2004 Oct 15
يَـمشي بِجانِبِ المَقهى الذي يَعملُ فيه وهوَ شاردَ الذّهن ،
لم يَكن مَقصَدُه ذاكَ المكان ولكِنّ قَدماهُ قادَته هُناك ..رآهُ مُديرَ المقهى وسُرعانَ ماقَدِمَ إليـه وعلاماتُ الغَضبِ أخَذَت محلّها في وَجهِه ،
لَمِسَ كَتِفَه الأَيمَن بِكفّه الأَيسَر لِيُديرَه نَحوَهُ بِـقوّة
حالَما لَمِس الآخَرُ كَتِفهُ واستَدارَ باتّجاهِه ، تحوّلت ملامِحَه إلى الفَزع ..
ولكنّه أخفَى خَوفَه وأظهَر برُودَه وشدّته ..- يـاا! ألا تعرفُ كيف تـتـحمّل مسؤوليّتكَ ؟ هاه ؟!
بدأ المُديرُ بالحَديثِ أولاً وتَوبيخِه
بينما نَظرَ إليهِ الآخَر بِبرودٍ يستَفِزّه لِيُجيب بِـ- ماذا ؟
- لمَ تتكاسلُ عن عملِك ؟!! أهِيَ لُعبةٌ أو ماشابه !
صرَخَ في وجهِهِ بقوّة لِشدّةِ غضبِهِ فأكمَل :
- لقد مرّ شهرٌ بالفعل وأنت تتهاونُ في عملك ! ألن تعود مجدداً لبذلِ جهدك ؟
بقيَ الآخَرُ صامتاً لا يُجيب ، يَنظُر إليهِ بِكلّ بُرودٍ
حتى مرّت ثوانٍ وقد أجاب :- أنا آسف ، أرجوكَ لا تفصِلني عن عملي
تحدّث بِهدوء وكأنّه سيَفصِل نصفَ جسَدَهُ عن بعضِهما البَعض
ما إن أخرَجَ تلكَ الكلِماتِ من فاهِه حتّى أدارَ جسَدَهُ ورحَلَ بِهدوءٍ
دونَ أن يَنتَظِر من الآخَر ردّاً .أخَذَ يَشُقّ طَريقَهُ نَحوَ ذلِك الفُندق الذي يُعدّ مِلكَه
هوَ يَعلمُ أنّه لم يَكسب عَيشهُ من المقهَى
ولم يَكسَب الأجارات من فَندُقَه
لِشَهرٍ ونِصف ..دخَل المَبنى وأخذَ شُقّةً له
بِما أنّه ملكَه فلن يَدفع شيئاً ..أخذَ كعَادَتِه زُجاجات الكُحول وبدَأَ بِشُربِها
حتى اِنتهت آخِرُ زجاجة .عادَ لِمنزِلهِ ثمِلاً كالعادَة
كان سيَستَلقي على سريرِهِ لَولا زَوجتَهُ التي لم تَعد تَحتَمِلُ
مايَحدث عن مصرُوفِهم وأموَالِهم
صَرخت تُخرِجُ اليومَ مافي داخِلها من أذًى وضيق ..
أذًى من زَوجها الذي يُعذّبُها كلّ يوم
ضيقٍ من عدمِ المسؤوليةِ التي يمتَلِكُها
فلَدَيها اِبنٌ واِبنة هيَ من تُربّيهم بيَديها
رغمَ أنّ اِبنها في التاسِعةِ عشَر من العُمر
ورغمَ أنّه لا يُطيعُها ولا يُطيعُ والِدهُ الذي يَمقُتُه
وبالرّغمِ من أنّه يَسهَرُ الليالي بِرفقَةِ أشخاصٍ سيّؤون
إلاّ أنها تحمِل الكثيرَ من حنانِها وحُبّها له
أمّا تلكَ الصغرى التي تبلُغُ الحادِيَةَ عَشَر
فهِيَ تُحبها بشدّة وتُدَلّلُها كثيراً
هيَ فتاةٌ لطيفة ومرِحة
يبغُضُها أخاها لأسبابٍ مَجهولةٍ تماماً
يتَمنّى أن يُسَيطِرَ على حياتِها بأيّ طريقةٍ كانت .
أنت تقرأ
COLD WOUNDS
Romance|عِندَما لا تجِدُ شخصاً يقِفُ بجانِبِنك .. |عِندَما تحتاجُ لذلِك الشّخصَ الذي يمنحُنكَ القُوّة .. |عِندَما يكونُ فرداً من عائلتِكَ عَديمُ الإِحساسِ والِاهتِمام .. |عِندَما يَراكَ الجَميع غَريباً ويتَجَنبونَك إلّا شخصاً وَاحداً فَقط .. |الجُـروحُ الب...