11

26 2 1
                                    

مرت ثلاث اشهر على زفافنا ...امضت هي معظمها في غرفتي ...التي كانت ملجأها الوحيد في هذا المنزل الذي لا يمت لها بصلة ..كان كل شيء يخصني ...حتى هي احيانا كنت اراها جزءا من اثاث المنزل ...شيئا تابعا لي ...غير انها غيرت في دون ان اشعر ...بينما تقضي باقي وقتها وهي تتحدث الي حول عملي ...تحضر الطعام ...تعمل على حاسوبها ...وتضحكني بابتسامتتها!

استيقظت صباح هذا السبت على صوت اصطدام الانية على الارض في المطبخ لارفع رأسي ...فتحت احدى عيناي بتعب وانا اترك الاريكة التي اعتدت النوم عليها منذ ان قدمت هي الى حياتي ...هنالك قواعد عليها ان لا تكسر مهما حدث..

اذكر اننا كنا متخاصمين ...لاسبابٍ سخيفة كالعاده ...ولمشاكل انا احيكها دائما ....حدقت بكِ بينما تلملمين الاغراض الواقعة على الارض وتعيديها في مكانها خلف الطاولة قبل ان تقفي عن مكانكِ ليظهر فستانها الانيق ...ذا اللون السمائي القصير ....وحذذاءها البسيط الاسود :

"واو ..." همست بهذا لها لتدير عينيها ...بينما تعود وتلتفت لتمشي مبتعدة عن حيث اقف :

"سأعد لك الفطور وارحل .." جلست على الجانب الاخر وانا اتبع لخطواتها الرشيقة امامي :

"الى اين ؟" سألتها لتلتفت نحوي متوقفه عما تفعلهُ:

"سأرى اصدقائي على الفطور .." تحدثت ببساطة :

"فقط؟" سألتها بحاجبٍ مرفوع :

"ساقضي اليوم بصحبتهم لذا لا تنتظرني .."

أبتسمت بشر ...وقفت من مكاني مستديرا لاسير نحو الغرفة :

"انتظريني سأتي معكِ" 

"ماذا؟" صرخت بهذا وهي تتبعني لاكتم ضحكاتي :

"انهم اصدقائي ..ما الذي سيأتي بك معي ..انت حتى لا تعرفهم .."

اخرجت بنطالي الاسود ..قميص بلون فستانها ...حزاما وحذاء باللون البني ...قبل ان التفت نحوها وانا اخلع عني قميصي :

"سيكون من الجميل لو تعرفت على اصدقاءكِ كما تعرفي .." ادارت عينيها لاكمل :

"فكما تعرفين انا صديقكِ ايضاً " ابتسمت هي بسخرية محاولة اخفاءها ليزداد شعوري بالانتصار عليها ...لا اعلم ما الذي كان يدفعني لان استفزكِ في تلك اللحضات...

ضربتِ على الارض بطفولية وانتِ تتركينني لانهي تغير ثيابي ...

خرجت من الغرفة وراءكِ معدلاً على سترتي بينما انتهيتِ انتِ من ارتداء معطفكِ الدافئ...

فتحتِ باب الشقة لتخرجي ولاتبعكِ انا واضعاً كلتا يداي في جيوبي ...

دلفنا الى السيارة لاتحرك ...

اعطتني العنوان لاسير وفقاً له ...الطريق كان جحيمي مع هدوءها الغير معهود وهي ترسل بتلك الرسائل ...رمقتها بنظراتي متفحصاً ابتسامتها اللطيفة..اغلقت هاتفها بعد لحظات لتلتفت نحوي ...اشارت الي مومئة لاهز برأسي 

كذبة اعيشهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن