انفتح الباب على مصراعيه، فكانت امامي أسرة مكونة من ثلاثة أفراد، رجل رفيع جدا في الخمسينيات من عمره يرتدي جِلْبابا أبيض مائلا إلى الصفرة، وسيدة سمينة جدا تعادل ثلاثة أضعاف زوجها في نفس العمر تقريبا ترتدي خاتمان ضيقان في كل يد، ولون وجهها كان أبيضا صناعي في حين أن لون يداها كانو لونا اسمر. وكانت ترتدي عباءة سوداء وعدسات ملونة فسفورية اللون مما جعلها تبدو مخيفة جدا، والأخير كان 'اسماعين' بلا شك، كان أطول مني قامة -انا طويل جدا- ويرتدي قميصا أبيض بنطلون جينز وساعة روليكس تقليد -لقد كنت مرتديا جِلْباب رمادي اللون-. اما وجهه فكان صارما يبدو عليه الاحترافية في اي شيء يفعله، ويضع نظارة سميكة ذات عدسات بلاستيكية ويفرق شعره من اليسار بكثير من الجل. لم يكن وسيما الى هذا الحد، لكن سارة وليليان كانتا متيمات به.
كنت مستغرقا في التحديق في 'اسماعين' حتى صاحت ليليان؛
-السلام عليكم، يانهار اسود إنتو لسه برا، اتفضلو اتفضلو! انتو شرفتو! اتفضلي ياعمتو! عاملا ايه!
وسلمت عليها.
-اتفضل يا أونكل! عامل ايه؟
وحان دور 'اسماعين'
-سمعه! ازيك يا سمعه هههههه! تمام الحمدلله ههههه! طاب كويس الحمدلله! انتا لسه برا؟! ادخل دا بيتك!
ثم لاحظوني اخيراً حين دخلوا البيت، وأسرعت ليليان لتعرفهم علي؛
-يا جماعة دا هاري ابن خالي وأخويا في الرضاعة، كان عايش في ألمانيا.
وقالت عمة ليليان:
-يختشي جميلة! دا شكلو خواجة خالص! تعالى سلم على عمتو يا عين أمك!
لم أتحرك ولكنها اقتربت مني، سوف تسلم علي بطريقة بوس الخد للخد. لكن كم مرة؟ هذا هو السؤال كما قال وليام شكسبير.
تبادلنا قبلة على الخد الأيمن، ثم على الخد الأيسر، ثم على اليمين، ثم على اليسار......
أنت تقرأ
هاري في بلاد المصائب
Humor"بص يا ابومروه أنا الهقيقة...الهقيقة أني..أنا اتسرقت! أنا اتسرقت يا ابو مروة اتسرقت! آجبك اللي بيهصل؟ أنا اتسرقت!" - العمل الأدبي المبهر الذي توشك أن تقرأه هو قصة لعلك شاهدت أو قرأت مثلها في عدة أفلام وروايات مصرية ولكني أحببت أن أكتب قصة كهذة .لغر...