الفصل الرابع

60.1K 1.3K 14
                                    

مواجهه الاسد

الفصل الرابــــع :

اتسعت حدقتـا عينيها وترى جثة شخص مُلقاة علي الارض والدماء من حوله، كان يتأوه من شدة الألم، وضعت يدها علي فاهها وهي مصدومة كثيراً وترتجف من الخوف ايضاً بينما صُدم عمر هو الاخر من وجودها امامه ثم اقترب من ذاك الشخص بسرعة ثم اتكأ وجس نبضه ليتأكد ان كان مات ام مازال علي قيد الحياة ليجده مازال يتنفس، تنهد ثم حمله علي كتفه وسط انظار شهد المعلقة عليه ثم خرج به خارح المنزل وكان امام البوابة فأنزله وفتح الباب ثم تنهد واتكأ وحمله مرة اخرى وسار بأتجاه الخارج وسار بخطوات سريعة قدر ما يستطيع وهو يتلفت حوله ثم رماه علي الارض وهو فاقد الوعي واستدار ليعود لمنزله ، وصل امام البوابة الخاصة بمنزله ثم دخل واغلق الباب خلفه واتجه للداخل وهو يبطئ خطواته حتي وصل امامها ليجدها كما هي تقف مصدومة من هول ما رأت ، تقدم اكثر منها وهي ترجع للخلف بخوف ، اقترب اكثر وهو يقول بصوت أجش ..
_ انتِ خايفة مني ؟
اومأت هي برأسها بخوف شديد فهي ولأول مرة تقف امام مُــجــرم ! في نظرها
ابتلعت ريقها بخوف وشعرت ان حلقها جف ثم ردت بــ :
_ انا عايزة امشي من هنا
نظر لها بنظرات غير مفهومة ثم تابع بأستنكار قائلاً :
_تمشي من هنا ؟!
اومأت برأسها مؤكدة وهي ترجف كلما تذكرت شكل الرجل وهو ملقي امامها جثة هامدة ، انهارت فجأة علي الارض وهي تبكي ويعلو صوت شهقاتها ، لم يتأثر هو ابداً ثم تابع بنبرات جامدة قائلاً ..
_ مافيش مبرر يخليكِ تمشي
صمتت عن البكاء عندما سمعت جملته ثم نهضت وحدقت به بغضب ثم صاحت قائلة :
_ مافيش مبرر اييية انت مجنون انا شوفتك قتلت واحد ادام عيني يا مجرم
جز هو علي اسنانه والغضب قد تملك منه واحمر وجهه من شدة الغضب فأقترب منها وامسك كفها وهو يغضط عليه بقوة قائلاً :
_ اياكِ تتجرأى وتتكلمي معايا كدة
ثم زمجر بصوت عالي ..
_ ساااامعة ولا لا
كانت دموعها تسقط بغزارة وهي متألمة من ضغطته وتحاول ان تبتعد ولكن بالطبع القوة الجسمانية تختلف ، تأوهت هي بألم قائلة :
_ آآه ساامعة بس آآ ابعد
تركها وهو ينظر لها نظرات نارية وهى ولأول مرة منذ ان رأته تشعر بالخوف والرهبة منه مثل الان، رجعت بخوف اكثر للخلف وألقي هو نظرة اخيرة عليها ثم نظر لملابسه التي يملؤها الدماء ، دماء ذاك الرجل ثم استدار تاركاً اياها وسط صدمتها التي لم تزول

__________________
في منزل رضوى ،،،

حدقت رضوى بوالدتها بصدمة فهي لم تتخيل ان تجبرها والدتها علي اى زيجة ، هتفت بنبرات مختنقة قائلة ..
_ انا عارفة انكم ملكمش ذنب في اختياراتي المتخلفة بس انا خلاص ماعدتش عايزة اتجوز يا أمي
نهضت والدتها من علي الاريكة بعصبية مفرطة قائلة :
_يعني اية ماعدتيش عايزة تتجوزى يا ست رضوى، لا فوقي قولتلك هتتنيلي وتتجوزى وفـ اقرب وقت كمان

كادت رضوى تبكي ثم اردفت بجدية قائلة ..
_ طب علي الاقل الفترة دى سيبيني
اغمضت والدتها عيناها كأنها تذكرت شيئاً ثم تابعت بجمود ..
_ انا قولت الي عندى
ثم التفتت لتغادر ولكن توقفت للحظة واستدارت نظرت لرضوى قائلة ..
_ واعملي حسابك ان العريس واهله جايين الخميس الجاى فهمتي
اومأت رضوى برأسه ثم اكملت الام سيرها تاركة رضوى خلفها انفجرت في البكاء الحاد وهي تتذكر ذلك الماضى المؤلم الذى لطالما تمنت ان تنساه وللأبد ، كانت في الغرفة المقابل للصالون تجلس مها وهي تتصنع انها تنام بجوار طفلها ولكن كان غرضها ان تتسمع الي حديث والدتها مع اختها الصغرى، نظرت لها بشماته ثم خبطت برفق علي " سيف " وقامت بتغطيته ثم نهضت متجهه للخارج بعد ان اغلقت الباب ..
_ ما توافقي بقا وتخلصينا
هتفت مها بتلك الجملة وهي تجلس بجانب رضوى التي لم تكف عن البكاء لحظة ، نظرت لها رضوى وهي تحاول ان تتوقف عن البكاء ثم ردت بــ ..
_ ارجوكِ يا مها ، الي فيا مكفيني
جزت مها علي اسنانها بغيظ قائلة ..
_ وهو انا قولت حاجة ياختي ، بنات توكس بصحيح
نهصت رضوى بنفاذ صبر من الأريكة ثم اتجهت نحو غرفتها وهي تتنهد بأختناق

مواجهة الأسد .. بقلم / رحمة سيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن