حياتي !

70 2 0
                                        



تمر الأيام والشهور وحياتي تتنقل من سيء إلى أسوء، لا أدري ماذا حلّ فاستثنيت وما عاد لي مكان بين السعداء، أمر على جانبي الرصيف متأملا هذه الوريقات التي تخلت عنها شجرتها وأشعر بنفسي وريقة تنزل ببطء بانتظار أن ترقد بسلام.

بالأمس حصلت على شهادة الثانوية العامة وبت أتساءل إلى أي مدى يمكن أن أتراجع أكثر لم تعد علاماتي جيدة وأسوء ما في الأمر أن أسرتي لم تعد تنتظر مني تعديلها، كأنها فقدت الأمل وان هذا هو مستواي الذي علي تقبله أيضا، كان الأمر ليكون أفضل لو أن والديّ وبخاني وطلبا مني أن اجتهد في السنة القادمة، لكن لا ألومهما فهذه السنة السادسة وربما السابعة التي أتراجع فيها هكذا.

أخذت استنشق نسمة مرت تداعبني ولبرهة شعرت باني ذاهب معها، وان لم أكن فعلت فقد طار جزء من روحي وحلق بعيدا ...

ماذا بقي لدي؟ لاشيء! يتوجب علي أن اجتهد السنة القادمة واحصل على معدل جيد يؤهلني للجامعة، وماذا بعد ؟ ماذا سأفعل في حياتي؟ ما هو التخصص الذي سأدخله؟ ما هو العمل الذي انشده؟ ماذا أكون أنا؟! لا أعرف . جلُّ ما اعرفه انس ادرس لا بدافع التفوق أو الاجتهاد بل لأسير مع عجلة الحياة أريدها أن تبتلعني قبل أن أضيع فيَّ .

دخلت المنزل ألقيت السلام سمعت صوت أمي ترد السلام كما لو أنني غبت بضع دقائق في محل بقاله مجاور ، نظرت للساعة كانت الرابعة مساءا طافت في ذكريات تلك الأيام التي كنت أتأخر فيها خمس دقائق في نشاط مدرسي وعندما عاود تستقبلني أمي بالأحضان كما لو أني كنت مسافرا، أما الآن فهي مشغولة بإعداد الطعام إذ انه مذ تغير عمل والدي أصبح يتأخر وبالتالي يتأخر وقت لغداء إلى ما بعد الخامسة والنصف ... ابتسمت لما آلت إليه أحوالنا .

صعدت إلى غرفتي ونظرت للسقف متأملا , تذكرت يوم كنا في بيت صغير وكنت أشكو من إخوة ثلاثة لي كانوا يشاركونني غرفة ضيقة متذمرا من أصواتهم ومن كوني غير قادر على الدراسة، أما الآن وبعد أن دارت الأيام دورتها صار لكل منا غرفته ولم نعد نرى بعضنا إلا على وجبه الغداء, والى الآن ما تزال كتبي مغبرة على المكتب.

أيمكن أن يكون هناك ما هو أسوء من ذلك؟! أجل إنها حياتي خارج المنزل !

في المدرسة, ولأني كنت متفوقا فإن كثيرا من زملائي يكرهونني ، تراني أسير وإياهم في طريق واحد نتبادل الضحكات والبسمات ، وكلا منا متيقن من كره الآخر له ، لا احد منهم يهتم لأمري ، أراهم إذا تغيب أحد منهم هرع إليه الجميع متسائلين عن أحواله وأخباره ، يخبروه بما تغيب عنه من دروس معدين له كل ما يحتاج إليه كي يستكمل معنا الدراسة .

وأنا ؟ إذا وقعت مرة سمعت الهمهمات من حولي وإذا ما تغيبت سعد الجميع كأن أستاذا غاب .

لا يمكنني أن أقول إن مدرستي بيتي الثاني ، لكن ما تزال حتى الآن لا تزال أفضل من المكان الذي انتمي إليه .


بقلم : فرح العالمة"

~خواطر..~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن