مغفرة

18.9K 492 12
                                    

نهضت سنايا في اليوم التالي لتوصل والدتها و سامر إلى المطار لكي يستقلوا الطائرة العودة لدلهي لأنها كانت مشغولة بالحفلة التي ستقام غدا في المساء وبينما هي تقود السيارة قررت جريما سؤالها عن بارون و ما الذي تنوي فعله...

"سنايا أخبريني من وضعك مع بارون...وهل ما زلت مصرة على عدم إخباره أنك اصبحتي حاملا بعد تلك الليلة..."

فتنهدت سنايا قائلة:" لا أعلم أمي...فوضعي مع بارون لا يزال غير مستقر حتى الآن...لا أدري إن كان صادقا حقا أن أنه مجرد كلام و حسب...أما بالنسبة لوضع سامر فأنا لم أقدم على أي خطوة قبل أن أتأكد من مصداقية كلامه..."

"حسنا مثلما تريدين يا إبنتي...ولاكن أريد إخبارك أنني رأيت الصدق في ملامح وجهه...و لاحضت  الحب و العشق في عيونه ناحيتك...صحيح أنني رأيته البارحة فقط...ولاكن هاذا الشيب لم يأتيني هكذا فقط..."

انتهت جريما من كلامها وإلتفتت لتجد سنايا غارقة في التفكير...نعم يجب عليها أن تفكر ويجب اتخاد قرار بأسرع وقت ممكن...وصلوا إلى المطار بعد مدة من الصمت قطعتها سنايا وهي تقبل والدتها و طفلها قائلة:"إعتني بنفسك و بسامر وإن إحتجتي لأي شيء فكلميني فورا...وأيضا أنا سوف آتى إليكم في نهاية الأسبوع..."

"حسنا حبيبتي...إذهبي ولا داع للقلق علينا نحن سنكون بخير...وفكري بكلامي جيدا لألى تندمي بعدها..."

كررت جريما كلامها مرة أخرى على مسامعها لكي تجعلها تكف عن تصرفاتها الطفولية و تفكر بحل لها مع بارون لأجل ضمان مستقبل الطفل الذي بينهم..."

بقيت لدقائق تفكر قبل أن تهاتف ليلى لتطلب منها مقابلتها لأنها تحتاج أحدا للتحث معه....

أما عند بارون فهو كان جالسا يتذكر ذالك الطفل الصغير الجميل...منذ رآه للوهلة الأولى البارحة إنتابته مشاعر غريبة لا يدري ماهي...شعر و كأن هناك جزء من روحه و قلبه متعلقة به...ولاكن أكثر شيء أثر فيه و أحبه...هو حب و إهتمام سنايا بإبن أختها "المزعوم" فإن كان حبها كبير لهذه الدرجة لقريبها فكيف سيكون حبها لأطفالها...في تلك اللحضة دخلت عليه دراتشي وعلى وجهها علامات الندم و الحزن و القهر....لم تكن تريد الإعتراف بحبها له خصوصا بهاذا الشكل المفاجئ الذي صدمه...فهي كانت منذ البداية تعلم أنه ليس لها...وأن يحبها يوما كان أكبر حماقة فكرت بها...ولاكن ماذا تفعل فليس بيدها حيلة...و لابيده حيلة أيضا...فالحب ليس إجبارا...بل هو رغبة...

فإقتربت منه وهي تقول بصوت مخنوق من البكاء:
" آنا آسفة على ما تفوهت به من حماقات ليلة أمس صدقني لم أكن أريدك أن تعلم بحقيقة بحبي لك.. ولاكن ليس بيدي...ليس بيدي...." عندما رآها بهذه الحالة...لم يفكر بارون مرتين قبل أن يأخذها في أحضانه...فهي صديقته الوحيدة...هي من وقفت بجانبه حين توفي جده الذي رباه....هي التي كانت تشجعه دائما للمضي قدما وأن لا يلتفت للنظر للوراء أبدا...

غلطة تحولت إلى حب (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن