مذكرات يائسة

402 15 9
                                    

#مذكرات_يائسة..

في بحر الاسى غرقت.. بكامل إرادتي.. لطالما أزعجني صوت قطرات الماء لكن اليوم تبدو كألحانٍ موسيقية تعزف سيمفونية حياتي..

الظلام غطى كلَ شيء.. لقد أصبح السيد المهيمن على كل شيء، حتى قلبي!! ماتت آخر شعلةٍ فيه.. ولم ألبث حتى استسلمت للوضع الراهن، أو لربما استسلم العالم مني ويأسَ محاولاتي العقيمة في تغيره!!

انتهت اللعبة ودقت عقارب الساعةِ مُذكرةً إياي بميعاد نومي، أو قل سباتي!! كي لا أعود مجددا وأصرخ فيهم "كفى كفى عبثاً" حكموا عليّ بالنوم الابدي..

-لا أدري لم تزعجهم صرخاتي إلى هذه الدرجة، أَوَليسوا هم من بدأ ؟!

لطالما صرخت فيهم قائلةً: "هذا الشبح الذي نطارده.. المسمى بالحياة.. أَوَليس ذاته هو الذي نبذنا، مزق أحلامنا، ولم يتوانى لحظة في أفعاله المتمثلة في تطهير العالم.." .

إنني الآن على وشك إغماض جفني للمرة الأخيرة.. ليبقى هذا العالم طاهرا –كما يدعون- ولا يُلَوّثَ بأفكاري المسمومة.. عموما لم أعد أهتم ففي كل الأحوال لن يعبأ بي أحد..

قبل أن أنتهي لاح لي ضوء البرق.. لا أدري لمَ، لكنني تمنيت لو يؤجل سباتي قليلا.. لا لشيء فقط لأرى العالم الذي كرهني مرةً أخيرة.. ولكن كأنه لم يعبأ بأمنيتي.. بل طار مسرعا ليتوارى عن الأنظار.. أيقنت حينها أن نواميس الحياة أيضا تنبذني..

أغمضت عيناي أخيرا لأفاجأ بالنور من حولي!! لقد حُقِقَت أمنيتي.. ليست التي تمنيتها تواً.. بل أمنيتي الحقيقة.. من يدري حينها قد تكون الشمس سطعت في قلبي.. أو أن قلبي الذي سطع فيها!!

على كلٍ مع أول خيطٍ من خيوطها الذهبية، بدأت قصة أخرى..

قصةٌ لفتاةٍ لن تحاول الاستسلام.. فلقد ذاقت طعمه مرةً ولن تقربه أخرى..

بقلم #ScFarah

~خواطر..~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن