في تلك الغرفة المظلمة بإحدى ضواحي العاصمة بدى على ذلك الطفل والذي لم يتجاوز العاشرة بعد بأنه يعاني من هجوم كابوس ما , فهو كان يتقلب بكثرة بينما كان العرق يغطي جبينه الأبيض و عيناه تتصارعان حتى تتمكنا من الإستيقاظ وإخراجه من ذلك المشهد الفظيع الذي يراه الآن , لا هو لم يكن مجرد مشهد عادي لن يتكرر لإنه مجرد كابوس , بل هي إحدى ذكرياته المريرة والتي أصبحت ملتصقة به حتى بأحلامه دون أن تترك له أي فرصة للراحة .
## بداخل كابوسه ##
كانت هناك مجموعة من الناس الذين يبدون كأنهم في مسيرة
ولكن لحظة !؟ إنهم في جنازة وليس في مسيرة , أحاطت جموع غفيرة عند القبر الذي ستدفن فيه تلك المرأة وكيف لا تكون جموع غفيرة وهي من عائلة هاتوري المشهورة , ليست شهرة بالمال فقط , فهنالك المئات أغنى منهم مالاً لكنهم يمتلكون قلوب بيضاء كالثلج وكم يسعدون حقاً بتقديم يد العون لكل من يحتاجهم ! , هنالك بذلك المشهد ذو اللونين الأبيض والأسود تعالى صوت طفل صغير يستنجد بهم , وربما يطلب منهم فقط إحتضانه وتهدئة خوفه بعد أن فقد الإنسانة الأهم بحياته بعمر صغير للغاية دون أن يفهم حتى ما معنى الموت ربما : أمي ! مالذي تفعلونه بها ؟ أرجوكم أعيدوها , لا تتركوها وحدها بالأسفل هناك.صمت قليلاً وهو يمسح دموعه ويحاول كتم شهقات بكائه قبل أنم يكمل بصوت متألم وخائف : ارجوكم أعيدوها .
نظر له جميع الحاضرين بشيء من الشفقة أو الأسى , فهو مازال طفلاً بالسادسة من عمره فقط ! كيف يمكنهم إخباره بأنها لن تعود للحياة لو مهما حدث ؟ , البعض فقط نظر للأمر بطريقة عابرة فهو بالنسبة للجميع سيكون مجرد ذكرى بعد عدة دقائق وربما لن يذكروه بالمستقبل حتى , لكن شقيق والدته الأصغر هو فقط من تقدم نحوه , عيناه كانتا مظلمتان وكأن الحياة سلبت منه تماماً , ذلك الطفل صمت وهو يحدق بخاله بشيء من الرجاء والقلق لكن الأكبر لم يهتم حقاً بل أمسكه بقسوة ثم ضربه على رأسه ضربة قوية أفقدته وعيه !
##
وإلى هنا نعود إلى الوقت الحاضر :
إستيقظ الصغير بفزع من نومه الذي لم يرتح به ولو لثانية واحدة ! هو فقط وضع يده المقيدة بصعوبة على صدره في محاولة لتهدئة أنفاسه المضطربة , لم تكن الشمس قد أشرقت بعد وهو تأمل ظلمة المكان من حوله , كان مستلقياً على فراش قديم شبه مهترئ بغرفة ضيقة للغاية ولا يوجد بها أي نافذة ! الحقيقة أنها علية لمنزل وليست غرفة حتى , دموعه لم تتوقف عن الإنهمار ولو لدقيقة واحدة منذ إستيقاظه , هو يشعر بألم فظيع بقلبه ولم يعثر على من سيخفف عليه هذا الألم .
تحدث بصوت هامس لنفسه : الكابوس نفسه تكرر مرة أخرى , لماذا يا إلهي ؟
ثم أجهش بالبكاء الشديد وهو ينادي بصوت متقطع : أمي أرجوكي عودي , لما تخليتي عني ؟
لا يعلم كم إستمر بالبكاء إلا أنه إستسلم للنوم بسبب تعبه اثناء بكائه .
أنت تقرأ
VÄmÞįŕĕ ßőỹ ŜŧÒřỸ
مصاص دماءطفل بالعاشرة من العمر يعيش حياة كالجحيم تماما , يحاول إيجاد ما يخرجه من حزنه وألمه ولكن هل سيتمكن حقا من العثور على ذلك ؟ شخص يعطيه الحنان والأمان ؟ أم أنه سيستسلم لواقعه بالنهاية ؟ هل سيختفي الألم من عيناه ؟ أم سيموت وحيدا دون أي شخص معه ؟