صدمه

42 3 18
                                    

تقترب و هي تطالعه بنظرات إغواء و عشق مريض اما عنه فكان يحاول جاهدا حل وثاقه للتخلص من تلك الحيه  التي تبث سمومها عليه كانت هي اقتربت اكثر و أصبحت بمواجهة وجهه تطالعه بنظرات خبث و إغواء فكل شئ يمشي طبق تخطيطها و بقي فقط اللمسات الاخيرة .



********************************************

رأها تقترب منه و لا يفصل بينهم سوي بعض السنتيمترات . المكان يدور به بشده و يحاول جاهدا ألا يستسلم لألعيبها الفحشاء اما هي فكانت تحاول تقبله بكل شتي الطرق لكنه كان يبعد رأسه نافرا و متقززً منها لكنها لم تستلم بل جلست علي أرجله و أخذت تلمس علي وجهه بأطافرها الطويلة و هي تقول : نور حبيبيً relax انا هبسطك جدا ثم شرعت في فتح أزرار قميصه بفمها استغل نور انشغالها بما تفعله و قام اخيراً بفك وثاقه و قام بدفعها بقوة من علي أرجله فسقطت علي الارض مصدره شهقه عاليه و هي تظر الي هذا الغاضب بشده أمامها شعرت انها في خطر وشيك بسبب فعلتها تلك و حاولت القيام و الهروب لكن يده كانت أسرع منها فأمسكها من شعرها و شدها نحوه و هو يقول : انت فاكره انك هتفلتي بعملتك دي تبقي غلطاته .... دا انا نور عزت يا *** مش انا إليّ يتعمل معي الحركات الزباله دي يا *** انا ممكن امحيكيً من علي الارض لو عايز .. لكن انا مش هعمل كده مؤقتا يعني و خلي ده و قام بصفعها بقوه . يعلمك إزاي تتعالي علي اسيادك .
روز و هي تضع يدها علي وجهها : هتندم يا نور ... هتندم علي القلم ده ...
نور بغرور : هاتي اخرك .
ثم رحل و تركها .

*******************************************

ركن سيارته علي قرب من بيته و اسند رأسه علي عجله القياده و أخذ يتذكر كيف رحل جميع رفاقه و لم يتبقي سوي هو و هي و قد كان ليرحل أيضا لولا إلحاحها علي بقائه .
ذهبت روز بضع ثواني نحو بار المشروبات و طلبه كوبان من المياه الغازيه و اضافت في كوب نور احدي الحبوب المخدره ثم اتجهت نحو نور مره اخري و اعطته المشروب و بعدها ببضع دقائق لم يعد يشعر بشئ بعدها .
عاد نور بذاكرته و هو يسب روز بصوت خافت و تلقائيا اتجهت عيناه محو الساعهً فوجدها تشير الي الخامسة صباحا وًانه قد وعد ابيه ألا يأخر في العودة أعاد تحريك سيارته و عاد الي المنزل .
دخل المنزل يمشي علي أطراف أصابعه كي لا يوقظ ابيه ‏لكنه ‏تفجأ به يحلس على الأريكة في انتظاره
‏صعق نور ‏مما رآه و حاول عدم الإقتراب كثيرا كي لا يرى أبيه شكله المزري ‏و كي لا يشتم رائحة العطر النسائي التي تفوح منه
‏نظر له عزت بغضب وهو يقول: ‏ما لسا بدري ... ‏ايه اللي جابك دلوقتي كونت جئت بكره ولا حاجه ‏مستعجل علي ايه
‏حاول نور التبرير بقوله: ‏والله ‏‏يا بابا أنا ما كانش قصدي تأخر الوقت ده ‏بس حصلت ظروف
عزت بتأنيب : ‏ظروف ايه إليّ تخلي تتأخر لغيت 5 الفجر ‏وبعدين هو دا اتفقنا يا نور ‏مش انت وعدتني انك مش هتتأخر ‏وأنا وافقت إنك تخرج مع اصحابك عشان انت وعدتني بكدا ‏ ‏‏مش كنا إظبطنا هنرجع تاني لحوارات الصياعه دي ولا يا نور
نور ‏وهو ينظر في الأرض من بندم : ‏أنا آسف ‏‏يا بابا حصلت لي ظروف مش تقرر مره ثانية أوعدك
عزت : ‏لا يا نور مش حتمشي من هنا إلى مأعرف ‏ايه هي الظروف دي و بعدين انت واقف بعيد ليه ما تقرب خليني اعرف اتكلم معك عدل
نور بتوتر : ‏ح...حا...حاضر يا بابا
‏بينما نور يقترب من أبيه ‏قام عزت بفتح الأنوار و‏هنا كانت الصدمة رأي عزت ابنه   بشكل يرثي له  هونك  بقع حمراء على قميصه الأبيض تفوح منها رائحة عطر نسائي قوي جدا ‏ألجم لسان عزت بشده ‏لم يكن يتخيل انه قد يرى احد من ابنائه بهذا الشكل
‏رأي نور مدي صدمه ابيه من شكله ‏وسرعان ما حاول  التحدث كي يبرر موقفه :بابا ..هشرحلك
‏لكنه لم يستطيع أن يكمل كلامه بسبب تلك الصفعة التي إنزلت على وجهه  من قبل عزت .
‏كانت صدمة نور اكبر من صدمة عزت عندما أرى ابنه فكانت هذه المرة الأولى ‏الذي يضرب بها عزت احد من ‏ابنائه .
‏نظرا له بصدمه  وهو يقول بغير وعي : ‏ايه إلى حصل يعني يا بابا ليه كل ده انت أول مرة تمد إيدك عاليا ‏انت حتى مش ادتبني فرصة أشرحلك ‏‏مش متعود على كدا منك متعود إنك تسمع الأول حتى لو انا غلطان بعد كده تفكر تعمل معي ايه ‏لكن تضربني كدا  من غير ما تديني فرصة دافع نفسي ‏مش دا بابا ألي انا اعرفوا
عزت بغضب : ‏و أضربك  تاني وتالت كمان يا قليل الأدب ‏انت شكلك نسيت نفسك ‏ ‏كان سفرك دا  غلطة ‏فرنسا نستك  انت مين والدينك ايه ‏خلاص معتش في احترام لأبوك و لسمعته حتي ‏بلاش أنا فين ‏إسلامك  انت نسيت ولا ايه
نور بأندفاع : ‏في ايه عشان كل دا  أنا عملت يا بابا أنا مش فاهم حاجة
عزت : ‏‏عملت ‏بتصرمح مع البنات لنص الليل يا أستاذ ‏‏ولا انت على بالك.
نور ‏و الدموع بدأت في التراكم بين أعينه : ‏بابا بابا أرجوك خليني ‏افهمك يا بابا حصل حاجة كثيرة وهي كانت تعرف انه أنا عملت حاجات كثيره ‏و حضرتك لازم تعرفها عشان تصدقني وأنا معملتش حاجة
عزت بتعب : ‏خلاص يا نور الموضوع انتهى ‏وانت وقعت من نظري اوي لو سمحت اقطع الكلام بيني و بينك دلوقتي
‏ثم أرحل متجها نحو السلالم  ليصعد الي الغرفة 
‏ركض نور وراه وهو يقول له بترجيً إستعطاف : ‏يا بابا إديني فرصة واحدة افهمك اللي حصل أرجوك حضرتك كده ‏بتظلمني
‏التفت  له عزت بغضب وهو يقول بالصراخ : ‏أنا قلت خلاص يا نور
‏وبعدها اخذ يتنفس بصورة غير طبيعية وهو يمسك قلبه
‏هبة نحوه نوره يمسكون حتى لا يقع من على السلم. و هو ‏تكون في قلق بالغ : ‏بابا  ‏‏انت كويس ‏بوصلي  خليك معايا مش هيحصل لك حاجة متغمتش عينك دي  اهم حاجة أنا أطلب الإسعاف وهتيجي دلوقتي بس أرجوك ما تسبنيش .
‏لكن لا حياة لمن تنادي قد فقد عزت وعيه .
‏هلع نور وهو يبحث عن هاتفه  لمكالمه  الإسعاف لنقل أبي الى المستشفى.
‏وصلت الإسعاف وأخذت السيد عزت سريعا إلى المشفى وكان  نور معه دخل العربة .
‏تمسك  نوربيد أبيه  وهو يبكي ويقول : ‏أرجوك يا بابا إعمل اللي انت عايزه إ ‏ضربني زي ما أنت عايز بس أرجوك يا بابا أرجوك ‏متسبنيش متعملش زيها
‏وصرت الإسعاف سريعا إلى المستشفى ونقل ‏ونقل  السيد عزت غرفة الكشف .
‏بينما جلس نور بجانب الحائط يبكي ‏بشده وكأنه طفل رضيع ‏بحاجة إلى أمه .

*****************************************



‏‏لم يتذكر نور أخي الذي كان من المفترض أنه و صل قبل ساعات قليلة مع زوجته عاليا ‏لكنه ‏كان ينوي متابعة شهر العسل في دهب ‏إحدى محافظات مصر غاية في الروعه.
تذكر نور أخيه و قام بأخراج هاتفه و الاتصال به  .
قد كان آسر وصل الي دهب و كان نائم هو و زوجته يرتاحان من عناء الرحلة
كان آسر يحتضن عاليا عندما دق هاتفه معلنا عن وصول مكالمه
تجاهل آسر الهاتف لكن المتصل كان مصرا فعاود الاتصال هنا استيقظت عاليا و هي تقول بخمول : حبيبيً شوف مين المزعج إليّ بيتصل بدري كده
رد عليها و هو يقبل مقدمة رأسها : حاضر يا حبيبتي
امسكً آسر الهاتف و رأي اسم أخيه يتصل فأنتابه القلق فليس من عاده نور ان يتصل به و في مثل هذه الأوقات فرد سريعا و هو يقول : ألوو ... نور خير في حاجه
أما علي للناحيه الآخري حاول نور التكلم لكنه كان يفشل بسبب بكائه .
قلق آسر اكثر و هو لا يسمع شئ سوي صوت انفاس غير منتظمة فقال مره اخري : نور ... رد في حاجه حصلت بابا كويس
انتاب القلق عاليا هي الآخري و نظرت لآسر نظره بمعني ماذا يحدت
و قبل ان يجيبها كان نور ينفجر في البكاء و هو يقول : آسر ... با...بابا ...يا آسر ...هيسبني و يمشي زيها ..... انا مكنش قصدي ... قولو يا آسر
فزع آسر من علي السرير و هو يستمع لصوت أخيه المنهار و قال و هو يحاول ان يهدء من روعه : نور ... اهدي ..بابا هيبقي كويس محدش هيسيبك احنا كلنا معاك و انا ساعه و هكون عندك ... اهدي فكر في حاجات حلوه .
انهي آسر المكالمة و هب يرتدي ملابسه علي عجله و عاليا معه
تحدث الي شركه الطيران و لحسن الحظ كان هناك طائره علي وشكً الإقلاق و قد لحقوا بها .

*******************************************

أخذ نور يردد كلمات آسر داخله حتي يهدء قليلاً لكن سماع صوت الصدمات الكهربائه لأنعاش قلب ابيه زادت الطين بله و عاد نور مره اخري الي نوبه هستيريه من البكاء .
ظل علي حاله ما يقرب الساعهً لا يخرج احد من هذه الغرفة اللعيبه ليطمأنه علي ابيه .
وصل آسر و عاليا الي المشفي و آخذا يركضان للوصول الي غرفة الطوارئ و صلّآ اليها لكن تجمد كلاهما عندما رأي نور يجلس في زاويه منعزله بجانب الباب يضمً أرجله الي صدره و هو يبكي كالطفل الذي فقد أمه .
قال آسر و هو يرمض نحوه : لا لا مش تاني لا ...نور
اما عاليا  فكانت صدمتها اكبر بكثير فلم تكن تتخيل ان يصل نور لهذا الوضع .
جلس آسر بجانب نور و هو يأخذه في حضنه يربت علي ظهره و هو يقول : نور ...بصلي ...مفيش حاجه هتحصل لبابا أوعدك ... لازم تكون قوي عشانه ...فاكر هي كانت بتقولك ايه زمان .... الراجل عمره ما بيعيط .
نظره له نور و هو يمسح دموعه و يمئ برأسه .
و عندها خرج الطبيب و علي وجهه خيبه أمل و حزن شديد .
هب كلا من آسر و نور واقفان ينظران الي طبيب بقلق .
سأل آسر بقلق : خير يا دكتور ...بابا كويس صح .
رد الطبيب بأسف : انا آسف ...

يارب البارت تعجبكو ❤️❤️
أسفه جدا علي التأخير 😅🙏🏻🙏🏻
و ان شاء الله البارت الجاي يوم الأربعاء
Please vote and comment 🙏🏻❤️❤️

ربيع بكره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن