شخصيته

861 14 1
                                    

نشأ أكبر أميّاً بسبب أوضاع والده السياسية وافتراقه عنه، ولكنه كان على قدر كبير من الذكاء وقوة الملاحظة والذاكرة والتأمل، والرغبة في الإصغاء إلى العلماء ومناظراتهم. فآمن بحرية الرأي والبحث، واندفع بعد اطلاعه على المسائل الفلسفية والأفكار الصوفية للوصول إلى الحق المجرد، والتمس ذلك بالسعي لمعرفة ماعند الديانات الأخرى، فتُرجم له الإنجيل وكتب الديانات الهندية. وآمن، للوصول إلى هدفه، بضرورة التسامح والابتعاد عن القسر والإكراه، وأن الأديان جميعها رموز تمثل الأسرار المحيطة بالكون. وكان يمضي أوقاتاً ينفرد فيها في أحد الكهوف للتأمل والمناجاة. وأسس في عاصمته «فاتح‌پور» (جنوب غرب أگرا) دار العبادة (عبادة خانه) (983هـ/1575م) لعقد المناظرات بين ممثلي مختلف الديانات. وبعد عشرين عاماً من حكمه مسلماً تقياً انتهى الأمر به إلى وضع دين جديد دعاه «دين إلهي» كان مزيجاً من الديانات التي في الهند يقوم على الاعتقاد بإله واحد، رمزه الشمس والنار، وأن السلطان هو ظل الله في الأرض والمجتهد الأكبر. وعلى أتباع الدين الجديد الامتناع عن أكل اللحوم والبصل والثوم. وجعل يوم الأحد يوم دخول الناس في هذا الدين، كما وضع تقويماً جديداً يبدأ من تاريخ توليه العرش. وعلى الرغم من نجاح أكبر في تخفيف التعصب بين رعيته ودفع غالبية الهندوس إلى الالتفاف حول الدين الجديد، فقد لقي مقاومة شديدة من المسلمين ومن بعض الهندوس.

كان رأي أكبر في الإسلام أنه يستحق الاحترام لكنه أصبح دين عتيق لا يصلح لهذا الزمان المزدهر وكذلك الهندوسية ويجب أن يعمل علي دين جديد يناسب عصره.

كان أكبر حاكماً رحيماً حكيماً, وكان ذا أفكار جديدة, وكان ذا رأي صائب في معرفة الناس.

حياة الملك جلال الدين محمد أكبر وزوجاتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن