تدلت خصلاتها السوداء القاحله نحو الأسفل بينما وضعت راسها بين كفيها وانحنت لاسفل ، كي تبعد أعينها عن اؤلئك الأوغاد ، كي تحظي ببعض العزله ، كانت عبرات لويزا تجمع ما لديها من آلام فتنزلها مع انجرافها الشديد
-آنسه لويزا كلارك هل انت هنا
قالتها المحققه فضربت لويزا بقبضتها علي الطاوله القابعه امامها بينما نظرت ألي المحققه في غضب
-لقد ربتني ، تلك المراه كانت أمي ، لم أقتلها
-أي كنتِ في الساعه.الثامنه أي بالضبط وقت وقوع الجريمه؟!.
-كنت....
ترددت لويزا قليلاً ثم صرخت اخيراً
-كنت في عياده الطبيب النفسي
اتسعت حدقتا عيني المحققه وكانها أمسكت خيطاً
-ماذا كنت تفعلين هناك في تلك الساعه
-كنت ازور الطبيب
قالتها لويزا بينما جمعت خصلاتها إلي الخلف وتنهدت في اسي
-ما هو السبب ، من ماذا تعانين
-أنا لا أعاني شيئاً
صرخت لويزا بقوه تلك المرة فغضبت المحققه بينما انتفضت من موضعها مخرسه لويزا
-انا اعرف ماذا كنت تفعلين هناك
فغرت لويزا فاها عجباً وقد ضحكت بسخريه بينما اكملت المحققه
-لقد قتلت قطتتك ، وذهبت الي الطبيب لتحتجي بكونك مريضه نفسيه
-ماذا تهذين
-انا محقه، هذا ما قالته صديقتك ايضاً
-ساندرا،؟؟!!ما الذي قالته ؟!
-قالت انها بدات تخاف منك وقد بدات بتصرفات غريبه و انتهي الامر بقتلك للقطه
-قتل قطه ليست جريمه
-لقد درستِ الامر بدقه اليس كذلك ، ظننتي انك ستخدعيننا جميعاً
-انا لست مريضه نفسيه
اقتربت المحققه من وجه لويزا ثم اردفت بنبره عاليه التردد
-انا اعرف ، انت تتظاهرين
-لست كذلك ، لم اقتلها
-اعترافك يخفف الجريمه
صرخت لويزا بقوه فتحرك صدي صوتها في المكان
-لم اقتلها
عادت الشرطيه الي الخلف ود يئست من امرها ، ثم رمقتها نظرة عنيفة وانطلقت خارج الغرفه ، بينما دلف شرطي آخر
-هل لديك محامٍ
تنهدت لويزا في حزن
-لا
-ستعين المحكمه لكٍ واحداً
اعادت لويزا راسها الي الخلف في ياسٍ بينما استسلمت تماماً ثم همست في ذاتها (لم اقتلها )
*************
"ايتها الطيور ...ايتها النسور ...ايتها البحار، البحر يبتلع النسور ، والنسر يبتلع الطيور والطير مكسور الجناااااح"
-آنسه لويزا رجاءاً حاولي ان تساعديني هنا
رفعت لويزا راسها نحو المحامي الذي ظل قابعاً في مكانه لاكثر من عشرين دقيقه يحاول سحب الكلمات منها ثماردفت اخيراً بينما تنظر نحو اللاوعي
-خالتي ايضاً مكسوره الجناح ، لقد ابتلعها النسر الذي ابتلعه البحر
زم المحامي شفتيه بنفاد صبر ثم تنهدت بعمق فالتفتت لويزا اليه في شرود
-انت يافع للغايه
-نعم انا يافعٌ مثلك
-لا لا ، انني عجوز شمطاء
-انت تكبرينني بعده اعوام فقط
-نعم نعم ولكني عشت ما لم تعشه ابداً ايها الوسيم
-هذا ليس موضوعنا الأساسي .نحن نبحث الآن عن دليل يفيدك
-هل انت المحامي الذي عينته المحكمه
-انني كذلك
عقدت لويزا حاجبيها في حيره ثم عادت بكرسيها تارجحه إلي الخلف
-لماذا تهتم !!
-ألا تهتمين لامر نفسك ؟!
اقتربت لويزا من أذنه ثم همست
-لقد قتلت قطتي
قالتها ثم انخرطت في ضحك مخيف
-آنسه لويزا هلا هدئت ، اخبريني هل قتلتها
انقلب وجه لويزا راساً علي عقب ثم نهضت من موضعها وقد ضربت الطاوله بكلتا يديها
-لم أقتل أمي يا هذا لم اقتلها
اتسعت حدقتا المحامي بينما فزع للوهله الأولي والتزم الصمت حين عاودت لويزا الجلوس و قد افلتت دموعها منها :
-منذ خمسه عشر عاماً ،جاءت سيده من عائله مرموقه إلي ملجئنا ، تريد ان تتبني ابناً ، توجهت سريعاً نحو غرفه الأولاد بينما فقدت الفتيات الأمل ، ستختار ولداً تجعل منه سعيد الحظ ، انا لم اكن اهتم، كنت واثقه أني ساتعفن في زوايا هذا الملجئ فقد كنت منعزله منطويه قليله الكلام ، ولكنها اتت إلي غرفتنا فالقت نظره سريعه ، وبينما الفتيات يتهافتن علي الحلوي قي يدها كنت قد انكمشت في الزاويه ، لقد تركتهن واخذتني ، اطعمتني ، البستني ، ومع اني كنت اعاملها معامله جافه قاسيه إلا انها لم تياس يوماً ، ظلت تناديني بابنتي بينما رفضت منادتها امي ، دللتني ، احضرت الأثواب والتنورات وملابس الأميرات والألعاب ، ولكني لم انادها أمي ، ثم اتي ذلك اليوم ، أفلست السيده مارجريت ، حاولت اللجوء لزوجها الذي انفصلت عنه ، ولكنه لم يقبل ، ذلك اليوم بكت كثيراً حينها لان قلبي وناديتها أمي وجابهت معها تيارات الحياه .....
تنهد المحامي بعمق ثم ألقي نظرة مشفقه عليها فاردفت بنبره باكيه
-لم أقتل أمي
قالتها ثم انخرطت في بكاء مرير.
-يبدو انكِ لستِ بحال يسمح لكِ بالحديث ساعاود القدوم غداً
فاجاه صوت لويزا إذ صرخت أخيراً
-لا تتركني هنا يا هذا ، اخرجني من هنا أنا لا أتحمل
عاود المحامي الجلوس مره اخري ثم تنهد بعمق قبل أن ينطق
-ادعي محمد
فغرت لويزا فاها عجباً ثم نطقت شبه واعيه
-انت مسلم ؟!
-آنسه لويزا ، لقد صرفت السيده مارجريت علي دراستي ، علمتني ،سيده لويزا لقد كنت في غرفه الأولاد في ذاك الميتم
ضحكت لويزا ضحكه غير مصدقه بينما ترمقه بنظره عجيبه ....-إذاً ساعديني قليلاً لاخرجك من هنا
هزت لويزا راسها أيجاباً بينما بدا محمد باخراج ملفها
-لقد ذكرت في التحقيق انك كنت لدي الطبيب النفسي في تمام الثامنه
اومات لويزا براسها بينما اكمل محمد
- الأمر أبسط مما تخيلت
-لم افهم
-سنحصل علي شهاده فتاه الاستقبال ، الطبيب النفسي، وغالباً كاميرات المراقبه بالتوقيت الدقيق ....
************
-هل تقسم ان تقول الحقيقه
قالها القاضي فرفع الطبيب يده اليمني وألقي القسم
-هل كانت المتهمه لويزا كلارك تزورك في تمام الثامنه
سئل الطبيب فاجاب الطبيب بعد صمت قد طال
-لا
امسكت لويزا بقلبها فزعاً بينما هب محمد واقفاً كرد فعل طبيعي معترضاً
-اعتراض مرفوض
عاود محمد الجلوس تسبقه اللعنات الموجهه نحو الطبيب
-لم تزر عيادتي في تلك الساعه زارتني في اليوم السابق
اشار القاضي الي محمد آمراً اياه بطرح اسئلته علي الشاهد فنهض محمد في توتر مصحوب بالفزع
-سيدي الطبيب ، في اي ساعه كانت موكلتي تزورك فيها ، اقصد في اليوم السابق كما تدعي ،
تعرق الطبيب بغزاره ثم بدا يفرك راسه
-لا اتذكر الزمن بالتحديد
-الا يمكنك ان تتوقع كم كانت الساعه
-نعم لا اذكر
-اذاً فلتخبرنا فتاه الاستقبال ، اين هي
-لم تعد تعمل معي
التفت محمد ألي القاضي كمن امسك طرفاً للخيط بينما اردف
-أليس من العجيب ان تطرد فتاه الاستقبال تماماً في نفس يوم الجريمه ، أليس عجيباً ان تختفي تسجيلات كاميرات المراقبه لعياده الطبيب ، ماذا عن سجلات المرضي لقد اختفت تماماً هي الاخري ، ما ردك ايها الطبيب
-بدا الطبيب يلتهم الهواء حوله كمن يبحث عن حجه ثم اردف صارخاً
-كاميرات المراقبه والسجلات ليست من شاني
اقترب محمد من الطاوله التي يجلس عليها الطبيب وقرب وجهه متحدياً اياه
-اذن من المسؤول
هنا وقف وكيل النيابه صارخاً اعتراض
-اعتراض مرفوض
قالها القاضي فاكمل محمد
-من المسؤول ؟!
-ديفيد
التفت محمد إلي القاضي ثم رفع راسه عالياً بشموخ ونطق بكلمات مضبوطه مدروسه
-أطلب التاجيل إلي حين استدعاء الشاهد
-اجلت الجلسه للاول من مارس ، رفعت الجلسه
قالها القاضي فانفض الحضور بينما اتجه محمد نحو لويزا التي غمرها الحزن
-لا تقلقي لقد امسكت طرف الخيط ، احدهم اعطي رشوه لهذا المرتشي ، ساسرع في مقابله ديفيد ذاك-انني انتظر ايها القصير
نظر محمد إلي قصر قامته بجانبها فابتسم ثم اسرع مبتعداً ، يجمع اطراف الللغز ، وصل محمد إلي المنزل الذي وصفه الطبيب ، طرق الباب برفق ففتحته آنسه صغيره ، نادت والدها وفقاً لطلبه
-ماذا تريد يا بني
كان ديفيد رجل كهل بدات شعره يشيب
-سيد ديفيد، اريد ان اعرف اين هي سجلات المشفي ليوم امس
ذعر الرجل و انتفض كن موضعه ثم صرخ ، لا اعرف انا لا اعرف ، ليست مسؤوليتي
قالها ثم صرع الباب مسرعاً....يبدو ان احدهم ستعمد ايقاع لويزا في مشكله شائكه الاطراف ....
![](https://img.wattpad.com/cover/99298874-288-k60809.jpg)