٢_عِندما يُزهِرُ السَوسَن

90 17 122
                                    


ملاحظة: الراوي هي الفتاة أريس ، اي كل ما تقوله بينها بين نفسها *-* .
________________

و شمعةٌ لا تزال تشتعل ، تنير طريقي و تستمر بإضاءة قلبِ صغيرةٍ حزينِ ، تشتعل بخفوتٍ بخفوت كي تحترق على مهل على مهلِ.
___________

انحنيتُ ثانية ساقَي واضعةً باقة من الزهور ، زهور السوسن التي احبتها أمي .

أحبتها فسمتني زهرة سوسنةً تدعى أريس .

أحبتها درجة تركتْ زهرتها عرضةً لرياح الزمان بلا كلماتٍ سحريةٍ تغطيها بها...بلا حنان .

احبتها حتى هجرتها في موعد إزهارها الأول دون شمس دافئة .

" لا... لا تبكي أريس ؛ أمكِ ستراكِ ، لا تبكي أريس لا تكسري قلب أمكِ ، ذا عن النبض متوقف !
كوني قويةً أريس ؛ فشتاء العمر قارص ! "

أمَرْتُ أنا المسمات أريس بعد أن تساقطت أمطار عينيها على قبر أمها .
أمرتُها ؛ يجب عليها التحمل ، فذاك قضاء و قدر
و لن تعيد مياه عينيها ميتاً .

حملتُ قدماي المثقلتان ؛ واقفةً .

" هيا ابنتي فلنعد إلى المنزل سيحل المساء "

ناداني بعد أن التفَ يسير خطواتٍ مترهلة بالكاد يخطو بها ،

تعبتَ كثيراً أبي ؛ و لكنّي كنتُ بطيئة فهمٍ لما كنتَ عليه من إعياء الأيام ..

" نعم أبي قادمة ، لكن اذهب أنت اولاً سألحقك بعد دقائق "

أجبتُ نداءه ، ثم حلقتُ بعيني أنظر للغروب الشائب بالسحب .

" لكِ ذلكَ أريس ، لكن لا تتأخري "

أومأتُ له بإيجاب ليكمل سيراً إلى منزل احزانٍ رغم وَجْدِها تتبسم .

أمي ، أبي لم يتركني كما طلبتِ ، أمي لا تقلقي ابتسامي رغم دموعِ عيني الشلالية لم تختفِ .
أمي مضت ستُ سنواتٍ على رحيلكِ . اشتقتُ لرؤيتكِ حقاً .
لكن شِيْءَ ان يحصل فحصل ؛ علَّكِ تكونين ارتحتِ .

سقطت قطيراتٌ زادت ملوحة الأرض التي اقف عليها ، ثم أكملتُ حديثي مع أمي ناسيةً زماناً كنتُ فيه او المكان .

أمي بدأت النجوم بالظهور...تُرى اي واحدة منهن انتِ ؟!

لازلتُ أذكر عندما قال أبي يومها انكِ ستصبحين نجمةً و ستريننا كل يوم...

فهل ترين زهرتك ؟!

اوطأتُ رأسي جاعلة عيناي تختفيان تحت غرتي ،،
و دموعٌ بل أنهار فتحتْ سدودها كي تروي الأراضي الميتة .

هل ترين أبي ؟!

ثم رافعةً رأسي بسرعة خاطفة ؛ جاعلةً قطراتٍ من دموعي تتطاير . عدت احملق ببرتقالية الغروب ، التي بدأت تختتل شيئاً فشيئاً تحت قطع الغيوم الرمادية. ثم واصلت..

شموع أضاءت طريقي و احترقت || قصة قصيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن