التقدير

320 19 1
                                    

#قصة_جميلة
    #الـتقـديـر

كان لأحد التجار الكبار خادم طيب يسعى جاهدًا أن يحصل على رضا سيده الذي طالما يوبخه لسوء تصرفه..

ذات يوم فكر هذا التاجر أن يتخلص من خادمه الذي أعتبره ساذجًا لشّدة طيبته.. ولكن عليه أن يفكر في أمر يخرج نفسه من دائرة الحرج أمام الأخرين عند طرده لخادمهِ.. ولكن كيف ؟ فكل ما يطلبه منه مجاب..

في ليلة شتاء دخل الخادم الغرفة التي تخص سيده.. واضعًا ثياب التاجر على مقربه من النّار للتدفئة.. حينها سمع صوت صراخ من الجار المجاور فذهب مسرعًا ليرى مالخبر ؟

فعاد بعد فترة ليست طويلة وإذا به يرى تلك الثّياب الخاصه لذاك التّاجر قد أكلتها النّار.. فاحس بالحرج.. وعندما علِم التاجر بخبر حرق ثيابه شعر بأنها فرصة للتخلص من هذا الخادم المسكين..
وبالفعل أمربطردهِ وهو مستبشر النفس..

بعد مدة أحضر خادم آخر.. كان خادمه الجديد ذكي جدًا ولكن لاحظ أن إحتجاجته كثيرة.. تأخيره.. إهماله.. فقرر أن يتخلص منه هو أيضًا ويحضر خادم أخر.

الشيئ الذي لاحظه أن كل خادم ياتي به لا يكترث بأمور سيده التاجر.. ولا بالسعي جاهدًا لرضاه.. فتذكر طيبة ذاك الخادم الذي طالما تحمل شدته وحدة كلامه معه ليس إلا أن يكون صاحب نفس تغمرها الوفاء والطيبة.. فقرر أن يبحث عنه.. فعلم أن خادمه السابق يعمل لدى إحدى الأثرياء..

فذهب له طالبًا منه أن يعود لخدمته ووصف مدى حاجته له..
فردعليه قائلاً له : لقد جئت متأخرًا.. أنا سعيد بعملي الآن ياسيدي وأرى من الغير اللائق أن اترك من أعتبرني أخًا له وقدرني كإنسان.. تستطيع أن تبحث عن غيري فهناك أّناس طيبين..

نظرالتاجرلذاك الخادم الطيب وهو محرج.. فتركه وهو نادم على تصرفه معه

الشيئ الجميل أن نقدر الاشخاص الاوفياء ونحترمهم
ولن نطالبهم بالكمال حتى نرضى عنهم.. وإن كانوا بسطاء.. فالنّفس الطيبة تحمل كل خير فيها.. فلا نبعدهم عنا لأن من الصّعب إستردادهم

قصص وعبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن