كنت عادية

59 7 9
                                    

لا احد يدرك ما يحدث الا انا و انت و هو ..
كم اتمنى ان يستمر ما حدث ان اعيش في المكان الذي احببته
اذكر ذاك اليوم جيدا كنت اسير في طريق بلا هدف
اللاشيء هو ما يشغل فكري اسير لعلي أنسي نفسي الحياة اني لا اهتم حتى بنفسي فكيف يطالبني الجميع بان اهتم يتهمونني بالبرودة و جمود المشاعر . لحظة هذا ليس اتهام هذه حقيقة، ليس ذنبي اني ولدت بدون مشاعر، تقول امي اني بالغت في ذلك جدا ، لاكني ارى اني طبيعية
احب ان ابقى وحدي ان افكر في لاشيء ان يكون عقلي صفحة بيضاء من الهموم و المشاكل لاكن الحياة تأبى ذلك و تجبرك على فعل ما لا ترغب فيه ، هناك من يقول الآن "عليك بالتغلب عليها فانت من تعيش الحياة و ليست الحياة من تعيشك"
فلا استطيع الرد إلا ب " الحياة في هذا النزال هي الخصم و الحكم "
و بينما تتضارب الافكار في رأسي اوقفني شخص لا يظهر من ملامحه شىء، لم اتبين ان كانت فتاة ام فتى فقد احسن التخفي، اقترب مني و امسك يدي و وضع كتابا فيها شعرت بحرارة عينيه تخترق جسدي طوال مدة تحديقه ثم فر اي نعم فر ، ركض بأقصى ما يمكن تجمدت في مكاني للحظات لعلي استوعب ما حدث للتو فلا يمكنني اللحاق به ؛ وضعت الكتاب في حقيبة ظهري و اكملت المسير للبيت صعدت الى غرفتي تحت توبيخ امي المعتاد، مفاده انها انجبت فتى و ليس فتاة و عن كوني اعود متأخرة الى اخره ، نزلت الدرج و قبلت رأسها و خلقت عذرا لتأخري و صعدت مجددا الى غرفتي فتحت الحقيبة و اخرجت الكتاب حدقت به لمدة يبدو كرواية قديمة و له غلاف ازرق حككت ذقني و قلت يصوت اقرب للهمس
- جيد
جلست على حافة السرير و فتحت الكتاب اذ بريح خفيفة تهب بداخل الغرفةجعلت شعري يتطاير اغلقته بسرعة شعرت بخوف شديد و توتر  في تلك اللحظات دخلت امي الى غرفتي و طلبت مني ان اساعدها في تحضير طاولة العشاء فهناك ضيوف قادمون خبأت الكتاب تحت الوسادة و تبعتها الى المطبخ صرنا انا و امي نحضر ماطاب و لذ و نتفنن في تزيين الاطباق وسط هدوء و تركيز قطعته امي بقولها
_لم تسألين من القادم !
_لاشك انه احد اصدقاء ابي
_تخمينك خاطئ
رفعت نظري لأمي مستغربة من الحماس و السرور الباديان في صوتها كانت تكاد تقفز من مكانها ، بعدها اردفت
_اتذكرين تلك المرأة التي التقيناها في المتنزه مع ابنها قبل مدة !
_العمة نور .. اجل اتذكرها
_حسنا ... ابنها تقدم لخطبتك و قد وافقنا انا و ابوك و هذا عشاء للتعرف بينكما
وضعت ما كان بيدي و اعتدلت في جلستي و نظرت الى امي باسوء نظرة ممكنة و قلت
_و كيف توافقون و تحددون مستقبلي بدون اذني
نظرت امي الي بنظرة اسوء قائلة
_نحن والداك و نعلم ما هو الافضل لك بالاضافة اننا لم نوافقهم تماما اي مازلنا ننتظر موافقتك و ارجو ان تكون نعم
قاطع دخولنا ابي قائلا بصيغة آمر
_ندى جهزي نفسك انهم قادمون
صعدت الى غرفتي و اغلقت الباب بقوة و صرت افكر في كيفية افساد العشاء
ولحسن حظي خطرت ببالي فكرة ....
جهزت نفسي كما طلب مني و انتظرت الى ان دق الباب نزلت الدرجة محدثة فوضى عارمة صارخة "انا سأفتح" فتحت الباب وجدت العمة و ابنها فاغلقته و ذهبت لاجلس قرب ابي
التفت لي
_من الطارق
_لا احد
في تلك الاثناء فتحت امي الباب لنسمع ترحيبها نظر لي أبي بنظرة مفهومها الموت كأقل تقدير
اجبرت على الترحيب بهما
حسنا وقت العشاء
جهزت الطاولة أتم تجهيز و جلست بجانب أمي مقابلة الفتى نظر لي و قال
_شهية طيبة "و ابتسم "
ابتسمت بالمقابل نصف ابتسامة و اخدت آكل بشراهة توقف الجميع و نظروا لي  مستغربين
فجأة انفجر الفتى ضاحكا و صار يقلد طريقة التهامي للطعام و بذلك جعل الكرة في صفه ابتسم الباقون و تجاهلوا ما حدث للتو رفع الفتى رأسه لي و قال
_يبدو ان كلانا رافض لما يحدث
نظرت له بتعجب فأكمل بابتسامة شرسة احتلت مكانا كبيرا على وجهه
_لاكنك تستحقين ان احاول سأجربك ..
بعثرت شهري الكستنائي بسرعة و قلت
_لست بلعبة يا فتى و لعلمك لقد جئت للجحيم بقدماك
و ارفقت قولى بابتسامة جانبية نظر لي بعجب فوقت و انصرفت لغرفتي تعجب الجميع من تصرفي حلت دقائق صمت طويلة استلقيت على فراشي الثم حظي السيء و أتساءل ماذا حل بوالدي؟ و لماذا فعلا كل هذا ! ليس من عادتهما ان يصدرا مثل هذا القرار كان شخصا تلبسهما ماذا يجري حقا

فجأة

تذكرت الكتاب اسرعت اليه قلبي اخترق ضلعي صار ينبض بقوة رفعت الوسادة ببطئ شديد و اخرجت الكتاب من اسفلها ، سحبته ببطأ واخدته بين كفي اخدت افكر
هل أفتحه من جديد ام لا ؟
من ذاك الذي اهداني الكتاب؟
و ما سره؟
عقدت العزم على فتحه ، شرعت بفتحه ببطئ الى ان فتحته تماما لم يحدث اي شىء كما في السابق فإرتحت قليلا لذلك
الصفحة الأولى
إلى ندى

_ندى! مهلا اسمي ندى هل يقصدني حقا
ان الامر اصبح مرعبا بعض الشىء بدأ هذا الشعور يتملكني  قلبت الصفحة فقرأت ما بها
" الى ندى
مرجبا بك كم كنت اتمنى ان اتمكن من محادثتك وجها لوجه لاكن طبيعتنا المختلفة تمنع ذلك ، لا داعى للتوتر سيفهم كل شىء مع الوقت "
إن الوضع اصبح غريبا بعض الشيء من هذا الذي يود محادثتي؟ و كيف يعرفني ؟ وماقصده ب " طبيعتنا المختلفة" ؟ يا إلهي ماذا يحدث الآن ؟
قلبت الصفحات الأخرى فكانت فارغة تماما ان هذا فعلا ...!
قاطع صوت أفكاري الطرق الشديد على الباب خبأت الكتاب تحت الوسادة و قمت نحو الباب الذي كان سينقلع من شدة الطرق ففتحته متوقعة الوابل الذي سيسقط علي بعد ثواني ، كانت أمي مع العمة خلف الباب دعوتهما للجلوس فجلست العمة و ابت أمي و جلست مقابلة العمة
خيم الصمت ثواني لتقطعه أمي قائلة
_انت مدينة بإعتذار
_اظن العكس " و رفعت رأسي لتقابل عيناي البنيتين عيني أمي و قد بدت عليهما شرارة التحدي  "
_ماذا تقصدين ؟'قالت امي'
_اخبرتك اني لست مستعدة لمثل هذه المواضيع و انت ترغمينني على فعل مالا أريد "وقفت" لا ادري مابالك انت و ابي..
لم اعي نفسي الا و انا اضع يدي على خدي شعرت بحرارة تنتشر في كامل وجهي توقف الزمن للحظات معدودة
دمعة
اثنتان
و تهاطلت الدموع على وجهي
عاد الزمن للحركة التفت للعمة التي شهقت واضعة كلتا يديها على فاهها كتأكيد على الصفعة ، فعلا ، لقد صفعتني امي ، أدرت وجهي ناحية امي ببطء
_أخرجي ، جميعا، اخرجوا (صرخت)
_ندى كفاك ...
_قلت اخرجوا جميعا
خالط صوت بكائي صراخي فتمالكت نفسي للحظات التفت للنافذة و فتحتها على مصرعيها فهب نسيم صيفي جميل حاملا معه رائحة زهور الياسمين الموجودة على ضفة نافذتي فلا مواسي لي غيرها شعرت بإقتراب أمي فأوقفتها
_ارجوك إذهبي فحسب ... ارجوك
بعد ثواني معدودة سمعت صوت إغلاق الباب تلاه صوت ابي يستفسر عن ما حدث ؟
احضرت كرسي مكتبي و جلست قرب نافدتي ووضعت يدي عليها و ارخيت رأسي فوقهما تاركتا مجالا للنسيم كي يداعب شعري و أخليت فكري من كل شائبة كانت عالقة به ارجو راحة فكرية طويلة الامد فلقد سأمت من الاحداث التي جرت معي مؤخرا و أرجوا ان يكون ختامها ما حدث الآن
بعد ما شعرت بأن النسيم اصبح ابرد رفعت رأسي و اغلقت النافذة و انسحبت تحت فراشي و بمجرد أن وضعت رأسي طالبة للراحة شعرت بالكتاب اخرجته من جديد نظرت الى غلافه فلاحظت نقوشا ذهبية احاطت بحوافه لمعت تحت ضوء القمر المتسلل من نافدتي
شعور يدفعني الى فتحه من جديد رغم يقيني بكون باقي الصفحات بيضاء مع مرور كل ثانية يصبح هذا الشعور اقوى
....و يا ليتني لم أفتحه.....
_______________________________________
السلام عليكم
كيف الأحوال !!!
أولا شكرا لإطلاعكم على هذا الجزء
ثانيا تعليقكم يساعدني 
ثالثا كل اسبوع جزء جديد 
ارجو الدعم 😊😊😊😊😊
I love you alllllll 😍😍😘😘😘😘

trolldom (مملكة السحر )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن