لحظة الوداع

172 8 8
                                    

مضت العديد من الأيام و قدت تأقلمت أريام على وظيفتها ، و قد اعتادت على ظهور شبح أختها لإعطائها النصائح القيمة التي تحتاجها ،لكن قارب دور شبح ريان على الانتهاء عندما واجهت أريام آخر مشكلة و هي تكوين صداقة بين زميلتها في العمل "سعاد" كل منهن لديهن خجل في تكوين علاقات اجتماعية في العمل خوفاً من ردود أفعال كل واحدة إتجاه الأخرى،لكن ظهور شبح ريان خلف سعاد ،قد جعل أريام تفهم بأنها ستقرئ نصيحة سوف تساعدها و تسعدها أيضاً،و ذلك لأن هذه المرة هي ترغب بالتحدث مع سعاد.
قرأت الرسالة التي لم تعلم بأنها ستكون الأخيرة إذا نجحت في تنفيذها...
"أختاه لقد لاحظت بأنكِ تريدين التحدث مع زميلتكِ سعاد لكن لا تعلمين كيف تبدأين التعرف و التحدث إليها، سأعطيكِ آخر نصيحة و لعلها ستفيدكِ طول حياتكِ،كوني على طبيعتكِ لا تصطنعي شيئاً ولا تتكبري أبداً على أي شخص أمامكِ،ثانياً إذا أردت خلق حديث لتتم المشاركة به كوني دقيقة و حذرة لاختياركِ المواضيع و لتكن في غاية السهولة و قد تجذب انتباه الشخص الذي الأمامكِ،مثلاً تحدثي عن سعادتكِ في مكان عملكِ و مدى اهتمامك بحصول حدث مهم في مكان عملكِ،و بعدها الأحاديث ستجر بعضها بعضاً،إلى أن يصبح هناك ضحكات و بعدها تعارف بالأسماء حتى و إن كنتِ تعلمين اسم الذي أمامكِ!أبدي اهتمامكِ بمعرفة الاسم،و مع مرور الأيام ستجدين بأنكِ أصبحتن مقربتين إلى بعضكن البعض و ستثبت لكِ الأيام ما أعنيه...
و صدقيني سعاد ستهتم بكِ كما كنت دائماً أهتم بكِ..."
و بالفعل قامت أريام بفعل كل النصائح المذكورة في الرسالة بحذافيرها،حتى أصبح بينها و بين سعاد علاقة صداقة قوية و كانت هذه العلاقة صافية نقية خالية من المصالح و التصنعات لدرجة أن أريام نسيت إثر انشغالها مع الحياة عدم ظهور شبح أختها في الأرجاء...
حتى خرجت من عملها في يوم ممطر كأول لقاء لها مع شبح أختها،لكن هذه المرة رأت شبح أختها دون خوف و بادرت بالقول...
أريام: لم أراكِ في هذه الأرجاء مؤخراً،هل حدث نسيتني أم ماذا؟
لكن هذه المرة و هي الأولى من نوعها نطقت شبح ريان لتوأمتها و قالت...
شبح ريان: أنا لم أنساكِ أبداً،لكنكِ لم تعودي بالحاجة إلي...هل نسيتي بأنني سأظل أقوم بمساعدتكِ لفترة معينة ،و هذه الفترة قد انقضت يا أختاه،فقد استطعت إعادة بث الحياة بداخلكِ و سعاد ستهتم بكِ و ترعاكِ جيداً مثلما كنت أفعل لكِ طوال حياتي حتى هذه اللحظة،وأجل هذه ستكون لحظة الوداع بيننا!
لا تحزني أبداً فسوف سأظل أزوركِ في عالم الأحلام دائماً...
لم تستطع أريام أن تتمالك دموعها و قالت و هي تركض نحوا شبح أختها...
أريام:هل تسمحي لي قليلاً لو أحضنكِ للمرة الأخيرة حتى و إن كنتِ شبحاً!
و بالفعل حضنت أريام شبح ريان و بدا لها الحضن كأنها تحضنها بالفعل و من شدة الصدمة نظرت أريام لوجه شبح ريان بدهشة و هي ترى دمعة تذرف على وجهها لتسقط على جبين أريام و مصابحة بابتسامة جانبية و ودعتها شبح ريان بالقول...
شبح ريان: نعم ما تشعرين به حقيقي و ما ترينه كله حقيقي...فقط يتم السماح بذلك في لحظة الوداع...فالوداع يا أختاه...
و تلاشى شبح ريان مع المطر،لكن كانت المفاجأة بأن سعاد أتت لتحضن أريام عندما رأتها تبكي في تلك اللحظة و هي تقول...
سعاد: لا تخافي فأنا أعلم بشبح توأمكِ ريان ،لأنها كانت تزورني أيضاً في منامي بصحبة توأمي المتوفى "سعد"،و لهذا السبب سنكون أصدقاء للأبد...
تلك كانت وصيتهم قبل أن يودعونا مع المطر...
و منذ تلك اللحظة أصبحت علاقة الصداقة بين سعاد و أريام قوية للأبد.

شبح أختيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن