خائفة منك. .

1.1K 14 0
                                    

كان ذلك الاسبوع طويلا لكن كاثى تعلمت فيه الكثير تعلمت ان السيد باركو يطلب الاخلاص والولاء من سكرتيرته التى لابد ان تكون سريعه دقيقه ومتيقظه لانه عندما تتدافع دفه العمل وتزداد يتوقع منها البقاء حتى ينتهى كل العمل المكدس السيد باركو يغيب كثيرا فهو اما مسافر لرؤيه والده او مسافر لاسباب وعليها اثناء غيابه كما شرحت جينى ان تهتتم بشؤون العمل التى تزداد بدل من ان تخف فعليها الاجابه عن المكالمات دون ان تستشيره وعليها ان تجيب عل الرسائل بايه اجابه حتى يعودز
انها وظيفه ذات راتب مرتفع ولكن تدفعين الثمن وانت تعملين فهل انت واثقه من قدرتك على تحملها
كان هذا اخر يوم فى الاسبوع وكانت كاثى تتوقع هذا السؤال فاجابت:
استطيع حمل عبء اى شئ قد يعطينى اياه السيد باركو
يسرنى ما اسمعه منك يا انسه لونرغان جاءها هذا الصوت العميق من الباب المشترك ابتسم جريج عندما راى اللون الذى خضب وجنتى كاثى:
جينى مارايك الصريح بقدرات سكرتيرتى القادمه؟
فابتسمت جينى لكاثى وقالت لها :
لن تمانعى فيما لو كنت قاسيه فى صراحتى
هزت كاثى راسها وقلبها يخفق فبعد ان رفضت باصرار الوظيفه فى البدايه انقلب رفضها الى التمسك بها اشد التمسك لانها لن تسمح لها بان تكون قربه فحسب لساعات عديده بل سترضى تصميمها بان تقابل التحدى الذى تحتويه هذه الوظيفه تابعت جينى :حسنا اظنها ستكون مدعاه فخرك
ابتسمت كاثى شاكره والتفتت لتتحدى الرجل الذى قيل له هذا الراى لكن التحدى انقلب الى تساؤل عندما رات النظره الحانيه الدافئه التى كان يرمقها بها هذه النظره التى اختفت قبل ان تتاكد منها وقبل ان تلحظها الشابه التى كانت تراقبهما
تلاشى خوف كاثى من ان تكون لاحظت شيئا يربطهما عندما تنفست الصعداءوقالت: اشكر الله لاننى لم اضطر الى اثاره غضب اى منكما
لقد عنيت ما قلت لم اقصد الاطراء الفارغ
ضحك جريج.....فاجفلت كاثى لسماعها صوت ضحكته التى لم تسمعها منذ تلك الليله فى الفندق قال:
اعرف جيدا انك تقولين مافى زهنك يا جينى واعرف من خلال خبرتى ان كاثى مثلك ايضا ولهذا تكون صراحتك اساس جيد لتدريب سكرتيرتى الجديده
نظرت كاثى بخوف الى جينى متساءله عما اذا كانت سستتساءل عن سر معرفته لاطباع الفتاه التى يفترض انه لم يلتقها الامنذ اسبوع
مرت اللحظه..... ولم يبد على جينى اى حيره......رن جرس الهاتف فاسرعت جينى اليه ورفعت السماعه ثم توقفت ونظرت الى كاثى لتسالها برفع احد حاجبيها عما اذا كانت ترغب فى القيام بعملها
عندما انتهت المكالمه صفقت جينى بيديها قائله:كنت اعلم انك ستتولين العمل بدون اى صعوبه سيد باركو......لقد اخترت رقما رابحا هنا
يوم الجمعه وصلت كاثى الى شقتها لقضاء نهايه الاسبوعالتى شعرت بانها ستكون عطله طويله. كانت تقول لنفسها بانها مجنونه لانها تسمح للامور بالوصول الى الدرجه التى تعتبر كل دقيقه تقضيها بعيدا عن جريج مضيعه للوقت
مرت نهايه الاسبوع ببطء لم تستلم خلالها سوى مكالمه من فيرا التى شاءت ان تعرف فيما اذا كانت كاثى ستمضى فى الوظيفه الجديده قالت لها:لقد كان تقرير جينى عنى ممتاز فهى تظن اننى ساتمكن من القيام بعملى خير قيام
بم تشعرين بشان الموضوع؟
توقفت كاثى لتفكر ثم قالت:الحقيقه اننى فى صراع ساكون فى معركه فرضيه ضد الخضوع لاى كان حتى....السيد ج باركو
فضحكت فيرا: هذا جيد لك اتمنى ان تواجهيه بصبر حتى فى اسوا امزجته التى كما قال رئيسي يملك الكثير منها
قاطعتها كاثى: فيرا....انتى لم تخبرى احدا.....بصدد ماجرى بينى وبينه فى الباهاما
وكيف اخبر احدا عن ذاك الامر الست صديقتك؟ اوه......ايدى يبلغك حبه
شكرا له.....اوه قبل ان تقفلى الخط يا فيرا..... هل شاهدت يوما خطيبته؟لا........هل شاهدها احدا من الموظفين يوما..............ابدا
انا لااعرفها لكن يقال انها بارده متملكه انانيه مستقله اسمها سالينا باترسون اذا احببتى ان تعرفى
الاسم ليس غريبا عنى
ساذكر مايساعدك على تذكرها كانت عارضه ازياء شهيره توقفت عن مهنتها الان بناء على اصرار خطيبها او على الاقل هذا ما يشاع هذا يعنى انها فائقه الجمال
ربما يا عزيزتى اسمعى........يجب ان تتوقفى عن التفكير فى هذا الرجل الذى لايمكن ان يكون لك والدلائل التى تشير الى ذلك عديده وقد رايتها بام عينك
كان على ان اراها ولو كنت عمياء ولكن انت تعرفين ما يقال عن الحب
الحب...... انه شئ لايجب ان تفكرى فيه يا كاثى انت عرفتيه فتره وجيزه فكيف يمكن ان تحبيه......بالله عليك يا كاثى
اجابت كاثى باسى: هذا ماحدث.....هذا ما حدث ساراك انت وادى فى وقت قريب وداعا
بدات صباح الاثنين العمل باندفاع ورغبه سعيا فى الحصول على المزيد من المعلومات عن العمل كان لمخدومها مقاييس معينه متطلبه فى العمل فقد يسامحها على هفوه ما لكن ان تجاوزت ذلك الى اخطاء عديده كان الطرد بانتظارهاولعل هذه الافكار التى كانت تسبب لها ذعرا جعلت يداها تتعرقان حتى تركت الرطوبه اثارها على الرسائل التى كانت تفتحها له
بينما سعت الى تناول منديل تمسح يديها به دخل اليها من كان يسبب لها هذا الذعر نظر الى ماتفعل مقطبا ثم تقدم نحوها فخبات المنديل ونظرت اليه وكانها مذنبه مد يده ليمسك بيدها......... فى الماضى امسك بيدها عده مرات فكان فى كل مره يبعث فيها السعاده اما هذه المره فكانت للفحص:
خائفه انسه لونر غان مم؟ من الظيفه ....من قدرتك على القيام بها ؟ام منى؟
من الثلاثه معا سيد باركو
ابتسمت عيناه دون فمه:الامران الاولان ستعتادين عليهما.... اما الثالث.....
انحنى ليقبل خدها: فيمكن التغلب عليه بهذا
هزت راسها فى محاوله منها للتغلب على السعاده التى امتلكت روحها
اعرف هذا سيد باركو........لكنه ذهب مع رجل كنت اعرفه على جزيره كان رجلا عظيما سيد باركو........ وكنت معجبه به كثيرا وهذا الرجل وانت مختلفان اختلاف الصيف والشتاء
ضاقت عيناه فوضع اصبعه على صدره:هذا يعنى.......ان هذا الرجل هو الشتاء
اجل سيد باركو........لذا فان هذه القبل لم تعد تنفع سيد باركو
بالله عليك توقفى عن مناداتى بالسيد باركو!
خرجت الكلمات من بين اسنانه
تنفست عده مرات لتهدئ نفسها امام غضبه لكننى سكرتيرتك سيد باركو....... اسفه سيدى
بحق الله لاتقولى سيدى فقولها اسوا من ذلك!كم بقى على.......
نعم سيد باركو
ضحكت عيناها دون ان تقدر على منعهما ثم انفرجت شفتاها باول ابتسامه حقيقيه منذ عده ايام فرد ابتسامتها ومد يده ليمسك ذراعيها جاذبا جسدها اليه........ لكن الهاتف ارتفع رنينه فتركها ودخل مكتبه قائلا:بالله عليك!اسكتى هذا اللعين
فاطاعته ثم بعد خمس دقائق اعادت السماعه الى مكانهاكانت مسروره من نفسها لنجاحها فى معالجه امر اولى المكالمات دون مساعدته
فى الصباح التالى انقلبت دنياها راسا على عقب فقد تاخر رئيسها فى الوصولفراحت تعصر تفكيرها لتعلم ان كان قد اعلمها بانه سيتاخر ثم بحثت علها تجد اى مذكره منه بهذا المعنى
فتحت كل البريد ورتبته على امل ان تقدمه اليه لحظه وصوله
تلقت مكالمات من معارفه الذين يرغبون فى التحدث اليه ولما انتصف وقت الصباح ولم يصل بعد فكرت فى جينى التى اخبرتها يوما:مركز عمله الرئيسى ليس فى نيويورك بل فى البانى عاصمه ولايه نيويورك وهى احدى اقدم المدن التى بناها الهولنديون عام 1614 فيها اجمل المبانى المشيده عند ملتقى نهرىموهول وهدسن
اجابتها كاثى يومها: اعرف ان للشركه فرعا هناك
انه ليس مكانا للعمل فحسب بل هو منزل ضخم مرمم على احدث الطرق العصريه واروعها ان العمل فى ذلك الجو رائع
يبدو انك زرته
زرته مرات عديده وكنت ابقى فى بعض الاحيان بضعه اسابيع لكننى لما تزوجت اعترض زوجى على سفرى الى هناك لذلك التزمت بالعمل هنا منذ ذلك الوقت فكان السيد باركو هو الذى ينتقل الى هنا عند الحاجه
تذكرت كاثى كذلك اخر كلمات جينى:قد يطلب منك السيد باركو السفر هناك فهو لايحب ترك خطيبته وقتا طويلا
اخذت كاثرين تدحرج قلما جيئه وذهابا ....... غريب ان هذه المعلومات قد ابعدها عقلها الباطن فى ذلك الوقت احست بها كالسكين فى جنبها
رن جرس الهاتف وسرعان ماعرفت هويه المتحدث:كاثى؟
كانت لهجته قاطعه لهجه الرئيس الى السكرتيره فاستعادت دورها الصحيح على الفورواجابته تبعا لذلك
اريدك ان تجمعى كل الملفات الحاليه والوثائق والبريد وكل شئ له علاقه بالعقد الذى نتعامل به حاليا....
تسارعت خفقات قلبها وابطئت كانها سياره سباق قيد التجربه: حاضر سيد باركو
كما اريد منك ان تعودى الى شقتك لتجمعى بعض ملابسك التى تكفيك مده اسبوعين او ثلاثه..... ثم احضرى الى البانى
بعد وقفه قصيره سالت ببرود:هكذا بكل بساطه سيد باركو؟
بكل بساطه انسه لونر غان.......ستصلك سياره عند الساعه الثانيه.....على ان تكونى تغديت قبل ذلك.....هل فهمت؟
كل كلمه سيد باركو
لم تعترفبانها لم تتكيف بعد مع نمط حياتها الجديد الا بعد ان اقفلت الهاتف والاسوء من هذا انها تعرف انها ستلتقى خطيبه الرجل الذى احبته تلك الخطيبه التى لايحب ان يتركها طويلا حسب قول جينى
كانت الرحله متعبه فالسياره كان عليها اجتياز مئتى كيلو متر لكن ما خفف عنها واراحه ان السائق لم يكن ثرثارا اعلن السائق: اوشكنا على الوصول يا انسه..... سنصعد هذا الطريق ثم نصل الى المنزل هل زرت المكان قبل الان يانسه؟
لا انها المره الاولى ولاشك فى انها ستكون مؤثره
كان المنزل جميلا نوافذه وجدرانه بيضاء اما سقفه فاخضر مثلث امامه مجموعه متصله من السلالم الحجريه تقود الى رواق من الاعمده التى تعلوها القناطر المحيطه بباب الدخل الامامى المغطى بالزجاج المحفور
قالت كاثى معلقه وقد توقفت السياره فى الممر المرصوف امام المنزل: انه من المؤسف ان لايكون هذا المكان منزلا بمعنى المنزل
خرج السائق ليفتح لها الباب : لكنه منزل كغيره من المنازل ياانسه وخطيبه السيد باركو تسهر على ان يكون هكذا اتعنى انها تعيش فيه؟
نظر اليها باستغراب:واين لها ان تعيش ياانسه نسبه للظروف؟
ايه ظروف؟وتاقت لان تعرف ولكن الرجل احس بانه تفوه بما يكفى
ساريك الطريق ياانسه. اشار اليها ان تتسلق السلالم الحجريه المتصله وقبل ان يرفع مقرعه الباب انفتح وظهرت امراه صغيره البنيه تبتسم ثم فتحت الباب على مصراعيه وقالت:هل جئتنا بوجه جديد يا ادوارد
قال السائق:هذه زوجتى باولا انها مدبره المنزل وستعتنى بك .............ساحضر الاغراض من السياره
ماان خطت كاثى الى الداخل حتى اتسعت الردهه التى كستها سجاده دكناء فوقها اثريات اعيد تصنيعها كانت الابواب صلبه كما المنزل نفسه موزعه فى كل الاتجاهات لم تكن الابواب بحاجه الى اغراء الزائرين بفتحها فالايادى تمتد من تلقاء نفسها لفتحها كان السلم الداخلى يقوم بالاعلان عن نفسه بكل جساره يمتد عريضا ومستقيما حتى المنبسط الذىيعلوه لم يكن منبسط السلم فارغا فقد تقدم منها رجل تهدلت ربطه عنقه ورفع كما قميصه رجل يضع يديه فى جيبه دون ان يبتسم وتعبير الضجر على وجه لم يعله الترحيب
سالته مدبره المنزل:
ثلاثه على العشاء الليله سيد باركو؟
فهز جريج راسه......فتركتهما المراه وذهبت قائله:
اخبرينى متى كنت جاهزه انسه لونرغان لادلك الى غرفتك
قال جريج: الحمد لله على وصولك
احست ان قلبها يتوقف عن الخفقان ثم يتسارع لكنه عاد يخفق بطيئا عندما اكمل:
اننى غارق فى العمل حتى عنقى
وضع ادوارد حقائبها عند طرف ردهه المدخل قائلا انه سوف يحضر صناديق الملفات والاوراق فسالت كاثى:
هل تريدنى ان ابدا العمل فورا؟انا مستعده لكننى عطشى
جاءها صوته ناعما وعيناه تلعبان تلك اللعبه الت تلعبها منذ ان وقعت عليها نظراته: انا سعيد لانك مستعده كما اننى انا ايضا احس بالعطش
قال تلك الكلمات ثم وجه نظره الى فمها الممتلئ فلم يكن ما يعنيه بحاجه الى سؤال واحمر وجه كاثى فبد ان هذا ابهجه والتفتت حولها لتتاكد من عدم وجود اى باب مفتوح قد تصل عبره كلماته الى خطيبته لكن من ناحيه اخرى ادركت ان الكلمات بحد ذاتها بريئه لكن التوتر بينهما هو الذى جعل لها معنى قال لها:
المكاتب فى الطابق العلوى ساطلب من باولا ان تحضر لنا صينيه الشاى
فردت عليه بطريقه السكرتيره المخلصه:
سيكون هذا رائعا..........رفع حاجبيه ساخرا من لهجتها
دخل ادوارد يحمل كومه من الصناديق الكرتونىه وسال:
فى المكان المعتاد سيدى؟ثمه المزيد ياسيدى
سال جريج متعجبا : ماذا فعلت يا كاثى هل افرغت مكتب نيويورك من الاوراق؟ احضرت كل ماله علاقه بالعمل كما طلبت على الهاتف
ادركت فى هذه اللحظه كم بدا كلامها عدائيا فاضافت:.................سيدى
نظر اليها جريج بقساوه واشار اليها لتتبعه اما ادوارد فانتظرهما احتراما حتى وصلا ثم تسارعت خطواته وهو يقول:رحله واحده اخرى وانهى هذا العمل
قاد جريج كاثى الى غرفه كانت يوما دون شك غرفه نوم مربعه الشكل ذات نوافذ وستائر ثقيله يزين سقفها رسوم اما جدرانها فمكسوه بالخشب اللماع حتى منتصفها وقد علقت فوق الخشب اللوحات الثمينه
التقط سماعه الهاتف ليطلب الشاى ومن ثم قال: بامكانك الان التخلى عن مناداتى سيدى
جاءتها تعليماته صارمه فاستدارت لتواجهه فقال: اذا سمعتك تنادينى بهذا الاسلوب ثانيه...ساخفض راتبك......هل تفهمين؟
لاحظت ان قبضتيه مشدودتين وفكه مرفوع بتحد ملؤه الغضب
ماذا فعلت حتى تنظر الى هذه النظره؟عندما دعوتك سيدى لم اكن اقصد الاهانه حتى وان اعتبرتها كذلك ارجوك دعنا ننسى الماضى ماحدث بيننا انتهى..........ولم يحدث شئ فى الواقع اليس كذلك؟ لقد كان لديك العقل الراجح للتوقف..........ولو لم تفعل.........
لابد اننى كنت مجنونا عندما رفضت دعوتك
اخذت كاثى تتوسل :ارجوك جريج دعنا ننسى الماضى لقد انتهى...انتهى اليس كذلك؟
لكن قلبها المضطرب صاح بها لايمكن ان ينتهى ابدا
رد عليها بصوت عميق : الماضى لايموت ابدا كاثى بل انه يميل الى ان يشتد ظهوره مع الايام
يجب ان ننسى والا كيف ساتمكن من متابعه عملى لك
سارت نحو طاوله اصغر من الطاوله التى يجلس عليها الان ثم عادت اليه:
لست افهمك........لديك خطيبه جميله كما قيل لى...........ام انها بارده؟ فقررت ان تجعلنى.............
قرع الباب ثم دفعه ادوارد بقدمه حاملا الصناديق:اسف لتاخرى سيدى لقد اوقفتنى باميلا تسالنى عن شئ سخيف وهى ستحضر لكما صينيه الشاى خلال لحظات
قالت كاثى متجنبه النظر الى جريج:سافتح الصناديق
نظرت عبر الباب الى الغرفه المجاوره فراتها هى غرفه صغيره كانت دون شك غرفه طفل اما الان فهى تحوى طاوله حديثه فوقها طابعه اليكترونيه وفيها ثلاث مقاعد مختلفه القياس وبالقرب منها طاوله عليها اله استنساخ اذن ستكون هذه غرفتها
لم يمض وقت طويل حتى دخلت باميلا تحمل الصينيه التى وضعتها على طاوله كتابه قرب احد النافذتين
هاك انسه لونرغان بامكانك الان اطفاء عطشك ساصب لكما اول فنجانين.........اتسمحين؟ثمه بعض البسكويت اذا اردت جربيها.........انها صناعه منزليه
قال جريج:هى من صنعتها فاحذرى رفضها يا كاثى
فضحكت باميلا وهى تتجه نحو الباب :انت دائما تبدى الاعجاب بطبخى سيد باركو
تركتهما واغلقت الباب وراءها
التقط قطعه البسكويت ورفعها الى فمها ثم قال امرا: افتحى فمك
فضحكت وراقبها وعيناه تلمعان بابتسامه
خذى قضمه ولكن من البسكويت لامن اصبعى
بدا وكانهما يعودان بالزمن الى الوراء حيث كادت كاثى ترى امامها السماء الزرقاء وتحس باشعه الشمس القويه التى لاتلطفها سوى الريح التى تهب من البحر احست بالدفء وكانه يداعبها
عندما زال الحلم شاهدته وقد توقف عن النظر اليها ناظرا الى الطبيعه بالخارج اذن لقد كانت وحدها فوق الجزيره
جاءها صوته بعيدا: ارغب فى اكما اكبر جزء من العمل المتاخر هل لكى ان تنجزيه فى وقت قصير
ردت بكلمات لارنين لها:اجل سيد باركو
ادخل ادوارد راسه من الباب:
العشاء جاهز سيد باركو سيقدم بعد اربعين دقيقه كما قالت لى باميلا
رفع جريج يده ليصرفه فالتفت الى كاثى مبتسما وكانه متعود على هذه المعامله القاسيه فاعادت له الابتسامه وعندما سحب راسه وجدت ان جريج كان ينظر اليها فمه مشدود بابتسامه ساخره لكنه لم يتكلم قالت له بعد برهه:هل ترتدون ثيابا للعشاء سيد باركو
فرفع نظره عما يقراه:
انا ارتدى ثيابا فى كل مناسبه انسه لونرغان باستثناء التى تذكرينها
اصطبغ وجهها بالاحمرار فغضبت من وجنتيها لانهما فضحتا حرجها
مااعنيه هل ترتدون ثيابا طويله؟
تساءل ساخرا :هل ارتدى انا ثيابا طويله
ادركت ما قالته فالثياب الطويله تعنى الفساتين ارتد راسها الى الوراء ضاحكه
اسفه لم اكن اقصد هذا
اشكر الله على هذا لاننى قلقت على نفسى
بدا للحظات وكانه ذاك الرجل الذى عرفته باسم جريج والذى احبته مال الى الامام قائلا:
اجل..اتوقع منك ارتداء ثوب طويل للسهره كان يجب ان اخبرك بهذا مسبقا فخطيبتى تصر على هذا فهل احضرت ثوبا معك؟
لحسن الحظ نعم فلو لم افعل لاضطررت لارتداء ثوب النوم الطويل اليس كذلك سيد باركو
سجل عليها نقطه سريعه ساخره:
هل عدت لارتداء ثياب النوم انسه لونرغان
فوقفت كاثى تلعن الساعه التى اعتاد فيها خدها على الاحمرار:
هل لى ان اذهب لاحضر ثيابى الان........ارجوك؟
هل تعرفين اين غرفتك ساوصلك اليها بنفسى
احبت كاثى الغرفه ما ان راتها فتجاوزت حقائبها لتتقدم الى الابواب المفتوحه للشرفه وضمت يديها معا مبتهجه برؤيه المنظر الذى واجههابدت فى نهايه موجه منحدره زرقاء مياه نهر الهدسون تحيط به ستاره من الشجيرات الصغيره الشائكه بالقرب منها مبنى خشبى قديم وعلى سطح التله قطعه من ارض مشجره تشكل غابه صغيره
التفتت الى داخل غرفه النوم كان فيها طاوله كتابه وخزانه وجوارير وعلى احد جانبى السرير مراه وفوق السرير المزدوج مصابيح لها مفاتيح متدليه وفى مواجهته طاوله زينه تعلوها مراه اخرى نظره واحده الى الحمام اعلمتها انه يحتوى على كل شئ يجب ان يحتويه الحمام فقالت لجريج بابتسامه سعيده:
لن انال غرفه اجما!اخالنى ساتمتع بالعمل والعيش هنا
استخدمى ماشئت اسبحى وتشمسى قرب الكوخ الشمسى
واضيع فى الغابه؟
معى علمت ان تلك الكلمه كادت تنطقها شفتاه لكنه عاد فاحتفظ بما كان سيقوله اراد ان يقول لها
ضيعى معى ياكاثى ضيعي نفسك في
اخيرا جذبها اليه فعاودتها فورا ذكرى تلك الغرفه فى الفندق كان ليديه فى كل حركه تخطوهما مطلب جالتا على كل حناياها الى ان اجبرتاها على الاسترخاء
اطبقت ذراعاها على عنقه اما يداه فطفقتا تسيطران عليها تجذبانها وتدنيانها اليه حيث كانت حراره رغبته الملتهبه تشعل جسدها وتعيده الى الحياه رغبته طرقت باب رغبتها التى حاولت جاهده ان تبقيها بعيده لكن قوته كانت اقوى منها ومن مقاومتها التى تغلب عليها بسهوله
جريج ارجوك توقف!اين حكمتك التى ابديتها ليله تركك للجزيره
فلتذهب تلك الحكمه وضبط النفس ذاك الى الجحيم
تركها متوترا وكانها هى المذنبه وكانهاهى من وضع الحصار والقيود على حبه لها قالت بتعاسه محاوله اخفاء المها: خطيبتك تنتظرك اليس كذلك؟
ابتعد عنها ثم قال ببرود امامك عشرون دقيقه قبل العشاء
ثم اغلق الباب وراءه
اخبرتها نظره واحده الى المراه بثلاثه اشياء اولا ان هذا الفستان رائع الطراز يناسبها وثانيا انها جميله والثالثه والاهم ان هذا الفستان لايناسب مطلقا عشاء روتينيا فى منزل فخم
عينا المراه الشابه التى كانت تجلس على مقعد فخم يتسع الى اربع اشخاص اخبرتها بوضوح ان هذا الفستان لايناسب العشاء
دخلت كاثى الغرفه بعد ان لاحظت ان الباب مفتوح:
تفضلى انت سكرتيره غريغورى الجديده
توقفت المراه عن الكلام ثم اردفت بعد ان رات الحيره على وجه كاثى
لاتحارى فى امرك فانت شاهدتنى اكثر من مره على غلاف المجلات وداخلها وفى عرض الازياء اذا كنت تحضرينها
اذكر انسه باترسون فلطالما اعجبت بجمالك
لم ترد الاطراء بل استدار راسها بكبرياء وكانما المراه لاتود ان تعرف هذا
ربما هى تريد ان تنسى انها كانت عارضه بعد ان اصبحت خطيبه جريج ثم لماذا دعته غريغورى
هذا الفستان لايناسب عشاء فى هذا المكان هل ظننت نفسك ذاهبه الى حفله يحضرها عليه القوم
كان السؤال مهينا لكن كاثى وجدت صعوبه فى منع ابتسامه:انا اسفه لكننى عندما وضبت ثيابى للمجئ لم افكر فى اننى سارتديه هنا ذلك اننى لم اكن اعرف القاعده
ايه قاعده؟من قال لك ان للامر قاعده
ج..............السيد باركو
هل يسال احد عنى؟
جاءهما السؤال من جهة الباب فاستدارت كاثي وقد احمر وجهها:لا..............ولكننى................
قاطعت سالينا باترسون تفسير كاثى وامتدت يداها الى جريج:
حبيبى.......كانت الانسه لونرغان تجيب عن سؤالى بشان من اخبرها على القواعد
تبادلت كاثى معه النظرات بدا وكان فيهما مايخبرها انهما كسرا التقاليدمنذ نصف ساعه
اجتاز الغرفه مشيرا الى كاثى بالجلوس ثم اخذ يد خطيبته وانحنى ليقبل خدها ضربت على المقعد المجاور لها: اجلس بقربى ياحبيبى لقد احسست بالهجر طوال النهار
اسف على هذا
وقف وراءها واضعا يده على كتفيها فارجعت راسها الى الوراء لتنظر اليه:هه........كم هذا لذيذ.....دلك كتفي يا حبيبى فانا احس بالحاجه الى الاسترخاء
رات كاثى انها ليست بحاجه الى اهتمامه والى العاطفه فهى تبدو مسترخيه كقطه خامله
لما حاولت قراءه تعبير وجهه شعرت بانها تقرا رساله سمعت صوت سالينا تقول له:
حبيبى انك تؤلمنى هل تفكر فى عملك المتعب منتقما منى
رفعت كاثى عيناها اليه لتكتشف مصدومه ان عيناه لاتفارقان وجهها لكنه اجابها باختصار:
اجل.....كنت افكر فى متاعب عملى........كاثى هل ترغبين فى شراب
احتجت سالينا بصوت اجش:
حبيبى........اليست العاده ان تسال خطيبتك اولا؟
اعتذر ولكننى اعرف ذوقك وما قد تطلبين ولاحاجه لى الى السؤال؟
تساءلت كاثى اين كان يخبئ مثل هذا الحديث الناعم عندما كان معها عندما كان ملتحيا فظا فى تفكيره وفعله
كاثى؟
هاهى خشونته قد عادت وصدمتها بشكل اقصى لانها تلت الحديث الناعم الذى حدثها به لم تجيبى
هل تريدين الشراب المعتاد
راجع نفسه فورا اما هى فقد التقطت انفاسها لتجيب:
اجل......ارجوك يا.......
التقطت انفاسها ثانيه قبل ان يخرج تصغير اسمه من فمها وهنات نفسها لان سالينا لم تلحظ شيئا لكنها التفتت الى خطيبها وعلى وجهها تقطيبه
لماذا تذكر اسمها فقط وكانما هى شخص مميز لديك
فسارعت كاثى الى الاجابه:اعتقد ان سكرتيره المرء الخاصه هى دائما مميزه قليلا بالنسبه لرئيسها اليس كذلك انسه باترسون؟
ثم تابعت سالينا بحيره: لقد كان ينادى جينى باسمها انما بطريقه عاديه
اخذت كاثى تكلم نفسها :لان هذا الرجل ليس رئيسى فحسب بل هو حبيبى فكيف يتوقع احد الااشعر بشئ تجاههاو ان اتظاهر امام زوجه المستقبل بانن لم نلتق قبل ان اصبح سكرتيرته
عندما مدت يدها لتناولف كاس الشراب من يده كانت يدها يرتجف فكان ان امسكه معها لحظات ليثبته بيدها ثم قالت ونظراتها مستقره على الشراب الى ان امسكته بقوه: شكرا
علق بعفويه وهويتراجع ليجلس بقرب خطيبته:اظن افكار سكرتيرتى كانت بعيده عن هنا ربما كانت تتذكر ايام عطلتهاالى اين ذهبت هل قلت الى جزيره نيو برفيدانس؟
صعب عليها ان تنظر الى الرجل الذى يضربها بهذه القساوه ولو فعلت لاعطت الفرصه للفتاه المراقبه المنتظره معظم اسرارها وشوقها
سالت سالينا: اليست هذه الجزيره الرئيسيه فى جزر الباهاما؟لقد كنت هناك مؤخرا ياحبيبى اليس كذلك؟عجبا كيف لم تلتقيا لايمكن ان يكون المكان واسعا هناك الى هذه الدرجه
فسارعت كاثى الى القول لم نكن نعرف بعضنا انسه باترسون
لكنك تعملين فى الشركه وهذاواضح
رد بسهوله: انها شركه كبيره الاتذكرين وكاثى كانت تعمل فى قسم مختلف جدا منها وكاثى كانت تعمل فى الجانب الانسانى منها فى الطبابه والصحه ومشاكل الموظفين
هزت كاثى راسها بقوه اكثر من اللازم : شؤون الموظفين نحن نحاول ايجاد الراحه للناس احيانا كنا نعالج مشاكلهم الخاصه وكنت اتمتع بهذا
لماذا تركت القسم اذن؟
فنظرت الى جريج ولكنه كان يغمض عينيه وعلى فمه ابتسامه اجيبى على هذا لو استطعت
انها اوامر الرئيس
لمعت عيناها بالانتصار بعد ان فتح عينيه ردت الكره الى مرماه فالتقطها بسرعه
لقد احتجت الى سكرتيره جديده وقمت بتحقيق سرى عن السكرتيرات العاملات فى الشركه وعن مؤهلاتهن فكان ان تلقيت تزكيه عن الانسه لونرغان.....وهاهى تشع امامى
لم تلحظسالينا جو التوتر الذى ساد فوضعت يدها على ركبه جريج ثم قالت له: اتسمح ان تكون حملا وديعا فتحضر لى البوم الصور
لم تستطع كاثى اخفاء ابتسامتها فهى لم ولن تتصور جريج حملا وديعا امام اى كان انتظرت ان تسمع منه رد احضريها بنفسك او ما شابه ولكن ما اذهلها انه فعلا لعب دور الحمل الوديع فقام باحضار الالبوم المطلوب
جاء دور كاثى لتلقى الاوامر:
انسه لونرغان نظارتى هناك هل لك ان تحضريها
اصاب كاثى ذهول جعلها تستجيب الى ذلك الطلب باذعان
اهذه الكبرياء التى تظهرها نتيجه خطوبتها لاكبر المساهمين فى شركه ايستمان كوربريشن اهذا الطغيان الساحق هو مايرغب به جورجيو باركو فى شخصيه زوجته المستقبليه
اذا كان هذا صحيحا فمن الجيد انها نجت بنفسها ولكن هل نجت حقا
راحت تحدق باعجاب حقيقى الى الصور التى تكشف جمال قسمات وتقاطيع العارضه سالينا باترسون التى اغمضت عينيها بعد ان انهت الالبوم وضمته الى صدرها وكانه دره ثمينه
لقد طلبت طبع هذه النسخ لقد صنعت لسبب خاص
عادت كاثى الى مقعدها وقالت معلقه:
لا افهم كيف اجبرت نفسك على ترك العمل
لاحظت تصلب جريج واستدار راس سالينا اليها:
الاتعرفين.........احقا لاتعرفين
ليس لدى ادنى فكره انسه باترسون
لماذا خفق قلبها بهذه السره
سمعوا طرقا على الباب ودخل ادوارد:
باميلا تقول ان العشاء جاهز ياسيدى
وقف جريج كذلك وقفت هى محاوله حل لغز الرساله الغريبه فى نظرته وتقدم لا ليقود خطيبته الى الباب بل ليتجاوزها وينحنى خلف الاريكه ملتقطا عكازين ارتفعت يدا كاثى الى حنجرتها واندفع الدم فى عروقها بعد ان راته يمسك خطيبته من تحت ابطيها بلطف وتؤده لتقف ثم دفع العكازين تحت ذراعيها
حدقت سالينا الى كاثى بشئ من التحدى ثم قالت بمراره:
هل تلقيت الاجابه عن سؤالك الان
رفعت نظرها الى خطيبها ثم بدات تقدمها البطئ المؤلم ناحيه الباب
************
انتهى الفصل السابع

بحر الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن