خبَّأتُ وجهي بين كفّيْ ، دمعاتي تهطل ببطءٍ كالمطر ،
لا أريدُ رفع رأسي ، ولا أرغبُ بالنظر في وجْهِ أحد.حادثةُ الليلة ، كانت قاسيةً علَيْ ، مرارةُ الموقف
و نظراتُ السخرية ، و الكلماتِ الجارحة ، أشعرُ بالوهن ، لستُ معصومةً من الخطأ فـ لِمَ الإهانات !؟
لو كُنْتُ فقيرة ، لم أكُن لِأتواجد في هذه الأماكن ،
ولم أكُن لِأتعرَّض لتلك اللحظة المُخْجِلَة ، و أمي ..
لم تنظر إليَّ حتى !لابد أنها تشعر بالخجل من كَوْنِي ابنتها.
:" آنسة .. يوهي. ".. أرفع بصري لأقابل نظراتٍ حانية ، أغلق الباب خلفه و سار ناحية النافذة ينظر في الخارج ، أخفى يديه في جيوبِ بنطاله.طوله عادي ، شعرٌ بنّيٌّ يميلُ للأحمر ، أغربُ شيءٍ لاحظتُه !
إنتبهتُ للمكانِ الذي أنا فيه الآن ، إنه مكتب ، أيقنتُ أنه خاصٌّ به ، لم يكُن بتلك المساحةِ الكبيرة ، بل غرفةٌ عادية ، مرتب و بسيط.
أثار استعجابي أثاثه ! .. كأنه من اختيار شخصٍ عادي ليس و كأنه من الأثرياء.
تأمَّلتهُ من الخلف .. " هذا الشاب ! .. حتى ثيابه عادية ".. هزَزْتُ رأسي لِأُبعد تلك الأفكار الغير مهمَّة.
أنا في وضعٍ لا يحتملُ التفكير بأشياء سخيفة ، كيف سأخرج أمام الناس بعد الذي حصل !. عادت دموعي لِتُبْكِيني بصمت.
:" تفضلي ".. أخذتُ منه المناديل الورقية التي أعطاها لي ، أنا بحاجةٍ للمواساة الآن ، وهو يفعل ذلك.:" كفاكِ ، أنتِ تُرْهِقين نفسكِ "..
مسحتُ دموعي و رمقتهُ بيأس ، سكنتُ لِوَهْلة بعد انتباهي لعينيه ، لماذا تبدو نظراته مميزة عن قُرْب ،
إنها مختلفة.أشحتُ بوجهي للَّا مكان :" ما حدث لم يكُن سهلاً ".. قُلْتُها و يديَّ تعلو رأسي من الحزن.
:" لديكِ عذرٌ لهذا "
:" ما فائدته !؟ "
بدأتُ أفقد أعصابي ، لا أعرف كيف رفعتُ صوتي في وجهه ، و لكنه لا يفهم حجم الموقف ، تشوَّهَتْ صورتي أمام الجميع ، أنا لم أُرِد حدوث ذلك ، كُنْتُ أخشى أن أتعرَّض له وقد حصل بالفعل.
:" أحرجتك أمام الملأ .. ".. تأسَّفْتُ منه بطريقةٍ غير مباشرة ، أعلم أنه منزعجٌ مني ، فالأشخاص مثله كتومين جداً ولا يُظْهِرون غضبهم بسرعة.:" لا تهتَمِّ ، الأمرُ بسيطٌ و انتهى "
:" كلّهُ بسببِ هذه الوردةِ المشؤومة ، لو لا وجودها لَمَا وافقتُ على الرقصة ".. أردفتُ بغضب و نزعتها بعنف.
:" إذاً فأنا المسؤولُ عما كان ، أعتذر "..
:" لا ، لم أقصدك بكلامي ، أنت لم تكُن تعلم بأنني
لا أُجِيدُ الرقص ، بسبب هذه الوردة حصل الأمر "..
أنت تقرأ
لستُ سندريلا
Romanceبين الثَّراءِ و الفَقْر ، أُمْنِياتٌ رسَمْتُ وَهْمَها على الخطَّيْن .. وفي أحلامي اللا مُتَناهِية ، باتت مُجرَّد أُمْنِياتٍ لم تَحْظى بِوَاقِعي القصير .. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ أنا أكْرَهُ تلك المناسبات ، لا أُجِيدُ التَّعامُل مع ذوي الطَّبقاتِ الرَّا...