"لا اعتقد ان هنالك داعٍ لسفري معكِ هذه المره الى بغداد...اعني انتِ تعلمين بمدى انزعاجي من هذه الرحلات الغير مخططه والتي لا تحتوي على المتعه اطلاقا"
تذمرت وانا اجلس بجانب والدتي في مقعدي المخصص في الطائرة المتوجهه الى بغداد...وعلى الرغم من عمري الذي تجاوز الواحده والعشرين لا ازال انزعج كالاطفال...
"توقف عن هذا عليك التحلي ببعض الصبر اولا ...وثانيا عليك زياره بلدك الام دائما..." ادرت عيناي ..ربطت حزام الامان وانا اضع سماعاتي باذني....
اخذنا سياره اجرة تاركين المطار ومتجهين نحو منزل جدتي في الاعظميه...الجو هنا خانق في الصيف...فالحر شديد...لا اعلم بما تفكر والدتي عندما تضع هذه الرحله في منتصف الصيف....
توقفت السياره امام المنزل لاخرج منها وانا اخذ بالحقيبتين من السائق...حاسبته لادخل خلف والدتي:
"البيت مفتوح ...اكيد صديقة ماما دزت احد يرتبه..." تحدثت امي:
"هذا جيد...على الاقل فانها ازاحت هما كبيرا كان يمر في بالك" التفت الي وهي تتوقف لترفع سبابتها بوجي:
":ابراهيم وصلنه خلص ...احجي عربي احنه مو بلندن" ضربت على جبهتي بخفه وانا اغمض بعيناي بعد ان اومأت لها
بقيت في الحديقة اسفل المظلة الكبيرة الموضوعه عليها بينما التقط هاتفي من جيبي لاجري اتصالي الخاص :
"واخيراً اتصلت يا هذا ..لقد قلقت عليك " ابتسمت مع صوت رامونا الذي سمعته الان :
"لقد وصلت ..." تحدثت اليها :
"كيف هي الاجواء في بغداد " سألتني :
"حارة للغايه ..وغريبة للغايه ..أعني هي لا تشابه في الطقس لندن اطلاقا"
"هذا طبيعي عزيزي ...ستكون رحلة قصيره ولطيفه انا متأكده ..اعتني بنفسك ..فعلي الذهاب الان كما تعلم ..عائلتي .."
"حسناً ..اتفهم هذا ..اراكِ قريبا" اغلقت الهاتف لاتخذ طريقي الى الداخل ..حيث المطبخ فانا عطش ..
تصنمت في مكاني بينما اراها تقف وهي تدندن بكلمات اغنيه كنت قد ستمعت اليها في صغري ..كان صوتها جميلاً جعلني اتوقف عما اريد وانا احاول ان اتأكد على الطاوله القريبه من الباب ..لكن عوضا عن هذا ..أوقعت كوباً ...لتلتفت مذعوره وهي تنظر الي ..
انحنيت ارضاً لالملم الفوضى التي افتعلتها ...ارتفعت بنظري لتلتقي عينان بعينيها البنيه الجميله ..ولاصطبغ بالاحمرار ..فانا خجل بعادتي ..
أنت تقرأ
كذبة اعيشها
Romanceايتها الاحلام الوردية...ابتعدي عني ...فانا واقعة بحبِ شخصٍ ...لا يمدني بأملٍ يجعل منكِ في حقبة الحقيقة ومني ...