{ ميلاد سعيد }

45 2 0
                                    


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



، , ،

بعد منتصف الليل المتأخر كان الجو في الخارج صحواً و السماء تعج بالنجوم اللامعة البراقة دقت الساعة الخشبية الجميلة التي تتمركز في صالة المعيشة بالمنزل المتواضع و الجميل معلنة عن الساعة الواحدة فجراً ، تخرج كريستين من غرفة نومها بالطابق الثاني و التي كانت بآخر الممر و هي مغمضة عينيها و تفرك يدها اليمنى إحدى عينيها و تضع الأخرى على شعرها الأشقر الذي يصل إلى كتفها و يبدو الكسل و النعاس عليها ، تمشي خارجاً و تنزل الدرجات إلى الأسفل ثم انتبهت إلى أنها تريد استخدام المرحاض لا النزول للأسفل توقفت

قالت بتململ : أوه تباً ، أريد أن أستخدم المرحاض لا النزول للأسفل!! يا لبلاهتي !!

التفتت يميناً ثم ذهبت إلى أقرب مرحاض في الطابق السفلي متجاوزتاً غرفة المعيشة المظلمة و ما إن مرت من الغرفة المظلمة حتى انتبهت إلى ظل كان يمشي بجوارها توقفت فجأة في منتصف الصالة و هي مرتبكة تلفتت من حولها بخوف و لم تجد شيء

قالت في نفسها بخوف : هه!! ، لا يوجد شيء هنا فالكل نائم .. ربما تأثير القصص و الأفلام علي!!

بعد ذلك أكملت طريقها حتى وصلت للمطبخ توقفت فيه اقتربت من الثلاجة ما إن فتحتها حتى صدر من داخلها ضوء أنار أرضية المطبخ المظلم، مدت يدها لتخرج قنينة الماء فانتبهت لظل آخر كان قد مر من خلفها بسرعة، تجمدت في مكانها و تصبب العرق من على جبينها التفتت بسرعة للوراء و لكن كان لا شيء، دفعت قدمها للوراء لتقفل باب الثلاجة أخرجت كأساً من أحد الأدراج و وضعته على المنضدة و سكبت الماء البارد ارتشفت القليل منه

: تباً!! ما بالي هذه الليلة ؟! الخيالات زادت بعقلي أكثر و أكثر عن ذي قبل..

و أخيراً وصلت لغايتها دخلت إلى المرحاض و غسلت يديها و بللت وجهها قليلاً عسى أن يخفف هذا من حدة توترها ، وضعت يديها على حافة المغسلة و نظرت إلى وجهها بالمرآة

: والديّ ليسا هنا، فقد خرجا و أمضيا الليلة بالخارج، إذاً فسيبقى كلاً مني و أخي كريس في المنزل هذا غير الخدم بالطبع –وضعت يدها على ذقنها- لكن الخدم يبيتوا خارج المنزل لديهم غرفهم الخاصة، بعيدة عنّا، إذاً لابد أنه أخي يريد أن يفزعني!!

صدر صوت مزعج بالخارج و كأنه صوت كسر لكأس التفتت بسرعة نحو الباب و ركضت بخوف إلى مصدر الصوت متجهتاً نحو المطبخ وقفت أمام باب المطبخ الذي كان النور مضاء و قد وجدت الكأس التي شربت منه مكسور و الأرضية مبتلة بالماء فجأة تسمع صوت أخيها كريس بالأعلى ينادي بأعلى صوته بانزعاج

: كريستين أهذه أنتِ! مالذي انكسر؟! يا لكي من فتاة مزعجة!

صدمت كريستين و توسعت عينيها لأنها ظنت بأن أخيها هو الذي كان هنا لكن تأكدت بأنه لابد من وجود شخص ثالث هنا في منزلهم ارتبكت و خافت أكثر

عاد صوت أخيها : كريستين!! أأنتِ بخير؟!

ردت عليه و صوتها بدا مرتعشًا : أ.. أجل أنا بخير لا تقلق!!

اقتربت من المنضدة مرة أخرى و وجدت قاعدة خاصة بالسكاكين الكبيرة وضعت يدها على أحد السكاكين و سحبته مشت خارج المطبخ و أثناء خروجها أطفأت الضوء الخاص به، مشت بتوتر و خوف و هي تمركز السكين إلى الأمام الذي كان يهتز بقوة بفعل يديها المرتجفتين دفاعاً عن نفسها، كانت تعتزم بأن الشخص الثالث لص دخل إلى البيت خلسة دون أن تحس به هي و أخوها، لمحت ستارة الصالة المعتمه بسرعة فقد تحركت بقوة رغم أن النوافذ مغلقة مشت و مشت أكثر اقتربت من الستارة مدت يدها لكي تسحبها ثم ظهر شخص طويل القامة فرد ذراعية و كأنه أراد أن يعانقها مطلقاً صرخة مدوية في المنزل صرخت كريستين بأعلى صوتها ثم طعنت الرجل عدة طعنات متتالية في صدره و بطنه بكل ما أوتيت من قوة محاولتاً التخلص منه بأقصى سرعة عندما كانت تطعنه و تغرس سكينها بيديها الصغيرتين كانت مغمضة عينيها و تذرف دموع الخوف الحارة على خديها و بعد أن انتهت سقط الرجل فوق كتفها معلناً بأن روحه اختفت من جسده نهائياً و أنه قد لفظ أنفاسه الأخيرة على كتفها

قائلاً بصعوبة تامة : مـ..يلاد..سـ..عيـ..د!! كـ..ريستين..!!

كان المشهد شبه مظلم فالنور الذي أتى من النافذة ينعكس على وجه كريستين المبتل بالدموع التي امتزجت بلطخات الدم و قد أنار ظهر الرجل الميت الذي كان يعانقها ، توسعت عينا كريستين و سقط السكين من يدها الدموية و انهمرت عينيها بالدموع أمسكت بكتف الميت لترفعه لترى من هو و ما إن رفعت رأسه لتجعله مساوٍ لمستوى وجهها حتى تبينت ملامحه، الشعر الأشقر و الوجه الوسيم الذي غطى في نومٍ أبدي و الذي كان يشبهها

صرخت بمرارة: لااااااااااااااا ، أخي كريـس ..!!!


  ، , ،  

.. نهاية الأقصوصة الأولى

{ منوعات قصصية }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن