حب و كراهية

20K 293 21
                                    


وقفت هيفين في شرفه غرفتها في منزل والداها  ذاك المنزل باهظ الثراء المطل علي احد شواطئ اسطنبول..فتاة في الثامنه والعشرون من عمرها..بيضاء ملتهبه الوجنتين و الشفتين كشعرها الأحمر تماما  احتارت معها عيناها العسليتان لا تدريان أين تستقران واحتار معها قوامها الممشوق علي اي الأوضاع يرتكز فهي فتاة تعشق الحرية وأكثر ما تكرهه في هذه الحياة هو منعها من تلك الحرية  لكنها هذه المرة هي من تجعل نفسها أسيره داخل حجرتها...لتتخلص من الحفله التي تقام في منزلها تلك الحفله التي هي بمثابة سجن لها فهي تكره تلك الوجوه التي بالخرج جميعهم كاذبون يضحكون لك حتي تنتهي مصالحهم معك وعندما تستدير لهم لبضع لحظات يتحدثون عنك بكل سوء...تكره تلك التجمعات التي لا يكون بها أي موده أو حب كل ما بها المصالح لا أكثر....
هيفين ألم تنتهي بعد (قالتها خديجة وهي تدخل غرفه هيفين دون أن تطرق علي الباب..تلك المرأه الجامحه التي تعدت الخمسون من عمرها لكن لا يظهر عليها أي علامات الشيخوخة فهي تهتم جيدا بصحتها وجمالها وخصوصا انها من أكبر سيدات الأعمال في تركيا)....ردت هيفين بغضب محاوله السيطره عليه (امي ارجوك من فضلك اطرقي الباب قبل الدخول)...ردت خديجة بلا مبالاة كانها لم تسمع اي شيء (هيا أمامك خمس دقائق حتي ترتدي ثيابك هناك شخصا عليك رؤيته)...اجابة هيفين بغضب (امي لن أخرج من هنا انت تعلمين كم اكره تلك الحفلات..وايضا لا اريد ان ارى اي شخص انا اكره جميع من بالخارج)...اجابة خديجة بغضب وهي تضرب علي الباب بكل قوتها قائله بغضب(هيفين لن اتهاون معك هذه المرة افهمتي هذه فرصتنا الاخيره للنجاة افهمتي سوف اتناسى انك ابنتي وساتعامل معك باسلوب مختلف تماما..ثم اضافة وهي تخرج (خمس دقائق وأراك بالأسفل..وايضا اريد ان ارى ابتسامتك كما قلت انها الفرصة الاخيرة للنجاة)
تحدثت هيفين مع نفسها متضاحكه بأمل وسعادة فهي لا تحب الحزن ابدا وتتقبل كل شئ بنفس راضيه وسعيدة قائله(حسنا إذن ماذا سيحدث لنرى ذلك الشخص المهم للغايه الذي لا افهم ما هذه الأهمية له وما تلك النجاة الذي تتحدث عنها)...
خرجت هيفين للمكان الذي يقام بداخله الحفل وظلت تترقب أعين كل الشباب التي تسترق النظر لها..وعندما يروا تلك النظره القاتله التي لا تبالي باي أحد في عينيها تردهم عنها بسرعه خائبوا الأمل وكان قد غشيهما ضوء ساطع لا قبل لهم باحتماله
وصلت دفنه الي طاولة والدها وذاك الرجل الذي لم تراه قبلا قائله باحترام (مرحبا أيها السادة)...اقتربت منها خديجة مسرعه وهي تهمس في اذنها وترسم ابتسامه دبلوماسبة علي شفتيها حتي لا يلاحظ أحد قائله(ماذا ترتدين انت سروال جينز وقميص كيف لك أن تفعلي هذا)..ردت هيفين بهدوء تام وهي ترسم نفس ابتسامة والدتها المصطنعه (هذا انا يكفي أنني نزلت الي هنا)...تحدث السيد كريم بإعجاب تام قائلا وهو يشير اليها بالاقتراب منه مقدما يده لها للتعارف (تعال الي هنا)...ثم أضاف ببتسامه تكاد لا تسع وجهه وهو يصافحها(هذا هو المطلوب تماما..حفظك الله يا ابنتي)...تحدث احمد ذلك الرجل الجشع  المستعد أن يبيع أهله من أجل المال..مستعد أن يفعل أي شئ حتي يحافظ علي ما صنعه في الخمس وعشرون عاما الصارمين قائلا(هذه هي ابنتي هيفين..اتمني أن تكون قد نالت اعجابك )...رد كريم بسعاده(بطبع قد نالته وبشده)..ثم أضاف وهو يسحب الأوراق التي أمام احمد(يمكننا الان توقيع العقود)... ثم أضاف وهو يوقع علي الأوراق( في الحقيقه لن استطيع أن اعرفكم علي إيفان إلا يوم الزواج يعني أعلم انكم تعرفان من هو جيدا..لكن العروس لا أظن أنها راته قبلا..لكن ماذا افعل هو مشغول للغايه...عليها الانتظار وبتاكيد بعد الزواج سيعتدون كثيرا علي بعضهم)...
تساءلت هيفين مسرعه خشية أن تكون ما فهمت صحيح(لم افهم عن اي عروس تتحدثون)...سحبتها خديجة قائله(تعالي معي هيفين سوف تفهمين كل شئ بعد قليل)...
________________________________

بين الياس والاملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن