قد لا اكون منصفة حين اصف ذاك الالم ..
فانصاف القتل غير عادل ، والعدل بين الظلم غير متساوٍ
قد اكون قد رايت اسوء ما في داخلي عبر ابرة
ثقب راسها صغير وبالكاد واربته .وقد احاور قلبي بلغة ناضجة عاقلة فلا يفهمها ، وينوح بلوعة كأن كلماتي آذته واعادت لنفسه الذكريات .
هي انا
فتاة جوف روحها اسود ، هذا ما لم اؤمن به يوماً
وهو ما ادركت صدقه الان .
ولولا انتمائي لدين الله الحق ، كنت اجرمت بحق نفسي في تلك اللحظة التي ارتجفت فيها اوصالي حنقاً وظُلماً .ان تعيش وحيدا تشكو وحدة قاسية لا تلوذ بها الى احد قد يكون اقل رعباً من ان تعيش في وسطٍ كاره ، يتفقون على كرهك ، ويضحكون على مذلتك
وقد يبكون على سعادتك غيظاً ، فتنهار عزيمتك وتقاوم سعادتك لئلا تندثر .لساني السليط يرجوكم لتتوقفو ، فحدته وسلاطته افقدته احترامه ومتانة حديثه .
والحدة ليست سوى درعاً اخفي بها نفسي كيلا تتعب عيناي من ذرف الدماء .الهي ... انت تعلم عما في صدري الان .. الهي ثبت لي طريقي واعدني الى رُشدي
وكما فاجئتني مرارة حياتي ، فقد اخجلتني ..
اخجلني ان ابوح باسراري لمعلمتي في معهد القران ، واخجلني ان ابدو فتاة ضعيفة تواجه ازمة بسيطة تكاد تميتها حية .ارى فتيات يفقدن احبائهن ، وفتيات يخسرن صحتهن وكمال اجسادهن ، وفتيات يُجبرن ويسرق منهن اعز ما يملكن .
هذا ما يجعلني خجلة .
الا انني ادرك ان احداهن لم تشعر بما اشعر به .
بالمهانة ، بالذل والوحدةفي بعض الأحيان ، كنت اجلس مكاني وافكر عمَّا قد اكون عليه ما لم تُكسر شخصيتي ، ماذا ان كنت انا ، وجدان السابقة
نعم كنت ساختال مسرورة ، ارثو الناس جهلهم ، واتمايل فخرا برجوح عقلي .
ثم يطفئ هذا الخيال واعود الى واقعي ، فأرى كلاباً جشعة لم يكفها لحمي بل ما انفكت تطالب ببقايا عظامي المهترئة .اكاد اموت وجعاً ، ويا ليتني افقد روحي تلك
ليت جسامة اخطائي تسببت بهذا ، ليت فداحة اخطائي هي التي اذلتني .
فالوجع ببرائة ، اقسى من الالم كتكفير لِما سبق .اتصور حياةً
تحوي اباً واماً وعائلة ، ثم اهز راسي ناكرة ويصيح قلبي
" لو ان العائلة كانت امناً لما كنتِ الان في حضيض المشاعر "لن اؤمن بالامان ، فالامان خيال ينسجه الانسان لنفسه ، ولا املك ما يكفي من خصوبة الخيال .
قالت لي معلمتي ذات مرة ، ان الاسرة تعيد افعال السيد .
لا اعلم لماذا ، الا ان هذه الجملة لا تنفك تحوم في راسي كل ليلة ظلماء .
فيُخترق صمت المنزل بصوت نشيج مكتوم ، فاشعر بجدران المنزل تكاد تبكي معي .
فهي كالعادة ، تشهد دموعا لا يراها سواها ، وهي كالعادة ترى اموراً لم اذكرها لبشري بعد .ترى امي ان دموعي تافهة ، وان حزني عناداً فترمي بكلماتها غير مدركة عما قد تحدثه تلك الحروف في داخلي ، قد لا تعلم عن تلك الفجوة السوداء التي تحتل صدري وتتزايد يومياً .
وكما كل بشري ، تزورني ايام افضل من اخرى
الا انها اسوء من افظع ايام الاخرين .
لكنها تغنيني ، واكتفي بها سعيدة شاكرة ثم لا اطلب اكثر مما قد تهبني .وفي لمح البصر تعود الايام الحالكة الى الظهور ، تشتد سواداً لي كلما ابيضت في عيونهم .
لا يسعني التفكير سوى كيف ان الجماعة تغلب الفرد في كل الاحوال .
كيف ان الدين دين جماعة ، وفتوري الحالي وتقصيري في ديني لم يسببه سوى عدم مشاركتي احد لعباداتي .حين يسخر مني احدهم ، اتوجه بامل طفولي وبريئ نحو الاخر ارجوه تأكيد صفو ذاتي ، فيكيل لي المهانة ويوسعني مذلة .
ويتكرر الامر ثم ينتهي بضحك ساخر جماعي .الهي ... ادخل الى قلبي السكينة
السكينة ، زارتني مرات عديدة خلال حياتي واعوامي الثمانية عشر ، الا انها لم تعطني حقي وفعلت كما الجميع ، انكرتني .
ان يؤلمني صدري ، فاضع يدي اليمنى مكان قلبي واضغط بقسوة في حين تنهار دموعي المالحة وتلطخ ملابسي ، هو امر لم اره لاحد سوى جدران هذا المنزل .
وكأنني ادرك ان الجدران تنادي اسمي بلوعة فاضع يدي الحانية عليها واشعر ببرودتها الحادة ، ولكن الامر لا يمنعني من النوم في سريري واضعة يدي على الحائط ، ملتمسة حنان جدران غير عاقلة .
أنت تقرأ
ثمانيةَ عشرَ عاماً من السلام
General Fiction" توقفي عن ترك ذاتكِ المغلوبة ، ابقِ عليها واسنديها ، كرههم لك لن يؤذيكِ ما دمتِ مؤمنة ، يظن البعض أن اولائك المحيطون بِكِ يحبونكِ بعيوبِك ، ولكنك تعلمين .. تعلمين ان احدا منهم لن يكترث لأذيتكِ ، حرمانك ، وحتى موهبتك فتوقفي يا جميلة ، عن ذم وايلام...