قصة شتاء

5K 83 36
                                    

ضمت رجليها الى صدرها طالبتاً الدفء من برد الشتاء القارص ولكن هذا لم يكن اكبر همومها ما كان يشغل بالها هو عشيقها .. عشيقها الذي تهوى روحه تعذيبها ..يهوى رؤيه دموعها المنهمرة على خديها كمصاص دمائاً يغرز انيابه غير مبالي بعذاب ضحيته...

صرخت بألم و قد كسرت الهدوء الذي طغى على المكان

"لماذا لماذا يتجاهلني لماذا لا يجب على اتصالاتي"

ارادت ان تكمل ارادت ان تبوح بما بداخلها ولكن مجارات الالم الذي يخنقها كأنه شخصاً قد امتلئ حقداً عليها يلف يديه حول عنقها ويخنقها بكل ما اوتيا من قوة صعبه جدا...

استجمعت قواها واكملت بصوت يملئوه الندم

"هل تراني اخطأت في حقه ؟ هل خرجت من فمي سهواً كلمة قد جرحت مشاعره؟"

شهقت لتخرج ما بداخلها من ألم

"ولكنني ....ولكنني لا اذكر انني قد تشاجرت معه يوماً او جرحته من قبل فقد كان دائماً حنوناً عطوفاً معي يهتم بي فلماذا عسايا ان اغضبه او اجرحه"

ضحكت بصوت عالي وما زالت الدموع تنهمر على خديها شفقت على حالها

"لا ازل اشتاق اليه رغم جرحه لي"

طئطئت رأسها وابتسمت بألم انها حقا تشتاق اليه او ربما تشتاق لاكاذيبه وإدعائاته بأنه يحبها ..

تذكرت احساسها بالسعاده والامان عندما تكون بجانبه لقد كان دائما بجانبها عندما تحتاجه اشعرها بأنها اميرة على قلبه بل على حياته كلها .. بتذكرها كل هذه الذكريات عنه وعن "الايام السعيده" التي عاشتها معه عاد الامل إليها

"ربما ...ربما لا يزال يحبني ربما حقا اخطأت في حقه او أنه مشغول بأمر عائلي لا يستطيع اخباري به"

قد عادت الى عادتها الساذجه ! تلقي اللوم على نفسها وتبرر له اخطائه ربما.. لان حُبها له أعماها عن رؤيه عيوبه...

نفخت في يديها بأنفاسها الدافئه وفركتهما ببعضهما لتدفء نفسها ولو قليلا فلقد كان يوما متقلب الطقس.. تساقطت الثلوج في اول النهار والان تجمع الغيوم السوداء لا يبشر بخير!

"يجب علي ان ابحث عنه ان اعتذر له على ما بدر مني من خطأ...!"

وقفت وبالكاد تكاد ان تقف بتوازن فقد كان جسدها يرتعش بقوة تزامنناً مع دموعها المنهمرة ..توجهت نحو الباب بخطوات سريعه التقطت معطفها الاسود الطويل .. فتحت الباب اخذت نفساً عميقاً قبل ان تأخذ خطوتها الاولى لتخرج من منزلها الى ألا مكان ..لم تكن تعرف اين هو الان او اين يسكن !

اكملت سيرها بخطوات سريعه غير مباليه بالمطر الذي ينهمر فوق رأسها يبلل خصلات شعرها الاسود الطويل والبرد الذي يصيب جسدها النحيل بالقشعريرة..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 12, 2015 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قصة شتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن