الفصل الثامن

4K 112 3
                                    

في يوم الجمعة التالي كانت اليسون تجول بين اسطوانات الأسلاك الكهربائية وقد بان العبوس على وجهها بشكل بالغ في كل مكان في المنطقة كانت نظراتها تقع على نفس الشيء قالت لمساعدها – هذه غير مقبولة يا جوزيف فهي ليست الأسلاك التي طلبناها .
كان جوزيف قد أسرع بإحضار هذه لتراها حالما تفحص أخر شحنة بالسفينة.
أجابها – نعم اعرف ذلك سمعت ان هذا ما قالاه هما أيضا حاولت ان تزيح واحدة منها وقد تملكها الغضب جانبا قال لم استطيع لثقل وزنها والغضب لا يحل مشكلة على كل حال لماذا لم تحل المشكلة بسرعة فسيتأخر عملهم والوقت الاحتياطي الذي لديهم يتبخر بسرعة وعندما فاستوعبت فجأة كلام جوزيف التفتت تنظر اليه – من هما ؟ فاوما ناحية المنطقة الشرقية يقول – مار ينو و ماكليلان المقاولان القادمان من الوادي كما تسمينهما . كان ذلك أثناء الأسبوع الاول وذلك نتيجة توترها وسوء مزاجها . أما ألان فقد اختلفت القصة فقالت – أنني اعرف ماذا كنت اسميهما ولم أكن اعلم إنهما يستعملان نفس العقد المتفرع . الامل المفقود
- ان شركة ميلر وجونز هي الأكبر .
- نعم كانت تعلم ذلك يبدو ان ميلر وجونز يريدان ان يتوسعا أكثر وذلك من اقصر الطرق وأشارت الى اسطوانات الأسلاك الكهربائية – لن استعمل هذه ومدت يدها الى الهاتف .
- فهز جوزيف رأسه يمنعها من ذلك – لقد سبق وجربت أنا ذلك فهو لديه اجتماع طوال النهار ولا يمكن الوصول اليه .. – اجتماع في مكتبه ؟
- هذا ما قالته السكرتيرة .
لقد أعملت ذهنها ان على ميلر ان يسلم الأسلاك الصحيحة وألا ستخنقه بها .
- حسنا ان عليه ان يحضر اجتماعا أخر لم يسبق ان خطط له هذا النهار وناولت جوزيف هاتفها لكي تمر بيدها على شعرها ان ملابسها وهي بنطلون جينز وقميص عمل لم تكن مناسبة لحضور اجتماع ولكنها لن تسمح لذلك بان يمنعها خصوصا والزمن يمر بسرعة .
- هل ستذهبين لرؤيته ؟
ضاقت عينا اليسون وهي تفكر في هارلي ميلر بوجه المستدير الصغير القائم على قمة جسد صغير انه نوع الرجل الذي يظن ان بإمكان المال ان يشتري كل شيء بما في ذلك التعاون كما يبدو انه لا يساوي نصف الرجل الذي كان هابوه وعجيب كيف بإمكان شريكه ان يصبر عليه ذلك ان هنري جونز كان دوما مضرب المثل بالاستقامة .
قالت – أنني اعرف أسرع طريقة لحل هذه المشكلة انه منذ أخد مكان والده في العمل يحاول ان يجد طريقة للكسب السريع حسنا انه لن يحصل على ذلك من وراء تركيب أسلاك رديئة النوع في اي من بناياتي . الامل المفقود
- ابتسمي وأنت تقولين ذلك يا شريكتنا .
استدارت على عقبيها وقد أدركت انه انجلو كانت الساعة الثالثة تقريبا وكانت تتوقع قدومه طوال النهار وها هو ذا يأتي في أسوا الأوقات ليهزل معها .
- ليس في هذا الأمر ما يضحك .
كان انجلو وشاد قد فرغا لتوهما من مناقشة أمر الأسلاك الكهربائية هذه التي تسلماها فجاء انجلو ليسألها رأيها في هذه القضية وقال يجيبها بلهجة جادة – كلا انه أمر غير مضحك مطلقا أظنك ستذهبين لرؤيته .
- نعم لم يكن هناك ما يجلب السرور الى نفسها حاليا .أكثر من ان ترى هارلي ميلر مدهونا بالقطران ومقيدا بأسلاكه هذه فهي لم تكن تطيق اي إنسان محتال.
نظر أليها والنار تنبعث من عينيها – أتريدين مرافقا ؟
نظرت اليه وهي تلتقط قطعة من السلك كان جوزيف قد فتحها ليتفحصها جيدا أتراه يظنها غير قادرة على معالجة هذا الأمر بنفسها ؟ وقالت له –لا أريد مساندة من احد .
كان انجلو قد سبق واخبر شاد انه سيذهب ليرى ميلر بنفسه بعد ان لم يستطع الاتصال به هاتفيا فجاءته فرصة الذهاب مع اليسون بمثابة منحة فقال – ان كل إنسان يحتاج الى مساندة أحيانا أنا نفسي كنت أفكر بطلب المساندة منك .
نظرت اليه بارتياب – ليس لدي وقت لأناضل لأجل شخص أخر .
فقال وهو يقودها نحو ممر ضيق – إذن فلا تناضلي وألان سآتي معك يا اليسون سواء أعجبك هذا أم لا أننا لن نتصرف برقة نحو من يحاول غشنا .
- حسنا بإمكانك ان تأتي . كانت تعلم ان ليس هناك من يستطيع منعه اذا هو أراد ان يرافقها ولكنها فقط أرادته ان يعلم ان هذا ليس ضد إرادتها .
ومع انها كانت قادرة تماما على معالجة هذه الأمر بنفسها فقد سرها ان ليس عليها ان تواجه الأمور وحدها .
سارا بسرعة نحو موقف السيارات دون وعي منها الى سيارتها ثم نظرت اليه أتراه سيأتي معها أم سيستقل سيارته ؟ وسألته – هل ستقود سيارتك ؟
فهز رأسه قائلا – من المخجل ان نذهب الى نفس المكان بسيارتين ان الاشتراك بسيارة واحدة يبشر بما سيكون عليه المستقبل .
فأشارت الى المقعد بجانبها – اصعد .
قادت السيارة شاعرة بجفاف في فمها كان وجوده بجانبها يطغى على مشاعرها رغم انه لم يكن يفعل سوى البحث في محطات الراديو تبا له ما الذي أعطاه الحق في ان يقتحم حياتها ليقلبها رئسا على عقب بهذا الشكل ؟
نظرت اليه بعد ان وجد أغنية يبدو انها أعجبته ثم استند الى الخلف فقالت تساله – لماذا تفعل هذا معي ؟
أدار عينيه نحوها – افعل ماذا ؟ما الذي افعله معك ؟ الامل المفقود
كان صوته منخفضا جذابا ونضحت الرطوبة من راحتيها وهي تمسك بعجلة القيادة لم يعد ثمة مجال للإنكار وهي بحاجة الى المكاشفة التامة هذا اذا شاءت ان تنتهي من هذا الأمر .
قالت وهي تتنفس بعمق – انك تدمر قدرتي على التركيز .
رغم ما كانت تظنه لم يكن غروره هو الذي سره منها هذا الاعتراف . بل قلبه فقال – هل إنا افعل بك هذا حقا ؟
فصرفت بأسنانها ما كانت لتعترف بذلك لأي إنسان في العالم ولكنها كانت بحاجة الى التفاهم وأجابت – انك تعلم ذلك .
فقال برقة – ربما السبب هو مقاومتك لهذا الأمر بهذا العنف .
لم يعجبها تأثير صوته على نفسها لم تشأ ان تشعر بمثل هذا الضعف .
فسألته بحدة – اي أمر ؟
نظر الى الاحمرار الذي صعد الى وجنتيها وهو يجيب – هذا التجاذب بيننا .
- ليس هناك اي تجاذب .
- لم يكن جوابها منطقيا بصفتها مهندسة حسب رأي انجلو الذي أجابها قائلا – لو لم يكن هناك تجاذب لما أفسدت عليك قدرتك على التركيز حسب قولك .
ربما اذا وافقته على هذا سيدعها في سبيلها فأجابت - حسنا هنالك تجاذب .
كان هذا أكثر مما كان يرجو منها فقال – وستجدين أكثر من ذلك في الأيام المقبلة رأى فكها يتوتر فقال الأمر هو نفسه بالنسبة إلي أنا .
لم تشأ ان تدعه يؤثر عليها بكلامه هذا فقاومت هذه المشاعر وقد شعرت فجأة بالخوف ... الخوف مما تشعر به ... الخوف مما ينتظرها وقالت تساله – هل هكذا ترهق صديقاتك ؟
- ليس لدي صديقات كثيرات ولم يحدث ان أرهقت واحدة منهن حسب تعبيرك .
فقالت منهكة – إذن فتصرفاتك معي جديدة عليك .
أجاب وهو يفكر في ما تبعثه فيه من مشاعر – نعم هذا صحيح . وسكت برهة ثم قال يسألها – لماذا تشعرين بكل هذا الخوف من مشاعرك يا اليسون ؟
- أنا لست خائفة من مشاعري .
- بل انت خائفة .
- ولكنك تثير حنقي . لماذا عليها ان تشرح له كل شيء اليس باستطاعته ان يقرا بين السطور فيتوقف عن إغاظتها بهذا الشكل .
- اسمع ليست لي الحرية في ان اشعر كبقية النساء... ذلك ان علي نذرا .
كان يعلم انه اذا سكت ألان فلن تعود الى الحديث مطلقا .بعد ذلك – الا يمكن تغيير هذا النذر ؟
- حسنا لا أظنني استطيع الخلاص من هذا النذر .
فحملق فيها – لماذا لا ؟
ما كان لها ان تعترف بذلك . ذلك انه لم يكن يعلم بذلك احد وتمنت لو كانت قطعت لسانها قبل ان تقول ذلك .
حاول ان يجد تعليلا لما سمع فلم يستطع ما الذي كانت متلهفة اليه ما جعلها تأخذ على نفسها نذرا كهذا بدلا من ان تعتمد على طاقتها ؟ هذه ليست شخصيتها التي يعرفها . وعاد يسألها – وما هذا النذر ؟
لم تجد سوى ان تكمل اعترافاتها الى النهاية ما دامت وصلت الى هذا الحد ... فأجابت – نذرت إنني اذا بقى والدي على قيد الحياة فسابقي الى جانبه واعمل في الشركة وأكرس حياتي لأبي ... الامل المفقود
تلاشى صوتها وساعات العذاب الطويلة في ممر المستشفى دون ان تعلم ان كان والدها سيعيش أم يموت تعود إليها وارتجفت .شعرت بغصة في حلقها وهي تحدق أمامها تذكرت حادث الاصطدام . السيارة التي اندفعت صوبهما . ما مكان ما الاصطدام بسيارتهما ... صرخة أبيها وشعرت بالدموع في عينيها وهي تقول – كان الذنب ذنبي على كل حال .
- أوقفي السيارة .
أعادها صوته أمرا واضحا الى وعيها .
- ماذا ؟
إضافة رد
الامل المفقود 03:35 PM 26-03-14
- قلت أوقفي السيارة ووضع يده على عجلة القيادة . مؤكدا كلماته . ان حالتك لا تسمح لك بالقيادة والحديث قي نفس الوقت خصوصا عن موضوع كهذا .
ماذا يظنها لكي يأمرها بما عليها ان تفعله ؟ قالت – سأسكت أذن لا ادري ما الذي حدث لي ...
فقال – يل انت بحاجة الى أخراج بقية هذا يمكنك ان تصفي السيارة هنا .
فعاد طبعها – ومن انت لكي تخبرني بما أنا بحاجة اليه ؟
وضع يده بلطف على يدها التي تقود عجلة القيادة يحولها الى اليمين وهو يقول – شخص يهمه أمرك .
أخذت تقاومه وتعدل عجلة القيادة قائلة – آه اهكذا ؟
لم يحاول ان يحرك العجلة مرة أخرى ولكنه قال – نعم ماذا ؟
اغرورقت عيناها بالدموع تبا له انها ستنهزم ألان في اي وقت أخذت تشتمه لذلك وهي تحول السيارة الى جانب الطريق بينما تحاول جاهدة ان تمنع الدموع من التدفق – لا أريد ان يهتم بي احد .
تبا لعدم رغبتك بذلك . كان يريد ان يكون صديقها بقدر ما يرغب في ان يكون حبيبها وتابع يقول – كل شخص يحتاج الى الآخرين فالعزلة تشوه نظرتك الى الأشياء انك بحاجة الى الإفضاء لشخص يهمه أمرك مثلي أنا وألان حدثيني وألا سنبقى هنا طوال النهار والليل أيضا اذا احتاج الأمر وجذب بيده الأخرى مفاتيح السيارة من مكانها وأطبق عليها أصابعه .
ابتعدت عنه قدر أمكانها وهي تقول – لا يمكنك ان تحتجزني في هذه السيارة ان علينا عملا يجب انجازه .
تنهد متسلحا بالصبر وهو يقول – لا اهتم حاليا بآي شيء عداك وماذا كنت لم تلاحظي فانا اكبر حجما منك بكثير .شبكت اليسون يديها في حجرها وأخذت تحدق أمامها الى حركة السير ما ان أخذا هو يظن انها ستلوذ بالصمت اذا بها تبدأ الحديث بصوت جامد لا حس فيه .
لقد كانت تعرفه جيدا وتعرف ما هو عليه من إصرار. وانه سيبقيها هنا كما قال.
- كنت في الخامسة من عمري عندما ماتت أمي .ان أبي لا يتحدث عنها مطلقا وهذا ما لا استطيع فهمه أبدا ان يكون له زوجة ثم لا يأتي على ذكرها على الإطلاق وكأنها لم تكن موجودة وسكتت لحظة أخذت تمر فيها بأصابعها على عجلة القيادة – كانت ذات يوم تملا حياتي . تمسك بيدي تجعل الأشياء رائعة الجمال ... وفي اليوم التالي اذا هي في المستشفى .
أغمضت اليسون عينيها ولكن دموعها سالت من بين أهدابها لقد بقيت طوال تلك السنوات يغمرها الحزن لذلك الشباب الذي انقصف . ولخسارتها هي – ثم اذا بها تغيب عن حياتي لقد ماتت بسبب اشتراكات حدثت لها اثر التهاب رئوي وبعدها عشت وحيدة باستثناء خدم المنزل . الامل المفقود
- أما أبي فكان دائم الانشغال والغياب عن المنزل . . حاولت اليسون وهي تقول ذلك ان لا تبدي انتقادها لذلك ولكن الألم كان يتجلى في صوتها – وهكذا فكرت في أنني اذا اجتهدت في دروسي واشتغلت معه في الشركة فقد ينتبه إلي ويتحدث معي .
رأى انجلو ابتسامة حزينة فوق شفتيها فشعر بالكراهية لذلك الرجل الذي سبب لها مثل هذا الحزن هذا بينما كانت هي تتابع قائلة – لم يكن يتحدث إلي قط كلمات قليلة فقط هنا وهناك هي عادة انتقاديه . وأخيرا قررت ان هذا يكفي وان علي ان انفرد بحياتي وجدت وظيفة في شركة في نيفادا وقبل رحيلي بيوم واحد كان أبي قد تأخر للالتحاق باجتماع له .
اخذ صوتها بالانخفاض وهي تتذكر – لم أكن قد وجدت فرصة اخبره فيها بأنني سأسافر فقد كان مشغولا عن الاستماع إلي كان سائقه مريضا وهكذا تطوعت لتوصيله مفكرة في ان بإمكاني ان اخبره أثناء الطريق وانهي الأمر .
جذبت نفسا عميقا قبل ان تتابع قائلة – كان المطر ينهمر وفجأة اندفعت تلك السيارة نحونا حاولت الانحراف عن طريقها ولكن لم يكن هناك مكان يسمح لي بذلك .
كانت دموعها تنهمر ألان فلم تعبا بمسحها – مكث أبي غائبا عن الوعي مدة أسبوعين وعندما استعاد أخيرا وعيه كان قد أصبح مشلولا .
نظرت الى انجلو وقد تألقت عيناها بالدموع – هذا الرجل القوي الملئ بالحيوية والذي اعتاد الاندفاع من مكان لأخر تاركا طابعه على الحياة قد أصبح مشلولا وأنا من فعل ذلك به . كانت ما تزال تسمع صوته في أذنيها يتهمها .
اخرج انجلو منديله من جيبه واخذ يمسح به دموعها ما هذا الذي تفكر فيه ؟
- اليسون لا ذنب لك فيما حدث .
لكنها هزت رأسها بعناد – لو لم أكن متوترة بذلك الشكل ... لو لم أكن أحاول ان أجد الطريقة الفضلى لأخباره بأنني راحلة بينما ربما كنت أرجو سرا ان يطلب مني البقاء لولا كل ذلك ربما ما كان حدث ما حدث .
كانت قلبت ذلك الأمر في ذهنها مئات المرات لتخرج دائما بنفس النتيجة وهي انها المسؤولة عما حدث .
امسك بكتفيها يهزها محاولا ان يجعلها تهدا وهو يقول – مهما كان أمرك فتلك السيارة كانت ستندفع وتصدمكما . كرت بيدها على وجهها ما هذا الذي تفعله بجلوسها هنا تبكي ؟ لو كنت منتبهة كما يجب . أرايتها قادمة فتجنبت الحادث .
وضع منديله في جيبه وهو يقول – ربما كان ذلك وربما لم يكن فهناك ألف شيء مختلف يوضع في الحسبان ووضع مفاتيح السيارة في يدها ثم ضغط عليها مشجعا ما جعلها تشعر بالمساندة بالحنان . بالقوة – كان بإمكان أبيك ان يلغي الذهاب الى ذلك الاجتماع او ان يأخذ سيارة أجرة لا يمكنك السيطرة على كل شيء يا اليسون فالأمور تحدث في هذا العالم دون خطا منا لا يمكنك ان تستمري في لوم نفسك لهدا الحادث بقية حياتك كلها .
قالت وهي تضع المفتاح في مكانه – ربما ما تقوله صحيح ولكن بإمكاني ان أصلح الآمر بالنسبة اليه .
أدرك ما تعنيه بذلك فقال – كيف ؟ بتضحيتك بنفسك ؟ لا أظنه يريد ذلك منك.
بانت على شفتيها شبه بسمة خالي من البهجة – انك لا تعرف أبي انه يتذكر كل شيء ولا يسمح بشيء . الامل المفقود
فاوما يوافقها على ذلك فكرر قوله – قدميني اليه فانا أحب ان أتعرف عليه كان يريد ان يعرف نوع هذا الرجل الذي يكبل ابنته بشعور الذنب بهذا الشكل .
إضافة رد
الامل المفقود 03:36 PM 26-03-14
هزت رأسها بحزم ثم أدارت المحرك ووقفت تنتظر مفتاح حركة السير وهي تقول – لا أظنها فكرة حسنة . – لما لا . الا يهتم بالأشخاص الذين يدخلون حياتك ؟ فأجابت – انه لا يهتم بي أنا فلماذا يهتم بالناس الذين يدخلون حياتي ؟ سكتت وقد أدركت ما كانت تقول – هذا الى انك لم تدخل حياتي .
- آه . بل دخلت .
شعرت به يبتسم دون ان تنظر اليه .
- اسمع يا انجلو ليس من الصواب لك او لي ان نبدأ شيئا فانا لست حرة بمشاعري بعد ان ...
- ذلك الالتزام ؟ نعم اعلم هذا فقد تحدثنا ألان عن كل ذلك . كان صبره لا ينفد ولكنها جعلته كذلك ذلك انه لم يعرف أنسانا قط بمثل عنادها هذا وتابع يقول – وماذا عن التزامك نحو نفسك ؟
- فهزت كتفيها – أنني مهندسة ومقاولة عامة فانا أقوم بالعمل الذي أحبه .
- ولكن ماذا عندما يتلاشى ضوء النهار ؟
أجابت بعناد – اذهب للنوم .
- أذن فقد حان الوقت لكي تستيقظي يا اليسون استيقظي للأشياء التي تعدها الحياة لك .
فألقت عليه نظرة جانبية ذات معنى .
- هل تعني نفسك ؟
- انها البداية .
كانت خائفة . خائفة من تقديم مودتها خائفة من المجازفة في السير على ذلك الممر المتخلخل فإذا كان والدها لا يستطيع ان يحبها فكيف يحبها شخص أخر ؟ لكن الأمر كان وكأن ليس أمامها خيار أخر . ان عليها ان تسير على هذا الممر ولو خطوة على الأقل ... خطوة واحدة . وألا فستندم الى الأبد .
- لا باس بعد هذه الزيارة الى ملير سأتناول العشاء معك .
اه ... ما الذي تراها فعلت ؟ ولكن هذا كل شيء عشاء فقط هل فهمت ؟
فقال وهو يومئ نحو عجلة القيادة – فهمت وألان هل تريدينني ان استلم قيادة السيارة أم ان بإمكانك متابعة ذلك ؟
شعرت بالارتباك لما كان تملكها من ضعف .حين سمحت لمشاعرها بان تهزمها وان تدعه يراها بهذا الشكل فقالت – ولكنني أقود فعلا اليس كذلك ؟
- نعم هذه صحيح .
شعرت بحدثها في قولها ذاك فهو لم يكن يستحق ذلك خصوصا بعدما رأت من عطفه فقالت بلهجة رقيقة – انجلو .
- نعم ؟ الامل المفقود..
- شكرا لك .
لم يكن عليها ان تقول أكثر من ذلك فقال وهو يستند الى الخلف – لا باس فلنتحدث في موضوع بهيج .
ضحكت وهي تهز رأسها . يا له من رجل .
كانت الزيارة الى مقر شركة ميلر و جونز قصيرة فقد كان هارلي ملير يحضر
اجتماعا . حسب ادعاء سكرتيرته عندما دخل انجلو و اليسون حاولت تلك المرأة المخيفة ان تقطع عليهما الطريق ولكن انجلو أزاحها جانبا بسهولة ليس بقوته الجسدية ولكن بظرفه وتملكت الحيرة اليسون صحيح انه ليس أكثر من رأت من الرجال وسامة ولكن الجاذبية في شخصيته لم تكن عادية .
كما انه كان قد بتدا يدخل قلبها لرقته أكثر مما هو لجاذبيته الكبيرة .
بعد ان هدأ انجلو سكرتيرة ميلر الى حد يكفي لكي يجعلها تعود الى مكانها خلف المكتب التفت الى اليسون وأشار نحو الباب غامزا بعينه وعندما دخلا الغرفة رفع هارلي بصره مجفلا ومنزعجا لهذه المقاطعة وسألهما – ما الذي تفعلانه هنا أنني في اجتماع .
قالت اليسون بحلاوة وهي تزيح بمرفقها الرجل الذي كان جالسا أمامه – أننا لن نتأخر طويلا . ووضعت قطعة السلك الكهربائي أمامه على مائدة المفاوضات المصقولة وهي تقول – فسر لنا هذا فقط . فنغادر حالا .
نظر هارلي الى السلك ثم الى اليسون وهو يقول – هذا ؟
دفعتها الى أمام عينيه وهي تقول – انها دون المواصفات القانونية يا هارلي هذا اذا أزعجت نفسك بالنظر اليه .
اخرج منديله واخذ يمسح جبينه – اهو كذلك ؟
كانت تكره الغش أكثر من اي شيء أخر ما عدا .ربما نظرة أبيها وهو يقيم بها عملها .
- انها كذلك وأنت تعرف هذا لا أريدك ان تستعمل هذه فانا أريد النوع الذي اتفقنا عليه فإذا لم تستبدله غدا فنحن لن نلغي طلبنا هذا فقط ولكنني سأسرد قصتي عن احتيالك هذا وكيف أبدلت النوعية المطلوبة المرفقة بالطلب وبعد ذلك لن يكون بإمكانك ان تبيع من الأسلاك ما يكفي لإنارة كعكة عيد .
اخذ هارلي ينقل نظراته من وجه اليسون الى وجه انجلو فلم يجد مجالا فيهما لأي صفقة فقال – ستحصلين على أسلاكك المطلوبة .
لم يكن هذا كافيا بالنسبة الى انجلو فقد كان يعرف جيدا هذا الطراز من الرجال إذ رغم ان شركته كانت صغيرة فقد أمضى في دنيا الأعمال مع آبيه اكسر مما أمضت اليسون . فقال لهارلي باتزان – غدا الساعة التاسعة .
اوما هارلي برأسه – بالضبط . وأطلق ضحكة متوترة . الامل المفقود ...

انتهى الفصل الثامن ؛؛؛؛؛؛؛

أطفال في خياله-مارى فيراريلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن