٣_أَحْرَقْتُ حَتى الرَمْادْ !

86 10 72
                                    


و عادت لتصفعني حياة التَرفْ ، فترمي بي لهاوية عشقتها ، هاوية غربة ، وحدة و حزنٍ مني وَهَفْ «اقترب»
_______________________

ارتديت ثياب المدرسة

" أبي سأذهب الآن إلى اللقاء "

قلتُ ألوح بيدي جارةً قدمَّي بسرعة نحو المدرسة ؛ فقد تأخرت شهراً عن ابتداء دوامها الرسمي بسبب البعد

" إلى اللقاء صغيرتي "

قال ملّوحاً بيده يقف عند باب المنزل

رُحتُ أسير بين الأزقة الضيقة و الشوراع الطويلة
_______________

الثلج ، و رغم كرهي له ! لكن ياله من شيء جميل ، إنه يبعث في نفسي راحةً تقول لي لستِ وحدكِ تشعرين بالبرد فهناك غيركِ الكثير... فأشعر بالدفئ لمجرد تفكيري هكذا !

قلت و أنا أتناول نتفة من الثلج براحتي ، بينما أقف قُبالة باب المدرسة. إنه عام جديد ، سيكون مملوءً بالتعب ككل واحدٍ مضى .

تنهدت آخذةً نفساً عميقاً .

هيا أريس ، شهيق زفير.. شهيق زفير .

تنفست بعمق و ضربت نفسي كفاً من اليمن و آخر من الشمال كي لا أشعر بالبرد ، أعلم أني حمقاء .

دخلت المدرسة
كانت الأجواء صاخبة...
ذاك يحدث صديقه...
و تلك أختها او صديقتها..
و البعض من المرحلة الأولى معهم أمهاتهم حتى اليوم !!
يا لهم من صغار .

لكن ما أثار بنفسي الطمأنينة ؛ تلك الزهور الملونة على جانبي ممر المدخل ، كم يهتمون
بتواجدها رغم أن الثلج يتساقط إلا أنهم وضعوها في بيوت زجاجية لتبعث راحةً في قلب أمثالي .

قلت بعد أن دخلت تلك الحديقة الصغيرة ذات الألوان الزاهية ، كقوس المطر تبعث الأمان و قهقهت بخفة و قد اعتلت على وجنتي ابتسامةً وردية كالزهور .

أمي معي يا ألمُ ؛ فابتعد ...
أمي لم تتركني ؛ ارحل ..
امي في قلبي لأبد الآبدين ؛ لا تقربني ...
أمي حارسي ! إياك ان تقترب حتى !!

مسحت ذرة الدمع التي بغت أن تعكر مزاجي ، هه أيظن المسمى ألماً أن أمي رحلت و أنتهى...

شقت الإبتسامة وجهي أكثر ، كانت دافئةً كـ كوب قهوةٍ خلف الزجاج وقت المطر ...

حان الوقت ، و رن الجرس ..
دخلت الفصل و كأي طالبٍ جديد عرّفت عن نفسي و بدا الجميع ودودين لم ألحظ نظرات سخرية او تهزئة منهم ..

حمدت ربي على هذا ، فإنه لمن المزعج ان تفكر حتى ؛ في أنهم من الممكن أن ينبذوك فقط لإختلافك عنهم ، شكلاً ، عرقاً ، لوناً ، أصلاً ، أو موقعاً اجتماعياً ....

البساطة جميلة ببساطتها ،
هذا مبدأي و نهجي في الحياة ، حياتي على الأقل !

****
يااي إنه صوت جرس انتهاء المدرسة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 28, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شموع أضاءت طريقي و احترقت || قصة قصيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن