.......
ولكنه لم يجبني على ذلك، بل قال :(اتعد نفسك من الشباب الجديد المحب للمخاطرة ؟ لا يعجبني من الناس الا من كان مخاطرا ، يقدم على كل ماهو جديد دون خوف .)وقبل ان استطيع الإجابة اردف :( ولا اكره من الناس احدا بقدر ما اكره القانع الفاشل . اتعد نفسك ناجحا ام فاشلا في الحياة ؟) .
ازعجني منه ذلك الوعظ لكنني اجبته قائلا :( بما انني بدأت من لا شيء ، لك ان تسميني ناجحا . ولكن ما زلت في اول الشوط .)
- طبعا ، طبعا . آ . . . هذه ام سمية قد جاءت .
ودخلت علينا امرأة طويلة مكتنزة الوجه ، وهي ما زالت تلهث لصعودها الدرج ، وفي يدها الضخمة - كأن الرائي ينظر اليها من وراء عدسة مكبرة - كيس جلدي قبيح منتفخ بما فيه . فلاحظت ان سمية طفرت من مقعدها دهشة ، إذ لم نكن نتوقعها في تلك الساعة .وعاطت على ابنتها قائلة :( أهذا هو خطيبك يا سمية ؟) فهبط قلبي ، عندما قمت مؤملا ان اصافحها . غير انها كانت قد صممت على الاساءة الي ما استطاعت ، فتجاهلت يمناي الممدودة ، وقالت :(اسمع يا سيد امين لا ضرورة لتضييع الوقت . لن نسمح لك بتحطيم مستقبل ابنتنا . خذها مني في عبارة صريحة لن نرضى عن زواجكما مطلقا ، ولا فائدة من اللف والدوران . ) والتفتت الى سمية التي اتكأت على البيانو فارغة الفم -( أليس عيبا ؟ مالذي سيقوله الناس عنا ؟)
فقالت سمية :( ولكن ، ماما ، ألم ننته من هذا الكلام ؟ )
- وكيف ننتهي منه وانت ما زلت مصرة على ان تركبي رأسك ؟ ألمثل هذه الساعة ربيناك ، و انفقنا على تعليمك وتهذبيك ؟ لكي تاتينا بمثل هذا الرجل الذي لا يعرف احده حسبه او نسبه الى بيت ابيك وتصري على الزواج منه ؟ مالذي سيقوله الناس عنا ؟وقفت هناك لاتلقى سيل اهانتها ، فشعرت بانني اغور شيائا فشيئا في مستنقع من كل ما تشمئز له النفس . ولاحظت ان الصور الزيتية تنظر الينا من على الجدران نظراتها البلهاء ، وقد تحول سليمان شنوب في كرسيه الى مسخ بذيء ، وبانت زوجته كتمثال عبوس فوق حوض تنصب من فمه القاذورات .
واصفرت سمية وقالت وهي ترتجف :(ماذا يهمني ما يقوله الناس اذا تزوجت من الرجل الذي أحبه؟)
فصاح ابوها :( اخرسي يا قليلة الحياء !)
فصاحت به .......
Stop ......
شنو تتوقعون كالت لابوها
وراح يوافقون على امين لو لارجاءا ادعموني علمود اكمل .. ما اريد بس مشاهدات
YOU ARE READING
صراخ في ليل طويل
General Fictionكنت ادور في منعطف عندما لمحت مشهدا يجري في سرداب له نافذة تطل على الرصيف....