالت غفران بصوت مختنق و الدموع تتسارع في النزول على خديها "كيف ، ولما؟ ! كيف تعرض للحادث،ولما كان يقود و هو مخمور ،  ما الخطأ،  كل شيئ كان جيدا ، كان يضحك و يمزح و يلعب و يغني في تلك الأمسية،  كيف انتهي به الامر مخمورا و يقود !" اجبها صوت "انت السبب " كان مدير اعمالهم من قال ذلك،  نظرت له غفران بيأس فقال لها " كان تحت ضغط بين ان يختار بينك و بين موسيقاه و مستقبله، انت من تسببتي في هذا الضغط له ، كنت ستكونين سبب في انهاء حياته المهنية ، لكن الان يبدو انه ستكونين سبب في انهاء حياته كاملة" ، "كفى اصمت ليس خطأ اي شخص" قاطعه وويونغ ، اما غفران فكانت الافكار تركض بدماغها، بينما كانت تعيش قصة حبها الحالمة ، لم تكن تدري الضغط و الالم الذي يمر به حبيبها،  احست بذنب عظيم ،دفنت وجهها في يديها و بدات البكاء و ترديد دعاء واحد "ارجوك يا الهي لا تأخذه،  ارجوك سافعل اي شيئ فقط دعه يعش " مر الليل طويل ، غادر كل رفاق جونهو للكافتيريا للافطار لكنها رفضت مغادرة الرواق وقررت انها ستبقى هناك الى غاية استيقاظ جونهو ، مرت الليلة الاولى و الثانية و الثالثة هي لازالت في نفس مكانها ، لا تاكل الا تحت توسلاات رفاق جونهو ، فهم لم يستطيعوا قط اقناعها بالمغادرة و الراحة في بيتها قليلا لكنهم استطعوا اقناعها بالاكل قليلا، ادركوا مقدار حبه له ، وادركوا لما احببها رفيقهم لهذا الحد ، مضت سبع ايام ، والكل بدأ يفقد الامل في استيقاظ جونهو،  الا غفران ، يبدو ان إيمانها و اصرارها اتى بنتيجة ففي ذلك الصباح افاق جونهو من غيبوبته، دخلت له ولكنها لم تقترب ، فقط رأته من بعيد ، سألها رفاقه لما قالت انه لاتريد ان يراها في هذه الحالة و يحزن او يقلق بشأنها،  لذا استاذنت و قالت انها ستذهب الاستحمام و تعود ، دخل رفاقه له و سألهم عنها اخبروه انها لسبعة ايام لم تتحرك من الرواق في انتظار استيقاظه ، اخبروه انه لم ترد مقابلته الان لكي لا يقلق عليها لذا هي ذهبت للمنزل لتستحم وتتجهز ، في تلك اللحظة حسم جونهو امره ، قرر ان يختارها هي ، قرر انه سيتخلى عن كل شيئ و على اي شيئ لاجلها ، ويبدو ان مدير اعماله قرأ افكاره و قال "هل تلك الفتاة تستحق ان تتخلى عن مهنتك " اجاب جونهو "لا اريد ان اتخلى عن مهنتي ، انتم ستجبرونني على ذلك لانني فقط كأي إنسان في هذه الحياة احببت و رغبت بالبقاء الى جانب محبوبتي " قاطعه رفاقه وقالوا " اذا قررتم انهاء عقد جونهو ، سننهي عقدنا نحن ايضا، بدأنا معنا و سننتهي معا " ابتسم جونهو و شعر بالراحة لانه كان يعلم جيدا ان الشركة لن تستطيع التخلي عنهم،  بمساعدة اصدقائه اخذ جونهو حماما بسيطا و لبس ملابس نظيفة و جلس بغرفته في المشفى ينتظر رؤية حبيبته ولكن طال انتظاره ، لذا تطوع رفيقه وويونغ وقال انه سيذهب و يجلبها ، بعد ساعة عاد و لكن غفران لم تكن معه ، قال له وويونغ بنبرة متوترة "فتحت صديقتها ، واعطتني هذه الرسالة وطلبت مني أن اوصلها لك " فتح جونهو الرسالة بيد مرتعشة و قرأ كلماتها التالية و قلبه مع كل حرف يتمزق لألف قطعة
" الى جونهو ، الوحيد و الاوحد الذي يسكن قلبي
اسفة لانني اقول الكلام التالي في رسالة بدل قوله في وجهك مباشرة،  لكنني ادري جيدا ان شجاعتي ستخونني و لن اسطيتع مواجهتك بهذه الكلام، لذا كتبته و قلبي يعتصر من الالم ، اقسم انني لم أحب غيرك ، ولن احب غيرك ابدا ، لكن انا لست حبك الاول و الوحيد، حبك الاول هو الموسيقى و الغناء، ذلك حبك الحقيقي،  شغفك الحقيقي ، وذلك الحب هو ما جعلني احبك ، لذا لن استطيع ابدا تقبل واقع انك تركت حبك الاول لاجلي ، لذا انا الان و حالا انفصل عنك،  اقطع كل صلاتي بك، لذا لا تحتار او حتى تفكر في التخلي عن الغناء و الموسيقى ، اتوسلك ان تكمل حياتك الفنية ، غني و اعزف موسيقاك و لاتبحث عني ، لا احمل اي ندم لانني في فترة ما كنت في قلبك ، لا أملك اي ندم لانني احببتك بعمق و صدق ، لذا سآخذ كل تلك الذكريات الجميلة و اغادر ، تلك الذكريات ستعطيني القوة لاتحمل اشتياقي لك ، واتمنى ان تلك الذكريات تفعل نفس الشيي لك ، اكمل حياتك لاتبحث عن لانك لن تجدني فقط استمر بتقديم موسيقاك بكل حب و شغف ، سأتنظر اغانيك بتوق شديد ، سأشجعك بحب اكبر ، وسادعمكم بإخلاص اكبر ، عش سعيدا،  وابتسم اذا مررت كذكرى عابرة في عقلك ، ساحبك للابد
                     محبتك المخلصة :غفران "
نرلت دمعة حارة على خذ جونهو ، سأله رفاقه ما الخطب قال ونار الفرق تحرق قلبه " غادرت"

                                     النهاية

الشهرة ام الحب! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن