الصبر مفتاح الفرج

36 3 0
                                    

كنت في عمري 23 عاماً ..فأحسست أني قادر على اﻷرتباط والزواج ..فتزوجت ومضت اﻷيام والسنين والله لم يكرمني بمولود .
وعند لجوئي مع زوجتي للأطباء تبين لنا أن المشكل فيها وبعد سنين من العﻻج والعﻻج عند عدة أطباء لم تحمل زوجتي .
وكان أمامنا طريق واحد ﻻغير وهو أجراء عملية جراحية لها ولكن المشكلة كانت بالنسبة الضئيلة لنجاحها وأن عدم نجاحها سيكون له أنعكاسات سلبية على صحة زوجتي .
فرفضت أجرائها رغم أني كنت أتمنى أن يرزقني الله ولدا" .
زوجتي أصرت عليي كي أوافق على أجراء العملية .
لكني قلت لها ﻻ أريد ذلك الولد على حساب صحتك وﻻ أريد أن أغامر بخسارتك .
فإني سلمت أمري لربي وتوكلت عليه وأثق فيما أختاره لي .
كنت أتعرض لضغوط شديدة من والدتي وأصدقائي وبعض أقاربي كي أتزوج بزوجة ثانية .
لكن كنت دائماً أرد عليهم بالرفض والصدود عن تلك الفكرة .
وأقول لهم لقد تزوجت وأنا أحب زوجتي وﻻ ذنب لها فيما يحصل تلك مشيئة الله تعالى وأنا أقبل وأرضى فيما كتبه لي .
فإن كان يريد أن يرزقني من زوجتي هذه مولودا فالحمدلله والشكر له ..وإن لم يرزقني فالحمدلله والشكر له ..وأنا أرضى أن أكمل حياتي بدون أوﻻد على أن أظلم زوجتي بالزواج عليها في سبب ليس لها فيه ذنب .
ومضت اﻷيام وتتابعت وأكتم بصدري كل شيئ وأتقبل كل شيئ من الناس من كﻻم وكثرة تساؤﻻت وأتجاهله .
حتى في يوم من اﻷيام كنت جالساً برفقة بعض اﻷصدقاء لي ونتحدث حتى قال لي أحدهم أنت إنسان جيد وعندما تصمم على أمر تفعله وبأحسن الطرق .
وبينما يتحدث صديقي هكذا حتى دخل علينا طفل صغير ﻻيتجاوز سن العامين وذهب وجلس بحضن أبيه وهو أحد أصدقائي الجالسين معنا .
فقاطعنا هذا الصديق وقال لي أنت ربما تستطيع أن تفعل ماتريد لكنك لم تستطع أن تنجب ولدا" كولدي هذا وضحك بسخرية عليي .
لم أرد عليه وأكتفيت بالخروج من الغرفة .
وخرجت أهيم على وجهي وكان الليل أمشي وكلماته تطرق أذني وقلبي يعتصره اﻷلم والمرارة ولم تعد اﻷرض كلها تسعني .
فرفعت وجهي للأعلى ونظرت للسماء وقلت بكل حرقة ..
يارب أريد ولدا" فإن كانت زوجتي غير قادرة أو أنا غير قادر ...فأنت القادر على كل شيئ .

وتابعت طريقي نحو البيت وأنا حزين .
ولم يمضي أقل من شهرين حتى حملت زوجتي وأتم الله عليها حملها ورزقنا بتلك المﻻئكة وكانت بنت ..
وأسميتها مريم .وعمرها 5 أشهر

قصص قصيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن