كان هذا الدين الإلهي مصدر كراهية شديدة له في نفوس إخوانه في الإسلام،حتى لقد انتهى الأمر بهم مرة إلى شق عصا الطاعة علناً، وإثارة الأمير جهانكير على أبيه بحيث أخذ يدبر له المكائد ُخفْية؛ وكان مما أثار القلق في نفس الأمير أن أكبر قد ظل يحكم البلاد أربعين عاماً، وأن بنيته لم تزل من القوة بحيث لا أمل في موت قريب يصيبه؛ لهذا حشد جهانكير جيشاً من ثلاثين ألف فارس، وقتل "أبا الفضل" مؤرخ القصر وأحب الأصدقاء إلى نفس الملك، ثم أعلن نفسه إمبراطوراً؛ لكن أكبر حمل الأمير الشاب على التسليم، وعفا عنه بعد يوم واحد، غير أن خيانة الابن لأبيه عملت على قتل صديقه، وحطمت قوته النفسية، وتركته فريسة هينة للعدو الأعظم حتى لقد تنكر له أبناؤه في أواخر أيامه وبذلوا جهدهم كله في النزاع على العرش، ومات أكبر فلم يكن إلى جانبه إلا طائفة قليلة من أصدقائه المقربين- مات بمرض الديسنتاريا، أو مات مسموماً بتدبير جهانكير على اختلاف الآراء في ذلك، وجاء الشيوخ الدينيون إلى فراش الموت يحاولون أن يردوه إلى الإسلام، لكنهم منوا الفشل؛ وهكذا قضى الملك دون أن يجد من يصلي على روحه بين أنصار أية عقيدة أو مذهب.[4]
أنت تقرأ
حياة الملك جلال الدين محمد أكبر وزوجاته
Historical Fictionالميلاد24 يناير 1547 الوفاة27 أكتوبر 1605 (58 سنة) أغرة مواطنة: إمبراطورية مغول الهند الديانة:الإسلام الزوجة:جودا باي رقية سلطان بيغوم سليمة سلطان بيغوم (1561-) أبناء:جهانكير الأب:همايون تعديل جلال الدين محمد أكبر هو أحد السلاطين المغول الكب...