صعدنا السلالم المهترئة في الشقة القديمة وانا احمل حقيبتي، فوجدنا بابا مزخرفا يصلح صورة في الـ tumblr، طرق ابومروة الباب صائحا:
-لولو! يا بت! افتحي الباب! وغطي راسك معانا راجل!
وعندما لم يجد استجابة صرخ مجددا:
-بت، اوعي تكوني قاعدة عالساب شات وعاملة نفسك كلب!
وبعد تلك الكلمات، سمعنا ضوضاء وتخبطات وقالت من في الداخل يائسا:
-خلاص وحياتك يابا فضحتني!
وفتح الباب وظهرت فتاة متحجبة في العقد الثالث من عمرها، بدت عليها علامات الطيبة والحسن. وعندما وقعت عيناها على وجهي اتسعت عيناها بشدة وشهقت شهقة كما تشهق الفتيات في أفلام الرعب قبل أن ينقض عليهم الكائن المشوه نتيجة تجارب نووية يقوم بها الجيش الأمريكي، مما جعلتني ارجع الى الوراء خوفا على روحي، وما إن رجعت خطوتين أحسست أن قدمي اليمنى لم تعد تلمس الأرض.
السلالم!
وآخر شيء أتذكره قبل سقوطي الشنيع هو ابومروة يمسك مروة--أقصد ليليان وهي مغشي عليها من صدمة رؤية هاري ستايلز.
-
استيقظت شاعرا بالصداع النصفي. ونظرت إلى يدي اليسرى فوجدت انها محاطة بالجبس، حاولت ان استرجع ما حصل تلك الليلة المشؤومة، لقد نسيت تماما اني مشهور، لم يتعرف علي اجد في المطار، ياحماااااار. من الطبيعي جدا أن يحصل هذا مع أي fan عند رؤيتي، إذا ذلك الخوف المرتسم على وجهها لم يكن خوفا حقا بل كان نظرة عدم التصديق انها شاهدتني وجها لوجه. يالهوي، حتى أنها أغشى عليها عندما رأتني!
سمعت من يحاول ان يفتح باب الغرفة، وقررت أن أتظاهر بالنوم لأني لا أحتمل النظر في أعينهم الآن. سمعت صوت الكعب في الأرض و استيقنت أنها ليليان، لان عمو ابومروة لا يلبس الكعب. وسمعت صوت شيء يوضع على الكومودينو، وسمعتها تتحدث على هاتفها هامسة:
-ايوة يا سارة، انتي ليه مش راضية تصدقيني دانا حلفتلك، اهون نايم قدامي زي الملايكة. سارة! عيب! أنا بنت ناس مينفعش اعمل حاجة زي كدة.
أحسست برجفة تجري في جسدي لمجرد التفكير فيما اقترحته 'سارة' على ليليان.
سكتت ليليان لعدة دقائق ثم قالت بسعادة:-طب أيه رأيك تجيلي البيت عالساعة ٦ تشوفيه؟
يالوقاحة تلك الفتاة! هل أنا شقة معروضة حتى تحضر 'سارة' لتلقي نظرة علي؟
وأردفت ليليان:
-اه ومتنسيش تجيبي الجثة اوك؟
قالت تلك الجملة فقمت مفزوعا من أثر الكلمات وشعرت بهرمون الأدرينالين يفرز في عروقي فذهبت الى زاوية الجدار محاولا زيادة المسافة بيني وبينها، فنظرت الي ليليان وقد احمر وجهها وبدا عليها الحيرة، وقلت بنبرة يكسوها الخوف:
-جثة ايه؟! جثة ايه؟! أنا كنت صاهي طول الوقت! أنا مسجل المهادسة اللي بينك وبين 'سارة' والشرطة فطريقها دلوقتي! المكان دا مهاصر من كل الجهات! سلمي نفسك هالا!
-هاري أنا--
-لأ! لأ!مش تتكلمي! ولا تبصي اليا كدة! جمالك مش بيأثر فيا!
وابتسمت ابتسامة خجولة ثم قهقهت قليلا. 'البت دي من أنواع الاشرار اللي بيضحكوا على كل حاجة! البت دي النسخة الأنثوية من الجوكر! بس الجوكر بتاع هيث ليدجر في ثلاثية الدارك نايت من اخراج كريستوفور نولان مش بتاع جرايد ليتو في سوواسايد سكواد، يعني أنا بموت في جاريد ليتو بس هيث كانت ضحكته وتمثيلة أحسن بكتير في رأيي، هوا أنا بقول ايه؟ ركز يا هاري والنبي'
نظرت اليها فوجدتها تتحرك نحو صينية الطعام ثم اتجهت نحوي بخطوات بطيئة، انتبهت لما تفعله، فقلت لها وانا اتخذ وضعية الهجوم في الكاراتيه:
-لا! متقربيش مني! انا بهذرك! أنا متفرج على كل سلسلة ميشين امبوسيبول وجايسون بورن!
-لم تتوقف عن المشي، فتابعت تحذيرها:
-انا شاركت في فيلم كنت بضرب الناس فيه! اه صحيح اللي بيضرب كان بديل ليا بس كنت بتفرج عليه!
تابعت خطواتها المتباطئة حتى وصلت الي الزاوية التي كنت جالسا فيها، كانت على بعد متر واحد مني تقريبا، لم أقو على الحراك من كثرة رعبي، فانحنت حتى تضع الصينية أمامي، قالت كلمة واحدة قبل أن تخرج من الغرفة وتغلق الباب أمامها:
-كل.
أنت تقرأ
هاري في بلاد المصائب
Comédie"بص يا ابومروه أنا الهقيقة...الهقيقة أني..أنا اتسرقت! أنا اتسرقت يا ابو مروة اتسرقت! آجبك اللي بيهصل؟ أنا اتسرقت!" - العمل الأدبي المبهر الذي توشك أن تقرأه هو قصة لعلك شاهدت أو قرأت مثلها في عدة أفلام وروايات مصرية ولكني أحببت أن أكتب قصة كهذة .لغر...