الورث

34 3 0
                                    

لوصية الغريبة لوالد
.....
كتب وصية لأبنائه يقول فيها (عبدالله يرث وعبدالله لا يرث وعبدالله يرث)
فمن هو الذي لا يرث ؟
يحكى أنه كانت هناك قبيلة تعرف باسم بني عرافه وسميت بذلك نسبه إلى إن أفراد هذه القبيلة يتميزون بالمعرفة والعلم والذكاء الحاد_ وبرز من هذه القبيلة رجل كبير حكيم يشع من وجهه العلم والنور وكان لدى هذا الشيخ ثلاثة أبناء سماهم جميعا بنفس الاسم ألا وهو(عبدالله) وذلك لحكمة لا يعرفها سوى الله ومن ثم هذا الرجل الحكيم . ومرت الأيام وجاء أجل هذا
الشيخ وتوفي وكان هذاالشيخ قد كتب وصية لأبنائه يقول فيها (عبدالله يرث وعبدالله لا يرث وعبدالله يرث) وبعد أن قرأ الأخوة وصية والدهم وقعوا في حيره من أمرهم لأنهم لم يعرفوا من هو الذي لا يرث منهم _ وبعد المشورة والسؤال قيل لهم إن يذهبوا إلى قاضي عرف عنه الذكاءوالحكمة وكان هذا القاضي يعيش في قرية بعيده _ فقرروا إن يذهبوا إليه وفي الطريق وجدوا رجلا يبحث عن شي ما فقال لهم الرجل هل رأيتم جملا فقال عبدالله الأول هل هوأعور فقال الرجل نعم فقال عبدالله
الثاني هل هو أقطب الذيل فقال الرجل نعم فقال عبدالله الثالث هل هو أعرج ففال الرجل نعم _ ظن الرجل أنهم رأوه لأنهم وصفوا الجمل وصفا دقيقا ففرح وقال هل رأيتموه فقالوا لا لم نره فتفاجأ الرجل كيف لم يروه وقد وصفوه له _ فقال لهم الرجل أنتم سرقتموه وإلا كيف عرفتم أوصافه فقالوا لا والله لم نسرقه فقال الرجل سأشتكيكم للقاضي فقالوا نحن ذاهبون إليه فتعال معنا .فذهبوا جميعا للقاضي وعندما وصلوا إلى القاضي وشرح كل منهم قضيته قال لهم اذهبوا الآن وارتاحوا فأنتم
تعبون من السفر الطويل وأمر القاضي خادمه أن تقدم لهم وليمة غداء وأمر خادم آخر أن يراقبهم أثناء تناولهم الغداء_
وفي أثناء الغداء قال عبدالله الأول أن المرأة التي أعدت الغداء حامل وقال عبدالله الثاني أن هذا اللحم الذي نتناوله لحم كلب وليس لحم ماعز وقال عبدالله الثالث أن القاضي أبن زنا
وكان الخادم الذي كُــلف بالمراقبة قد سمع كل شي من الأخوة الثلاثة وفي اليوم الثاني سأل القاضي الخادم عن الذي حدث أثناء مراقبه الخادم الأخوة وصاحب الجمل فقال الخادم أن أحدهم قال أن المرأة التى أعدت الغداء لهم حامل_ فذهب القاضي لتك المرأة وسألها ما إذا كانت حامل أم لا وبعد إنكار طويل من المرأة وإصرار من القاضي اعترفت المرأة أنها حامل فتفاجأ القاضي كيف عرفوا أنها حامل وهم لم يروها أبدا ثم رجع القاضي إلى الخادم وقال ماذاقال الأخر فقال الخادم الثاني قال أن اللحم الذي أكلوه على الغداء كان لحم كلب وليس لحم ماعز فذهب القاضي إلى الرجل الذي كلف بالذبح فقال له ما الذي ذبحته
بالأمس فقال الذابح أنه ذبح ماعز ولكن القاضي عرف أن الجزار كان يكذب فأصر عليه أن يقول الحقيقة إلى أن أعترف الجزار بأنه ذبح كلب لأنه لم يجد ما يذبحه من أغنام أو ما شابه فستغرب القاضي كيف عرف الأخوة أن اللحم الذي أكلوه كان لحم كلب وهم لم يروا الذبيحة إلا على الغداء وبعد ذلك رجع القاضي إلى الخادم وفي رأسه تدور عدة تساؤلات فسأله إن كان الأخوة الثلاثة قد قالوا شي آخر فقال الخادم لا لم يقولوا شي فشك القاضي بالخادم لأنه رأى على الخادم علامات الارتباك وقد بدت واضحة المعالم على وجه الخادم فأصر القاضي على الخادم أن يقول الحقيقة وبعد عناد طويل من قبل الخادم قال الخادم
للقاضي أن عبدالله الثالث قال أنك أبن زنا فأنهار القاضي وبعد تفكير طويل قرر أن يذهب إلى أمه ليسألهاعن والده الحقيقي_ في بداية الأمر تفاجأت الأم من سؤال أبنها وأجابته وهي تخفي الحقيقة وقالت أنت أبني أبوك وهو الذي تحمل أسمه الآن _ إلا أن القاضي كان شديدالذكاء فشك في قول أمه وكرر لها السؤال إلا أن الأم لم تغير أجابتها وبعد بكاء طويل من الطرفين وإصرار أكبر من القاضي في سبيل معرفه الحقيقة خضعت الأم لرغبات أبنها وقالت له أنه أبن رجل آخر كان قد زنا بها فأصيب القاضي بصدمه عنيفة كيف يكون أبن زنا وكيف لم يعرف بذلك من قبل والسؤال الأصعب كيف عرف الأخوة بذلك _
وبعد ذلك جمع القاضي الأخوة الثلاثة وصاحب الجمل لينظر في قضية الجمل وفي قضية الوصية _ فسأل القاضي عبدا لله
الأول كيف عرفت أن الجمل أعور فقال عبدالله لأن الجمل الأعور غالبا يأكل من جانب العين التي يرى بها ولا يأكل الأكل الذي وضع له في الجانب الذي لا يراه وأنا قد رأيت في المكان الذي ضاع فيه الجمل آثار مكان أكل الجمل واستنتجت أنه الجمل كان أعور _ وبعد ذلك سأل القاضي عبدالله الثاني قائلا كيف عرفت أن الجمل كان أقطب الذيل فقال عبدالله الثاني : أن من عادة الجمل السليم أن يحرك ذيله يمينا وشمالا أثناء أخراجه لفضلاته وينتج من ذلك أن البعر يكون مفتتا في الأرض إلا أني لم أرى ذلك في المكان الذي ضاع فيه الجمل بل على العكس رأت البعر من غير أن ينثر فاستنتجت أن الجمل كان أقطب الذيل _وأخيرا سأل

قصص قصيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن