4 " سيدُ النُّبْل "

1.5K 106 19
                                    

          
          
         
خبَّأتُ وجهي بين كفّيْ ، دمعاتي تهطل ببطءٍ كالمطر ،
لا أريدُ رفع رأسي ، ولا أرغبُ بالنظر في وجْهِ أحد.

حادثةُ الليلة ، كانت قاسيةً علَيْ ، مرارةُ الموقف
و نظراتُ السخرية ، و الكلماتِ الجارحة ، أشعرُ بالوهن ، لستُ معصومةً من الخطأ فـ لِمَ الإهانات !؟
       
       
لو كُنْتُ فقيرة ، لم أكُن لِأتواجد في هذه الأماكن ،
ولم أكُن لِأتعرَّض لتلك اللحظة المُخْجِلَة ، و أمي ..
لم تنظر إليَّ حتى !

لابد أنها تشعر بالخجل من كَوْنِي ابنتها.
     
      
:" آنسة .. يوهي. ".. أرفع بصري لأقابل نظراتٍ حانية ، أغلق الباب خلفه و سار ناحية النافذة ينظر في الخارج ، أخفى يديه في جيوبِ بنطاله.

طوله عادي ، شعرٌ بنّيٌّ يميلُ للأحمر ، أغربُ شيءٍ لاحظتُه !

إنتبهتُ للمكانِ الذي أنا فيه الآن ، إنه مكتب ، أيقنتُ أنه خاصٌّ به ، لم يكُن بتلك المساحةِ الكبيرة ، بل غرفةٌ عادية ، مرتب و بسيط.

أثار استعجابي أثاثه ! .. كأنه من اختيار شخصٍ عادي ليس و كأنه من الأثرياء.

تأمَّلتهُ من الخلف .. " هذا الشاب ! .. حتى ثيابه عادية ".. هزَزْتُ رأسي لِأُبعد تلك الأفكار الغير مهمَّة.

أنا في وضعٍ لا يحتملُ التفكير بأشياء سخيفة ، كيف سأخرج أمام الناس بعد الذي حصل !. عادت دموعي لِتُبْكِيني بصمت.
      
       
:" تفضلي ".. أخذتُ منه المناديل الورقية التي أعطاها لي ، أنا بحاجةٍ للمواساة الآن ، وهو يفعل ذلك.

:" كفاكِ ، أنتِ تُرْهِقين نفسكِ "..

مسحتُ دموعي و رمقتهُ بيأس ، سكنتُ لِوَهْلة بعد انتباهي لعينيه ، لماذا تبدو نظراته مميزة عن قُرْب ،
إنها مختلفة.

أشحتُ بوجهي للَّا مكان :" ما حدث لم يكُن سهلاً ".. قُلْتُها و يديَّ تعلو رأسي من الحزن.

:" لديكِ عذرٌ لهذا "

:" ما فائدته !؟ "

بدأتُ أفقد أعصابي ، لا أعرف كيف رفعتُ صوتي في وجهه ، و لكنه لا يفهم حجم الموقف ، تشوَّهَتْ صورتي أمام الجميع ، أنا لم أُرِد حدوث ذلك ، كُنْتُ أخشى أن أتعرَّض له وقد حصل بالفعل.
      
      
:" أحرجتك أمام الملأ .. ".. تأسَّفْتُ منه بطريقةٍ غير مباشرة ، أعلم أنه منزعجٌ مني ، فالأشخاص مثله كتومين جداً ولا يُظْهِرون غضبهم بسرعة.

:" لا تهتَمِّ ، الأمرُ بسيطٌ و انتهى "

:" كلّهُ بسببِ هذه الوردةِ المشؤومة ، لو لا وجودها لَمَا وافقتُ على الرقصة ".. أردفتُ بغضب و نزعتها بعنف.

:" إذاً فأنا المسؤولُ عما كان ، أعتذر "..

:" لا ، لم أقصدك بكلامي ، أنت لم تكُن تعلم بأنني
لا أُجِيدُ الرقص ، بسبب هذه الوردة حصل الأمر "..

لستُ سندريلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن