Pt.2 | COLD WOUNDS

153 15 119
                                    


حقاً .. لا أعلم لمَ الجميعُ يُشعِرني بأني لستُ بشرية ، اشعرُ بأنني
كائنٌ غريب .
ألهذه الدرجةِ أنا باردة ومخيفة ! سحقاً أريد أن أرى نفسي وشخصيتي عن بعدٍ حقاً
ولكن .. اعتقدُ أن البرودَ شيءٌ رائع .. بالنسبةِ لي ، ذلك يجعلكَ شخصاً بعيداً
عن المشاجراتِ والنزاعات ، لا أحدَ له شأنٌ بك ولا أنت
منَ الممكنِ أن يحتلّ الفضولَ بعض الناس عنك ويراقبونك ، ولكنك ستتجاهلُ ذلك وهم سيمِلّون .
هناك ثلاثةُ طلابٍ ذكورٍ يُطيلونَ النظر إليّ دائماً ، اشعرُ بأنهم يراقبونني
هذا مُحرجٌ حقاً وهم ينظرون إليّ هكذا ، أنا لم أخَف من ذلك ولكنني دائماً اشعر بالحرجِ من كلّ شيء ولا أظهرُ ذلك بالطبع .. اللعنة على ذلك
ربما طريقةُ حديثي الآن لا تليقُ بشخصيتي الغريبة ولكن لا بأس ،
سأكمل .. آه صحيح لم اشرح حياتي ودراستي .. حسناً
أنا طالبة جامعية في السنة الثانية ، أبلغُ العشرون من عُمري ،
لا أعملُ بدوامٍ جزئيّ لأكسب عيشي ، لدينا أنا وأخي فندقَ أبينا المتوسط ونعيشُ من أجاره ، حالتي المادية ليست عاليةً حقاً وليست بوضيعة
فقط متوسطة ونحن مكتفون ولا ينقصنا شيءٌ بعد ،
واللعنة لا أملكُ أصدقاءَ مقربون ، كنت أملك صداقة عادية في المرحلةِ الإعدادية والثانوية وقد تفرّقنا ولكنني اشعرُ بالاشتياق لهم حتى وإن كانت صداقة مزيفة ، الأهم أن يكون هناك شخصٌ واحدٌ على الأقل يُضحكني
وينسيني همّي .. هذا مضحك .
هذا فقط حقاً ، أنا لا أريد أن أتحدث بحرفٍ واحدٍ عن عائلتي وأيّ شيءٍ يخصها ، فقط .. لا أريد أن اُزعِجَ ذاتي .
سأضيفُ شيئاً ، أنا فتاةٌ أملكُ لساناً سليطاً حقاً ، محرجٌ قول ذلك ، إنني فقط أشتمُ إذا رأيت شيئاً يزعجني .. أشتم بكلماتٍ لا توصفُ حقاً ولا تليق بشكلي ، حقاً من سيعلمُ ذلك عنّي سيُفزع وسأسقطُ من عينَيه ،
لا استطيع حقاً الامتناع عن الشتم فأنا أيضاً أغضبُ من جميعِ الأشياء كبيرِها وصغيرها ، ربما أبدو معقدة .. اللعنة .
أنا الآن كتبتُ كلّ ذلك في مذكرةٍ ما لأولِ مرةٍ حقاً ، لا أحب كتابة مذكراتٍ يوميةٍ لي ، فهذا متعبٌ حقاً ، وأنا اشعر بالتعبِ الآن .. سحقاً .

10 : 00 am

- سيكون جيداً إن أحضرتم الـ .. ، آهـ لقد رنّ الجرس سنكمِلُ غداً ،
تستطيعون الخروج لتناولِ الغداء .

عمّ الازعاجَ قاعة المحاضرةِ الثانية ، كلٌ يذهبُ مع صديقهِ لتناول الطعام
وهي تجمعُ أدواتَها لِترحلَ القاعةَ فوراً قبلَ أن يطلُبَ أحدٌ ما منها أن تُنجزَ واجبَه .

تمشي في ممرّاتِ الجامعة قاصدةً صالةَ الطعام
حتى لمِحت فتىً متوَجّهاً إليها وتوتّرهً واضحٌ على وجهه ،
يمشي بِخفةٍ وبطء يعقِدُ يديه بِبعضهما منزلاً رأسه ..

 COLD WOUNDS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن