ابن تاشفين الجزء الثانى

43 1 0
                                    

* الأندلس :-
- بعد ان قوى ساعده و أستقرت دولته و توسعت ، لجأ إليه مسلموا الأندلس طالبين الغوث و النجده ، حيث كانت احوال الأندلس تسوء يوما بعد يوم ، فملوك الطوائف لقبوا انفسهم بالخلفاء ، و خطبوا لأنفسهم على المنابر ، و ضربوا النقود بأسمائهم ، و صار كل واحد يسعى للإستيلاء على ممتلكات صاحبه ، لا يضره الإستعانه بالإسبان النصارى أعداء المسلمين لتحقيق اهدافة ، و أستنابوا الفساق ، و استنجدوا بالنصارى و تنازلوا لهم عن مداخل البلاد و مخارجها.

- و أدرك النصارى حقيقة ضعفهم فطلبوا منهم المزيد.

- و لقد استجاب (بن تاشفين) لطلب المسلمين الضعفاء ، و فى ذللك يقول الفقيه (بن العربى) :-
"فلبأهم امير المسلمين و منحة الله النصر ، و ألجم الكفار السيف ، و أستولى على من قدر عليه من الرؤساء من البلاد و المعاقل ، و بقيت طائفة من رؤساء الثغر الشرقى للأندلس تحالفوا مع النصارى ، فدعاهم امير المسلمين إلى الجهاد والدخول فى بيعة الجمهور ، فقالوا :- لا جهاد إلا مع إمام من قريش و لست به ، أو مع نائبه و ما انت ذلك ، فقال :- انا خادم الإمام العباسى ، فقالوا له :- اظهر لنا تقديمه إليك ، فقال :- أوليست الخطبة فى جميع بلادى له ، ذللك أحتيال
ومردوا على النفاق".

- و حتى يكون بن تاشفين اميرا شرعيا ارسل إلى الخليفة العباسى يطلب منه توليته.

- و يقول (السيوطى) فى كتابه (تاريخ الخلفاء) :-
" وفى سنة تسع و سبعين ارسل (يوسف بن تاشفين) صاحب سبته و مراكش إلى المقتدى يطلب ان يسلطنه و ان يقلده ما بيده من البلاد فبعث إليه الخلع و الأعلام و التقاليد و لقبه بأمير المسلمين ، ففرح بذلك و سر به فقهاء المغرب".

- و بعد ان زاد ضغط النصارى الإسبان القادمين من الشمال استنجد (بن تاشفين) ب (المعتمد بن عباد) ، و نقل عنه فى كتاب دراسات فى الدولة المغربية و الاندلس انه قال :- "رعى الجمال عندى خير من رعى الخنازير" وذلك كنايه عن تفضيلة للسيادة الإسلامية ، و دخل (المعتمد) مع (بن تاشفين) الأندلس شمالا ، و قاد (بن تاشفين) الجيوش الإسلامية و قاتل النصارى قتالا شديدا و كانت موقعة {الزلاقة} من اكبر المعارك التى انتصر فيها المسليمين  انتصارا كبيرا على الإسبان ، و هزم ملكهم (الفونسو السادس) هزيمه منكره.

- و على اثر هذه الموقعة خلع (بن تاشفين) جميع ملوك الطوائف من مناصبهم و وحد الأندلس مع المغرب فى ولايه واحدة لتصبح :-《 اكبر ولايه إسلامية فى دولة الخلافه》.

إلى اللقاء فى الجزء الثالث

عظماء الاسلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن