الفصل الثانى

76.9K 1.5K 52
                                    

صرخت بذعر قائلة : عمرررر
حينما رأت رجال كثيرون يشبهون الديناصورات بدرجة كبيرة ووجههم مشوه ، ممسكون بالأسلحة في يدهم موجهه نحوها ، شعر انها تكاد تفقد وعيها الان، اصبح جسدها يرتجف بقوة،  سمع عمر صوت صراخها العالي فأنتفض من نومه فزعًا بسرعة لانه اعتاد علي ذلك ( لا ينام براحه ابداً ) نهض من علي الفراش بسرعة وفتح الباب ثم ركض علي السلم بأسرع ما لديه والافكار السيئة تطارده ، وجدها تقف امامهم كالصنم محدقة بهم خشيةً من اى حركة تهور تكاد تودى بحياتها، اقترب منهم وهو ينظر لهم بتوعد ثم نظر لها بجمود وهتف قائلاً ..
_ انتوا جاين لية ؟
اجابه احد الرجال بصوت أجش قائلاً : حاتم بيه بيقولك رد علي تليفوناته وتعالي معانا
زفر عمر بضيق وهو يفكر لدقائق ومسح علي شعره ثم تابع بنبرات مختنقة ..
_ ماشي ، روح وقولوا جاى وراكوا
نظر له الرجل بجدية قائلاً :
_  بس آآ
قاطعه عمر بحركة بيده قائلاً بصرامة ..
_ قولت جاى وراكوا غوور
نظر الرجال لبعضهم بحيرة ، هل يخلفوا اوامر رب عملهم او يظلوا هكذا ويلقنهم عمر درساً لن ينسوه ابداً ، حسم احدهم الأمر قائلاً بصوت آمـر ..
_ يلا يا شباب نمشي وهو جاى ورانا
انصت له باقي الرجال واستداروا جميعاً وذهبوا بهيبة كما آتوا
في حين استدار عمر هو الاخر ونظر لتلك الفتاة التي لم تسلم من الخوف منذ ان رأها ، تنهد تنهيدة تحمل الكثير ثم قال بسرحان :
_ انا عارف انك خايفة جداً طبعاً و..
قاطعته هي بصوت اشبه للبكاء قائلة ..
_ مييين دول ، ولما انت بتتعامل مع الناس الي زى دى جبتني هنا لية !!
نظر لها وصمت فلم يعرف ماذا يقول لها وهي مازالت غريبة بالنسبة له حتي الان ، حدق بالفراغ ثم اجاب بجمود ..
_ حاجة ماتخصكيش
ثم استدار وكاد يذهب إلا ان اوقفه بكاؤها وشهقاتها وصوتها الجمهورى وهي تقول ..
_ انت اييية يا اخي، من ساعة ما شوفت خلقتي وانت بتعاملنى كأنى ليك طار عندى ، انا هأمشي من هنا
اغمض عيناه وفتحهم وهو ينظر حوله ويعض علي شفتيه حتي يتمكن من التحكم بأعصابه ثم رد بــ :
_ مش بمزاجك يا حلوة
ثم اكمل طلوعه الي الاعلي ببرود كعادته منذ ان رآها ، في حين حدقت به هى بصدمة فماذا يعني بـ ( مش بمزاجك ) ، هل سيجبرها ويجعلها سجينته دون إرادتها ، يا الله ماذا فعلت بنفسي ، جئت الي الموت بقدمي كما يقولون ، ظلت ( شهد ) تحدث نفسها هكذا وهي تجلس علي الأريكة في الاسفل بعد طلوع عمر حتي غاصت في نوم عميق ....
__________________

كانت رضوى تحت عمارة منزلهم وهي ترتدى زى إسلامي كامل عبارة عن إسدال من اللون الأسود يغطيها حتى كاحليها، وخمار من اللون النبيتي الغامق ، كانت تسير لتدخل باب العمارة بهدوء ، وسيدة ما تسكن بالعمارة المقابلة لهم رأتها وهي تهم بالطلوع فتعودت ان تلقي ببعض الكلمات التي لا يقبلها اى شخص ونظرت لها بغيظ قائلة :
_ اية يا رضوى عاملة اية بالشوال الي انتِ لابساه دا ؟
اغمضت رضوى عيونها وفتحتها بكل هدوء وردت بضيق قائلة ..
_ الحمدلله رب العالمين ، شكراً علي سؤال حضرتك يا طنط
مطت السيدة شفتيها بعدم رضا وهي تتسائل كيف تتقبل رضوى هذا الكلام بصدر رحب هكذا ، بينما اكملت رضوى صعودها الي منزلهم ووصلت امام باب المنزل ثم دقت جرس المنزل ، بعد ثواني فتحت لها مها الباب بوجه عابس كالعادة ، لم تعلق رضوى علي هذا وردت السلام ..
_ السلام عليكم ازيك يا مها
رفعت مها احد حاجبيها واجابتها بأمتعاض قائلة :
_كويسة
ودلفت رضوى الي الداخل ووزعت انظارها في ارجاء المنزل بحثاً عن والدتها فلم تجدها ، نظرت لـ مها وهتفت بتساؤل ..
_ اومال فين ماما يا مها مش شيفاها ؟
نظرت لها مها ثم اجابتها بخبث وهي تجلس بجانبها علي الأريكة بـ ..
_ راحت تشوف واحدة صاحبتها وجاية
اومأت رضوى رأسها ثم خلعت خمارها وسط نظرات مها التي لم تريحها ابداً ، ثم نهضت من الأريكة متجهه لغرفتها ، فأوقفتها مها بنبرة جامدة قائلة ..
_ ماتناميش عشان ماما اما تيجي هتقولك خبر حلو اووى
التفتت رضوى ونظرت لها بتعجب ثم ردت بأستنكار : خبر اية دا ؟
رفعت مها كتفيها وهي تمط شفتيها قائلة : ماعرفش ، اما تيجي هنعرف كلنا
هزت رضوى رأسها موافقة واكملت متجهه لغرفتها وهي تفكر فيما يمكن ان يكون هذا الخبر يا ترى !
_________________

مواجهة الأسد .. بقلم / رحمة سيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن