حزن

27.8K 666 10
                                    

استيقظت سنايا في الصباح وهي تشعر بصداع كثير في رأسها بسبب الشراب ليلة أمس؛ فهي ليست متعودة على شرب هذا الكم من الشباب.

ما إن لبثت أن تنهض حتى وجدت نفسها عارية وفي حضن شاب غريب؛ بقيت منصدمة فهي قد سلمت نفسها لشخص لا تعرفه و لا تعرف شيئا عنه.

"يا إلاهي؛ ما الذي فعلته لقد...لقد قضيت ليلة مع هذا الشاب....لقد نكثت بوعدي يا أبي....نكثت بوعدي"

فهمت واقفة وهي ترتدي ثيابها وخرجت مسرعة من هناك وهي تبكي دما وليس دموعا؛ فقد وعدت والدها رحمه الله بعدم تسليم نفسها لأي رجل قبل الزواج ولا كنها لم تستطع الحفاض على وعدها؛ ولو كان مايزال حيا لكان قد مات من هول الصدمة.

إستيقض بارون بعد مغادرة سنايا بقليل؛ وأول ما خطر بباله هي تلك الغريبة لقد شعر بكمية الحزن الذي يتخلل عيونها وبكمية الجرح التي تحمله لكي تسلم نفسها لرجل لا تعرفه مسبقا؛ فبكونه رجل فهو يعلم أنها ليست من نوع الفتيات الرخيصات التي تبيع أنفسهن من أجل المال، بل أن هناك رجل قد جرحها لهذا أرادت أن تثبت لنفسها أنها جميلة و  تستطيع إيقاع أي رجل في حبها وقضاء ليلة معه.

فاق من شر ده على صوت هاتفه الذي يرن؛ حمل الهاتف فوجد المزعجة دراتشي ومن غيرها فرد قائلا بصوت ضجر:" ما الأمر دراتشي؛ ألا يمكنكي تركي لوحدي قليلا ثم إن اليوم هو السبت يعني عطلة ولا توجد شركة و لا عمل."

فردت دراتشي بصوت يملؤه الغيرة:" بالطبع لا تريد إزعاج فأنا الآن مع حبيبتك سيدة الحسن و الجمال أليس كذالك."

"أرجوك دراتشي؛ أنا حقا منزعج الآن تلك الفتاة ذهبت و انا لا أعرف سيئا عنها."

"وما الجديد في الأمر؛ فأي فتاة في مكانها ستتصرف نفس التصرف...هل تريدها أن تترك لك رسالة تخبرك فيها أنها ذاهبة....وتترك لك عنوانها و رقم هاتفها."

فرد بارون بنبرة حزينة:" الأمر ليس هكذا دراتشي....لأنني أحببتها...حقا لا أردي كيف...ولاكنني وقعت في حبها من أول نظرة...وسأفعل المستحيل لإيجادها..."

فردت هي بصوت مرح لإخفاء حزنها:" حسنا...يا شاعر الزمان...ويا سيد روميو....جدلنا سندريلا الهاربة....."

"أجل سأجدها...لأنها خاصتي وحدي....وسأسميها منذ اليوم.....سندريلتي."

عودة إلى سنايا التي وصلت إلى بيتها ولاكنها كانت منهارة لدرجة أنها لم تستطع إدخال المفتاح في الباب؛ ولاكن صادف أن جريما كانت ستخرج للبحث عن سنايا لأنها لم تعد منذ ليلة أمس و الذي أقلقها أيضا أنها لم تبت عند أي صديقة من صديقاتها و التي هن أيضا لا يعلمون عنها شيئا.

ما إن رأتها سنايا حتى إرتمت في أحضانها وهي تبكي و تبكي و لاتكف عن البكاء. فشددت جريما في عناقها وبقيت تملس على شعرها قائلة بصوت يملؤه الحنان و الحب:" ما الأمر حبيبتي ما الأمر يا طفلتي ماذا حدث جعلكي تذرفين كل هذه للدموع أخبري خالتك كل شيء هيا."

فإبتعدت سنايا عن أحضانها و مسحت دموعها ثم أجلستها في المقعد ووضعت رأسها على حجرها ثم سردت عليها كل شيء؛ بداية من ذهابها إلى المنزل الذي إشترته هي و سمرات نهاية إلى وجودها في الصباح في أحضان شاب غريب التقت به عند ذهابها إلى ذالك الملهى اليلي.

كانت جريما تستمع إليها في منتهى الهدوء لم تقاطعها و لم تؤنبها عندما أخبرتها لكل هذا؛ عندما إنتهت سنايا من السرد انتظرت أن توبخها و لاكنها لم تفعل.

فنظرت إليها بإستغراب شديد وقبل أن تقول أي شيء قاطعتها جريما:" أعلم جيدا أنكي مستغربة من موقفي لأنني لم أوبخكي؛ ولاكنني أتفهمكي و متأكدة أنكي لو كنتي في موقف آخر لما كنتي ستفعلين هاذا؛ اذا إنسي كل ما حدث معكي وتابعي حياتكي كما من قبل ولا تدعي أي شيء يقف في طريقك لا سمرات ولا غيره حسنا."

"سأتابع حياتي و لاكن أولا علي أن أعلم سمرات درسا أن ينساه طوال حياته؛ سأجعل كرامته في الأرض و سأحطم غروره الذي يعتز به" قالتها و الشرر يتطاير من عينيها وهي تتوعد له بأشد إنتقام.

"حسنا ولاكن ما الذي تريدين مني فعله."

"أريدك أن تتصلي بالسيد رجنات وتخبريه ان يأتي في المساء للنحدد موعد الزفاف."

وما إن ذهبت سنايا إلى غرفتها حتى حملت هي الهاتف و إتصلت بالسيد رجنات لتخبره بأن يأتي في المساء لكي يحددوا موعد الزفاف.

أتى المساء وجاء السيد رجنات و سمرات إلى منزل السيدة جريما ؛ كانت سنايا جالسة في غرفتها عندما سمعت صوتهما فنهضت من فورها لتستقبلهما.

"أهلا أهلا؛ لقد أنستم و شرفتم؛ هل أتيتم من أجل الزفاف و لاكن يؤسفني القول أنني لست موافقة على هاذا الزواج." قالتها بسخرية ومرارة.

فإنفعل سمرات كثيرا و هو يستمع إليها:" هل جننتي كيف تقولين أنكي لست موافقة على هاذا الزواج؛ بعد مل هذه المدة تأتي الآن لنعلني رفضك."

"ههههههه.....أخبرني الآن سمرات كيف شعورك و كرامتك مجروحة؛ انت لم تفكر بهاذا عندما خنتني البارحة في المنزل الذي هو مخصص أن يكون منزلنا لم تفكر في شعوري وقتها و أنا أيضا فعلت نفس الشيء أي أنني لم أخطأ و الآن عن إذنكم."  كانت تتحدث و الدموع تنهمر من مقلتيها لقد تسبب في كسر قلبها الذي لن تستطيع جمع أشلاءه حتى لو بقيت لسنوات.


غلطة تحولت إلى حب (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن