عوده

133 5 13
                                    

دقت الساعهً الواحدة ظهرا معلنه عن وصول الطائرة القادمة من فرنسا إليّ الأراضي المصريه .
تجمع كبير من الناس في تأهب للقاء أحبابهم بعد طول غياب
كان من أول الظاهرين عبر بوابه الوصل شاب في منتصف العقد الثاني من عمره يوحي عليه التكبر و الغرور فكان شديد الطول لديه جسم رياضي لحد كبير يتميز ببشره خمرية و اعين بنيه يسري بها الغموض و شعر بني كثيف طويل أخذ ينظر بين المنتظرين حتي وقع نظره علي شخص ما و أتجه نحوه
اخذه هذا الشحص بين احضانه و هو يقول : وحشتني أوى يا نور كل الوقت دا و مفكرتش تنزل مصر تطمئن علي اخوك و ابوك
وهنا ظهرت ملامح هذا الشخص كان يشبه أخيه نور الي حد كبير كان في اول الثلاثينيات لديه شعر بني و عينان بنيتان مثل نور ماعدا اللحيه الخفيفه التي تزين وجه رد عليه نور و هو يسير معه قائلا : معلش يا آسر الظروف و الجامعه و كدا و بعدين أنا جئت أعد معاكو علي طول
وصلا الاخوان الي السياره المصفوفة بالخارج كان الصمت سيد المكان في السياره اثناء عودتهم الي المنزل لكن قطع هذا نور و هو يقول بنبره يملوها الحزن : اخبار بابا إيه ..؟
- والله مقدرش أقولك كويس بس إنشاء الله يكون كويس
- وانت إزاي تخليه يجهد نفسه بالطريقه دي و بعدين مَش قولنا يبطل شغل فالشركه و يتعب أعصابه
- اعمل إيه يا نور بس انت عارف بابا و حبه للشغل دا حتي عاليا حولت معاه بس مفيش فائده
- آآه صح هي عامله إيه ... معلش مره كمان إني محضرتش الفرح
- خلاص يا نور مش كل ما تكلمني تقولي كدا علي العموم هي كويسه بتحضرلك الغداء
- إيه هوا احنا مش هنروح لبابا
- لأ مش النهارده انت لسي جي من السفر ريح النهارده و هنروحلو بكره إنشاء الله
وصل نور و آسر الي ڤله الخاصة بهم بالتجمع الخامس و كانت تقع بأرقي المناطق السكنيه و كانت في قمه الفخامة و أروعه
دخلا الاخوان وسط ترحيب حار مصتنع من عاليا زوجه آسر بنور : حمد لله علي السلامه يا نور مصر نورت
رد عليها : الله يسلمكً يا عليا بنورك . ختمها بأبتسامه مصتنعه هو الاخر
كانا الاثنان لا يحبان بعضهم هو يجدها تافه لا شخصيه لها و هي تراه فتي مدلل لا يقوي علي فعل شئ
تابعت عاليا قولها : إطلع غير هدومك و إنزل عشان الاكل
نور ببرود : لا شكرًا كلت في الطائرة و بعدين أنا هنام
و تركهم و صعد الي غرفته
اما هي فكانت تحدث نفسها بصوت عالي بغيظ: هو نا عملت كل الاكل دا عشان ينام
رد عليها آسر : مانا قولتلكً متعمليش و بردو عملتي الفي دماغك واحد جي من السفر تعبان أكيد هينام يعني
فتابع و هو متجه نحو سلم الداخلي : و نا كمان هنام .
اجتمعوا مره اخري علي طاوله العشاء كان كل منهم يضع عينه في صحنه و الصمت سيد المكان قطعته عاليا و هي تقول : عجبك الاكل يا نور ...أكيد أحسن من الفاست فود بتاع فرنسا
نور: تسلم إيدك ..جميل ...الحد لله شبعت
وًهم بالصعود الي الغرفة لكن أوقفته كلمات آسر : علي فكره نقلتلك ملفك علي الGUE مع زياد وً يا ريت نحاول السنه دي نعمل حاجه علي الأقل عشان صحه بابا
كان نور غي كليه هندسة التي اجبر عليها من قبل أخيه و والده و كان دائم الرسوب لعدم اهتمامه بدروسه
رد عليه بيأس من وضعه : ان شاء الله
رحل نور لتقول عاليا : اخوكً دا مش هيجبها لبر أنا قولت إنّو مش نافع في حاجه
أجابها آسر بغضب شديد : عاليا ملكيش انت دعوه ....نفسي انسدت . فقام من علي الطاوله متجها الي مكتبه و هو يفكر في زوجته الغريبه من وجهه نظره أخذ يتذكر زواجه منها منذ ٥ أشهر الذي  اجبره والده علي تزوجها
اما عاليا فكانت تجلس وحدها لا تعلم سبب تعامل آسر معها بهذه ألطريقه طيله ال٥ أشهر الفائتة .
في العلي في غرفته كان يكاد يختنق من الغضب و الضيق يريد مغادره المنزل بأي طريقه .... تذكر بعدها صديق طفولته زياد .
كان يجلس رفقه اخته الصغيرة حتي سمع رنين هاتفه و رد و هو في قمه عدم الاستيعاب : ألووو مين معايا
نور : أيه يا زياد انت نستني ولا أيه أنا نور
زياد بدهشه : نور مين ..نور نور .. نور عزت
نور : آه يا زياد في ايه انت تعرف كام نور يعني
زياد : عامل أيه يا صاحبي ... وحشني والله ..انت جئت امتي صحً
نور : لسه النهارده الظهر كدا ...المهم أنا عايد اخروجً
زياد : ماشي هلبس و عدي عليك

ربيع بكره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن