09

2.5K 267 61
                                    


"أنا سعيدة للغاية، چاين، أخيرًا إنتهت هذه الإختبارات اللعينة!!"

صاحت ڤاليري بحماسٍ شديدٍ حتى أن صديقتها غَطَّت أُذنيها بِكلا كفيّها بإنزعاج بسبب علوّ صوتها.

"فلتهدأي! لا تزال هناك سنة لعينة أخرى" أدارت چاين عينيها بضجر شديد لتُعيد نظرها إلى ڤاليري المُتحمسة بجانبها.

"ألن تكوني مُتفائلة و لو لمرة بحياتكِ؟ لا يزال أمامنا الصيف بأكمله للإستمتاع!" دفعتها ڤاليري بخفة بمنكبها، لتطلق ضحكة عفوية من بين شفتيها.

"دعكِ من هذا، ما رأيك بأن نذهب لتناول الغداء اليوم بأحد المطاعم بمناسبة أننا حصلنا على إجازتنا أخيرًا؟" تقترح چاين ببعض الحماس لتبتسم.

إبتسمت ڤاليري بالمُقابل، "بالطبع سيكون هذا رائعًا، لكن ليس الآن لأن لدي الكثير من الأشياء لأفعلها اليوم"

"حسنًا، سأمر اليوم عليكِ بالخامسة مساءًا"

"رائع سأكون بإنتظاركِ!" رحبَّت ڤاليري بينما هي تأخذ چاين بين ذراعيها و تُلاحظ تِلك الفتاة الغريبة تحدق بها من جديد.

تجاهلتها تمامًا، هي هكذا تقريبًا منذ أول سنة لها بالجامعة هنا، و لم تتحدث مع ڤاليري سوى مرّات نادرة تُعَد على الأصابع.

ودَّعت ڤاليري صديقتها چاين، لتخرج من بوابة الحرم الجامعي الكبيرة تِلك، كان يوجد بعض الرياح القوية، تلك التي إصطدمت ببشرتها بقوة و إرتطمت بشعرها ليتناثر على وجهها فتُبعده بينما هي تسير بشوارع برلين المُزدحمة.

تتحسن حالة والدة لويس الصحيَّة حتى أنها حادثتها على الهاتف بمُساعدته بالطبع، كانت تُحادثها يوميًا منذ أن أخبرها هو بمرضها، فقد كانت بغيبوبة السُكري بسبب زيادة نسبة السُكر بالدم، لاحظت كم أن حالة لويس النفسية كانت متدهورة للغاية، و بالطبع حاولت أن تُخرجه من حالته تلك و فلَحَت بذلك.

هو لا يُمكنه أن يكون أسعد بتواجدها بجانبه بالرغم من أنه لا يُمكنه مواجهتها و لقاءها وجهًا لوجه و محادثتها و سماع صوتها، هو فقط كان مُشتت للغاية، لكنه كان يبذل قُصارى جهده للتغلُب على مشاعره السلبية، و هو يقترب من التغلُب عليها، فقط من أجل ڤاليري.

-

"أهلًا آنستي، كيف يُمكنني أن أُساعدك؟" قال العامل بإبتسامة ودودة لها.

"أريد ستُ كعكات بالسُكر و المكسرات و بعض الكريمة إذا سمحت" أخبرته.

بادر العامل بإحضار عُلبة صغيرة ليشرع بوضع الكعكات المطلوبة بها، و بالطبع رائحة المخبوزات الشهيَّة تُداعب أنفها لتُشعرها بالإنتعاش.

أزرق العينينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن