فتحت الكتاب و يا ليتني لم افتحه .....
اهتز بين يدي اهتزازا عنيفا فقفزت من فوق السرير رامية اياه لطرف السرير الآخر، فهب ريح هز اركان البيت و جعل الغرفة رأسا على عقب وتطايرت أشيائي في كل اتجاه ،اتجهت نحو الحائط و زاد التصاق ظهري به مع محاولاتي الفاشلة بالصراخ كأن احبالي الصوتية قطعت فإكتفيت بالأنين، حاولت غلق عيني لعل خوفي يقل ان لم ارى ما يحدث الى ان شعرت بنور مصدره الجهة المقابلة لي ،فسرى بعض الامان و طمأنينة في قلبي لظني انهما أحد والدي جاء ليسعفني فإلتفت الى النور بحركة بطيئة مع شبح نصف ابتسامة فاكتشفت ان مصدر ذاك النور الظاهر ليس الباب و إنما الكتاب.
ارتفع الكتاب في الهواء الى ان صار ارتفاعه بطولي و انبثق منه نور ازرق نيلي اضاء ظلام الغرفة و طغى على ضوء القمر فأخفاه ،شرعت الكلاب الجار بالنباح و العويل بقوة وصار الكتاب يقترب منى اكثر فأكثر فإزداد انفتاح عيني حتى كادت تنفجر مقلتاي شعرت بأن الدم تجمد في عروقي و ان اناملي اصبحت باردة و قلبي توقف، دعوت الله ان أكون في حلم ،ان يكون كابوس لاكني اشعر بالبرد ...
ليس كابوس انه الواقع
بدأ الكتاب بالاتجاه نحوي فلم يتبقى بيني و بينه سوى بضع انشات فحسب، احسست بأن الريح اصبح اهدأ و قل الضوء المنبعث من الكتاب فجأة اغلق الكتاب ساقطا بقوة على الأرض و اختف نوره و تضاءل هيجان الريح إلى ان اختفى تماما
طأطأت رأسي بخوف لأرى موقع الكتاب إلا ان قدماي لم تعد بإستطاعتهما حملي فوقعت جاثية على ركبتي أحدق بالكتاب و احاول ان استوعب ما حدث حالا .
فتح الكتاب امامي ببطئ فحملته بين يدي المرتجفتين احاول تثبيتهما عبثا لعلي استطيع قراءة ما هو مكتوب
_"فشلت المحاولة أسف "
عن أي محاولة يتحدث؟ و منذ متى و هذه الجمله مكتوبة ؟ لقد كانت خاوية من قبل؟أقسم اني تفحصت هذه الصفحة من قبل و قد كانت خاوية، اجل، خاوية تماماظهرت كتابة أخرى
_"كنت أحاول الوصول اليك كاملا آسف"
من هذا ؟ و ماذا يقصد كاملا؟ و هل يعرفني؟ و كيف يعرفني ؟ تلاحقت الأسئلة التي تبدو انها ستبقى كذلك الى الأبد ، شعرت ان عقلي سينفجر فلقد احسست بصداع شديد دام ثواني جعل عقلي بعده خاوي من أي سؤال الا ان بعض الحروف تسللت من فاهي هامسة
-من انت؟
_"راسم " -ظهرت كتابة أخرى -
هل يسمعني! هل هو جن ! انتفض قلبي بقوة فشعرت أن برودة أناملي إختفت و جرى بها دم حارق غزير نتيجة النبضة توقف الوقت لثواني مع توقف تنفسي ثم سرى الوقت من جديد رميت الكتاب على الأرض و هرعت الى الصالة و الرعب يتملك كل إنش من كياني فقمت بإشعال الانوار كلها ارتميت في أحضان الأريكة علي اريح عقلي من الافكار و الاسئلة المتزاحمة التي تذهب و تجيء بعد ساعات من التفكير العقيم أمسيت خاوية التفكير من اثر الصدمة لفترة فلم أجد فكرة ثابتة أفكر فيها الى ان نمت اخيرا
استيقظت صباح اليوم التالي فتحت عيني بصعوبة بالغة شعرت ان عظامي محطمة شعرت بألم جروح على طول جسدي و الغريب ان جسدي كان خاو منها انتشلت نفسي من فوق الأريكة و رميت نفسي في الحمام و ارخيت جسدي في المياه الدافئة فكمدت المي و هدأت بعضه حاولت استرجاع ما حدث ليلة البارحة و بصعوبة تذكرت الخراب الذي حل بغرفتي و الكتاب! فارتديت ملابسي بسرعة و انطلقت نحوها فتحت الباب بسرعة فوجدت ان الغرفة كانت رأسا على عقب فسارعت لتنظيمها و لاخفاء ما حدث ،فما سيكون تفسيري لما حدث لوالدي و بالتأكيد لن يصدقوا ما حدث و سوف يشكون ان شيئا اصاب عقلي حتى انا اجد صعوبة في تصديق ما حل بي ليلة البارحة و هل كان حقيقيا فعلا ؟
بالتأكيد فما وجدت غرفتي عليه اكبر دليل على الرعب الذي عشته امس. اثناء تنظيمي للغرفة وجدت ذاك الكتاب تأملته للحظات افكر في رميه او حرقه ،'لا يمككني فعل هذا ' وضعته بسرعة في حقيبتي بعد ان انتهيت من تنظيم الغرفة و سارعة الى الجامعة ،حاولت جاهدة ان لا التقي بأحد فحاتي الحالية غير قادرة على التكلم او حتى القاء التحية الى ان وصلت الى قاعة المحاضرات إتخذت مقعدي المعتاد ساعية الى اخفاء مظهري الفوضوي و إخفاء نفسي الى ان دخل الأستاذ فقمت بإخراج ذاك الكتاب بدلا من الكراس لكي افحصه لعلي اجد فبه ما يجيب عن اسئلتي و لا احد يدري قد تظهر جمل أخرى كما حدث امس ، على ذكر ما حدث امس ، هل شعر والداي بما جرى ليلا؟ على ما أظن نعم فلقد كان الريح قويا اتمنى ان يكونا بخير
بعدها سعيت لان ارتب الاحداث في عقلي كان هناك
ريح،،، نور.... فوضى ... و راسم، هل سم الكتاب راسم !!؟ اخدت قلمي و كتبت فيه
-راسم
-اهلا
يا الاهي انا اتحدث الى كتاب لا شك اني احلم او ما شابه فهاذا يستحيل فعله علميا ، ظهرت عليه كتابة اخرى
_لم اقصد اخافتك امس ،آسف
-لا بأس ، لاكن ماهيتك؟
_تقريبا مثلك
-اود توضيحا أكثر ان امكن
_ستكتشفين ذلك قريبا
-يمكنك اخباري الآن
_محرم علينا ذلك
يا إلاهي في أي مشاكل اوقعت نفسي ؟ محرم!؟
اصبحت احتمالات ماهية هذا الشخص او الكتاب تتراوح من الخيال الى المستحيل و هكذا غصت في دوامات من الاسئلة التي لا إجابة عنها قررت ان اثرثر مع الكتاب اكثر لعلي اجد ضالتي الى ان تتضح الحقيقة سواءا ان كان ما يحدث لي مقلب او واقع
-هل يمكنك رؤيتي ؟
_ اجل يا ندى اراقبك تقريبا في كل خطوة خطيتها او ستخطينها مستقبلا
حقا ،بدأت اخاف
-هذا يعني انك تراقبني من مدة كيف تفعل ذلك ؟
انتظرت الاجابة لمدة طويلة و يبدو انها ستطول أكثر لماذا لا يرد ؟ ، فبدأت بالتأفف و ظهرت امارات الضجر و الملل على وجهي
-"يمكن الخروج يا آنسة ، ان ازعجتك " قال استاذ المحاضرة و اشار باصبعه نحوي
اتجهت نظرات جميع من كان بالمدرج نحوي ، هذا ما كان ينقصني بالفعل، حاولت ان اتظاهر باني لست المعنية التفت للفتاة خلفي و اخفيت امارات الضجر البادية على وجهي محاولة ان ابعد اصابع التهمت عني
_"انت مرتدية القميص الابيض اخرجي الان"
نعم انها انا ،هاذا افضل على كل حال سارعت بوضع ادواتي والكتاب في الحقيبة و هممت بالإنصراف فجأة اوقفني الأستاذ و إقترب نحوي حيث لم بيقى بيني و بينه سوى بضع سنتمترات قائلا
_إعطني الكتاب من فضلك
افزعني هذا حقا لم اشعر بالراحة فضاق قلبي و بدأت دقاته ترتفع الى ان كادت ان تكون مسموعة فحاولت ان اهدأ نفسي و أستجمع شجاعتي
-عذرا اي كتاب تقصد؟ "قلت"
_الكتاب الذي كان هو محور اهتمامك منذ دخولك الحصة يا آنسة و بدون مماطلة ارجوك
-لا ليس لدي اي كتاب لاشك....
_اتقصد هذا يا أستاذ "قالت ريم ساحبة اياه من حقيبتي لطالما كانت اسوء كوابيسي تقدم المستحيل من اجل النجاح و التفوق للدراسة فهي غير قادرة على إعمال عقلها في كل ما هو جيد كل همهما نفسها ثم نفسها
التفت نحوها بسرعة و ضربت الكتاب بيدي فسقط على الأرض و انفتح امامي و قد ظهرت كتابة اخرى على احدى صفحاته
"لا تعطيه الكتاب ، اهربي"
و من دون سابق انذار امسكني الاستاذ من يدي بقوة مانعا حركتي و اشار الى ريم كي تحضر الكتاب سار المشهد امامي بالعرض البطيء شاهدت ابتسامتها تتوسع مع اقتراب يدها الى الكتاب و عندما اتمت انحناءها سقطت بعض خصلات شعرها الحمراء على وجهها فوضعتها بيدها الاخرى فوق أذنها التفتت الي شامتة لتراقب تعابير وجهي المختلطة بين الخوف و الترجي و الاشمئزازو عندما امسكته عادالعرض السريع للأحداث فناولت الكتاب ليد الأستاذ و انا ادعو الله ليساعدني و خفقات قلبي تزداد كان صدري يرتفع و ينخفض بصورة واضحة و عيناي تحدق بالكتاب الذي مر امامهما تود من يداي ان تنقضا على الكتاب الا انهما كانتا مكبلتين حاولت التحرر الا ان قبضته كانت اقوى من معصمي الضعيفين ان هذا التصرف لا يليق بأستاذ محاضر في مقامه لاكن قبل ان تلمس انامله الكتاب ...
_______________________________________
سلاااااااام كيف الحال ! انا تمااااام لأن غدا عطلة نهاااية الأسبووووع 🎆🎆🎆🎆
تقييمكم للبارت !
تعليق ان امكن !
اسئلة!
اقتراحاتكم !
مرحب بكم
احبكم
سلااام
