عادت سمية, ولكن في اضطراب. فسالتها: ( ماذا حدث؟) .
قالت:( لا ادري. ان ابي لا يعتمد عليه . وهو الان في الحمام يحلق، وسيجيء حالما يفرغ . لم يروق له انني دعوتك للمجيء وامي غائبة .مع ان هذا كان اقتراحه هو . )ثم دنت مني واعطتني قبلة سريعة , ولما قدمت لها سيجارة ، رفضتها وجلست على البيانو . لم تكن تحسن العزف ، ولكن شيئا من الموسيقى في تلك اللحظة ، كيفما كان العزف، قد يخفف من حدة الأزمة . بيد ان الجو ظل على توتره .
و بعد قليل دخل ابوها وعلى شفتيه تلك الابتسامة نفسها التي اراني اياها قبل سنوات يوم ارد توظيفي عنده . الا ان رأسه بدا اكبر حجما واشد صلعا من ذي قبل ، وعينيه اشد نفاذا و اطار نظارته اشد ضخامة .
وعندما تصافحنا شحنت يدي بكل ما استطعت تجميعه فيها من حرارة ، وسمية ترقبنا بقلق ظاهر .
وللتو قال وهو ينخفض ليستقر في كرسيه : ( سيد امين ، يسرني جدا ان اراك عندنا . وقد سمعت عنك الكثير من سمية . لا ريب في انني سأجد فيك صديقا طيبا .)
فهتفت سمية : ( اكيد، اكيد!)
فقذفها بنظرة عجلى، ثم صوب نحوي عينيه النافذتين وقال برباطة تامة :( اعتقد ان كليكما يحب الاخر منذ زمن ، اليس كذلك ؟).
فقلت :( نعم سيدي . ولهذا جئت لاتشرف بزيارتكم واطلب يد سمية. )
-اخبرتني سمية بذلك .
- ارجو ان تمنحونا موافقتكم .انتهى
شنو توقعاتكم.راح يوافق لو لا
ادعموني رجاءا
YOU ARE READING
صراخ في ليل طويل
General Fictionكنت ادور في منعطف عندما لمحت مشهدا يجري في سرداب له نافذة تطل على الرصيف....