فى مبني عملاق فى وسط العاصمة يبدو أنه مقسم لمكاتب ، و فى إحدى هذه المكاتب،،،
نجد رجل فى نهاية الأربعينات من عمره ، و أسمر اللون ، و قد إختلطت بعض الشعيرات البيضاء بشعره الأسود المجعد ، و يرتدى قميص سكرى يعلوه سترة من اللون البنى و يبدو عليه الجدية الشديدة المختلطة بالنظرة الناقدة الفاحصة لتلك الأوراق التى أمامه ، ويدعىّ"إيهاب البحراوي"!!!
ثم يرفع بصره بتلقائية ليتحدث مع الفتاة الماثلة أمامه ، و بالتحديد أمام مكتب رئيس التحرير!
فنجدها تبدو فى عشرينات عمرها ، و بالتحديد فى الثالثة و العشرين من عمرها ، و هى ممشوقة القوام و خمرية البشرة ، مرتدية فستان واسع بطريقة معتدلة من اللون الأخضر المشجر الغامق و حجابها من نفس اللون و لكن بدرجة أفتح قليلاً!!
و الأهم من ذلك هو تلك النظرات البادية على ملامحها و التى يتضح منها عشق التحدي الممزوج بلون العسل الصافي لعيونها ؛ و تدعىّ"علا الهواري"!!
إيهاب متسائلاً بجدية و متفحصاً لردود أفعالها:
_أنتي عارفة خطورة الأوراق دى كويس يا "علا"؟!!
لتجيبه "علا" بحماسة و تحدي:
_طبعاً يا فندم! ، و عارفة أن حياتي ممكن تكون في خطر لما الرأي العام يثور ضد الفساد ...بس المهم حياة الغلابة اللي بيضحك عليهم بسبب جشع الناس دي!
ليهتف "إيهاب" بتساؤل:
_طب و إيه اللى يثبت صحة الأوراق دي؟!
لتجيبه "علا" بإبتسامة ذكية:
_مع إحترامي الشديد لحضرتك...بس أنا إتعلمت من حضرتك أحتفظ بمصادر معلوماتي لنفسي و ما أتكلمش عنهم لأي كان!!!
ليهتف "إيهاب" بفخر:
_طول عمري رأيي فيكي واحد..!!
لتهتف "علا" متسائلة بحماسة:
_طب قرار حضرتك النهائي بخصوص النشر إيه؟!
ليعتدل "إيهاب" فى جلسه بجدية و ينزع نظارته الطبية من فوق أنفه ، و يطالعها بنظرات ذات معنى:
_أنتي شايفة المفروض يتعمل إيه دلوقتي؟!
لتجيبه بحماسة شديدة:
_بعد إذن حضرتك طبعاً...لازم الأوراق دي تروح المطبعة بأسرع وقت ، و يا حبذا لو قدرنا نلحق طبعة بكره الصبح!!!
ليهب "إيهاب" واقفاً فجأة:
_طول عمرك هتفضلي ورا الحق!!
ثم أردف مبتسماً بفخر:
_و طبعا أنا معاكي ، و إتفضلي بسرعة على المطبعة علشان تلحقي طبعة بكره!
لتبتسم "علا" بإشراقة هاتفةً:
_متشكرة لحضرتك جداً يا فندم..عن إذنك!!
ليجلس "إيهاب" فوق مقعد مكتبه ثانياً و يهم بإرتداء نظارته الطبية مغمغماً بإذن خروجها ؛ ليتابع عمله بجدية كسابق عهده!!
بينما تخرج "علا" من المكتب و من المبنى بأكمله قاصدة وجهتها الحتمية "المطبعة" ، فتعطيهم أوامر بالنشر و معها موافقة رئيس التحرير ، كما أنهم تلقوا الأوامر بالسماح بنشر تلك الأوراق!!
و أخيراً تعود لمنزلها مرهقةً!
___________________________________
فى اليوم التالى صباحاً،،،
فى إحدى الصالات الرياضية المجهزة بأحدث الأجهزة الرياضية!!
نجد شاب فى بداية الثلاثينات من عمره ، و بالتحديد فى الحادي و الثلاثين ، طويل القامة ، و عريض المنكبين ؛ بحيث يتمتع بالجسد الرياضي و يمتاز بالوسامة على حد سواء ، و عيونه بنية اللون و التي تشبه فى حدتها نظرات صقر ، و يدعىّ "سليم راغب"!!!
و ها هو يمارس إحدى تمرينات الضغط ، و ما إن ينتهى منها ؛ حتى يتوجه صوب الجزء المخصص بالأثقال الرياضية! ، و يبدأ بحمل إحدى تلك الأثقال بشكل دوري مؤدياً تمرينه بتركيز شديد و فى سلاسة...!!
و فجأة يقاطع تركيزه صوت هاتفه المنبعث من جيب السترة الخاص ببذلته الرياضية ، ليضع ذاك الثقل فى مكانه ، و يهم بأخذ هاتفه و ما إن يفتحه حتى يستمع بتركيز لما يبلغه إياه الطرف الآخر على الخط!
و ما هى إلا لحظات قليلة حتى يغلق الخط بعد أن نطق بكلمة واحدة:
_تمام..!!!
ثم يتأهب للمغادرة تلبياً لما أُمر به فى التو و الحال!!!
___________________________________
فى إحدى ضواحى القاهرة،،،
بداخل شقة غاية فى البساطة و الترتيب ، مقسمة لغرفتين بالإضافة إلى الحمام و المطبخ و الصالون!
و فى إحدى هاتين الغرفتين ؛ نجد "علا" نائمة بعمق على فراشها ، و لكن ما يقاطع إسترسالها فى النوم هو الصوت المزعج لرنين هاتفها...فتمدّ يدها بفوضوية بغاية الإمساك بذاك الهاتف المزعج بسرعة قبل أن تحطمه ؛ فهو يصدر أصوات مزعجة و كأنه يعلن عن نشوب حرب إلكترونية!!
و ما إن أمسكت بالهاتف و فتحته ؛ حتى أبعدته بسرعة عن أذنها و إستقامت سريعاً فى جلستها ، لتتحدث بحذر مع ذاك المتصل!!!
المتصل بعصبية:
_برضو مابتسمعيش الكلام!!
لتجيب "علا" بصبر:
_و الله يا عمو كنت همشي بعد ما خلصت أخر مقال...بس........
ليقاطعها المتصل بعصبية أشد:
_مابسش!! فى ظرف ساعة بالكتير تبقي فى الڤيلا!
ثم يُغلق الخط سريعاً من قبل المتصل! ، لتتأفف علا فى ضيق هاتفةً:
_دلوقتي لما أروح هناك هاخد كلمتين فى جنباتي!!
و ما إن تُنهى تلك الكلمات ؛ حتى تنهض من مكانها و تتوجه إلى الحمام بعد أن أخذت ما تحتاجه من ملابس لتغتسل و تنتعش إستعداداً لما ستواجهه مع عمها رجل الأعمال المشهور "أحمد الهواري"!!
___________________________________
في مكتب خاص بالحراسات تابع لوزارة الداخلية،،،
نجد رجل فى الخمسينات من عمره ، ذو ملامح حادة و صارمة فى آن واحد تليق بمنصب اللواء حقاً!!
و يتمتع ببشرة سمراء و شعر أبيض اللون ليشهد على سنوات الخدمة فى الداخلية ، و يدعىّ "عز الدين منصور"!!
اللواء عز الدين بجدية:
_أنا فخور بيك يا سليم...أنت فى المهمة السابقة حافظت على حياة السفير و أنقذته من الإغتيال فدلوقتي أقدر أقولك مبروك يا سيادة "الرائد سليم" علي الترقية!!
ليجيبه "الرائد سليم" بإبتسامة واثقة:
_شكراً لحضرتك يا فندم ، و إن شاء الله أكون دايما قد المهمات الجاية!!
لينهض "عز الدين" من مكانه و يسير بخطوات واثقة صوب "سليم" و يتحدث بفخر و عيناه لا تحيدان عن "سليم" واضعاً كف يده على كتف الأخر:
_طول عمري بعتبرك زي ابني...و الحمد لله كل مرة بتثبت إني كنت صح لما إخترت إنك تكون من ضمن رجالتي!!
ليطالعه"سليم" بإبتسامة جذابة:
_ده شئ يشرفني يا فندم!
ليسحب "عز الدين" يده من فوق كتف "سليم" ، و يستدير بظهره متوجهاً إلى مقعد مكتبه ، و تحين منه نصف إستدارة صوب "سليم" هاتفاً بجدية:
_على مكتبك هتلاقي ملف لوزير الزراعة ، بكره يكون على مكتبي تقرير بالتأمنيات اللازمة لسيادة الوزير!...مفهوم يا بطل؟!
ليومأ "سليم" بثقة شديدة:
_مفهوم يا فندم!
ثم يؤدى السلام الرسمى ؛ لينطلق خارجاً من مكتب اللواء ، و متوجهاً لمكتبه لدراسة المهمة الجديدة..!!!!
___________________________________
فى ڤيلا أحمد الهواري،،،
تدلف "علا" بسيارتها من البوابة حتى تصل إلى الكراچ ، و تصف سيارتها و تجمع أشيائها المبعثرة بالسيارة فى حقيبتها ؛ قبل أن تهبط منها متوجهةً إلى مصيرها المحتوم...!!!!!
و ما إن تصل لباب الڤيلا...حتى تبحث بسرعة عن المفاتيح الخاصة بها حتى تدلف إلى الداخل!!
لكن بئساً لذاك الحظ...حيث إنفتح الباب فجأة ليطالعها وجه عمها "أحمد الهواري" [رجل فى الخمسينيات من عمره ، ذو شعر أشيب ، و برغم طيبة ملامحه...إلا إنها فى ذاك الوقت كانت تنم عن الغضب الصارخ الى يتملكه ، و يبدو أنه يحاول جاهداً أن يتحكم فى أعصابه!!]
ليهتف "أحمد الهواري" مصطنعاً التماسك و الهدوء:
_حصليني على مكتبي بسرعة!
ثم ينطلق من أمامها!!
لتلاحقه بخطواتها الرشيقة داعيةً الله أن يمرّ ذاك الموقف على ما يرام! ؛ فإن ذاك الموقف يتكرر كلما نامت بشقة والدها القديمة بمفردها..!!!
و ما إن تخطو "علا" بداخل المكتب حتى تتسمر فى مكانها ؛ إثر تحديق عمها الغاضب ، فتحاول إبتلاع ريقها بصعوبة شديدة ، و البدء فى التفسير قبل أن يباغتها بشّن ذاك الهجوم المعتاد ، هاتفة بصعوبة:
_أنا..كنت هرجع...على..الڤيلا...بس........
عمها متسائلاً بغضب:
_بس إيه يا هانم؟؟! ، قولتلك بدل المرة عشرة...ممنوع تباتي هناك لوحدك!! حصل ولا ماحصلش؟؟!
لتعترف ببساطة:
_حصل يا عمو...بس و الله العظيم الوقت سرقني..و حضرتك قولت إن مينفعش أتأخر فى الشارع بره أكتر من الساعة ١٠ بليل!!
ليهتف "أحمد" بتساؤل:
_و ما إتصلتيش ليه و عرفتيني؟؟!
لتبلل شفتيها و تهمس بإحراج جمّ:
_ها...بصراحة كده يا عمو...أنا قولت هصحى بدري..و.........
ليضيف "أحمد" بعصبية:
_و ترجعي قبل ما أصحى...مش كده يا هانم؟!
لتقترب "علا" بتوجس من عمها قائلة:
_و الله يا عمو مبحبش أزعجك..!!!
ليهتف "أحمد" بجمود:
_تبقى غلطانة يا علا!! ، أنتي بنتي...لو ماكنتش أخاف عليكي...هخاف على مين؟!
لتعانق عمها هاتفةً بإعتذار صادق و بسيط:
أنا أسفة يا عمو...أوعدك مش هتتكرر تانى!!!
ليرد "أحمد" مربتاً على كتفها بحنو:
_وعد يا بنت عبد الله؟!
لتقبل يد عمها قائلةً:
_وعد يا عمو!!
ثم أردفت بمرح:
_أنا عندي ليك خبر مهم!!
ليهتف "أحمد" متسائلاً بتوجس:
_خير اللهم إجعله خير....قولي يا سيادة الصحافية!
لتهتف "علا" متسائلة بحماسة:
_فين الجورنال بتاع النهاردة؟؟!
ليبتعد عنها و يذهب إلى حافة المكتب فيجلب الجرائد قائلا بخوف أبوي حقيقي:
_أهو يا ست هانم...لسه ماقرتش حاجة...يا خوفي من حماستك دي!!!
لتهتف "علا" بحماسة أشد و هى تمسك بالجريدة التى تعمل فى مؤسستها:
_طب إقرأى الخبر ده كده..!!!
لينظر إلى ما تشير إليه بإصبعها ، و يلتقط منها الجريدة!
و بعد مرور خمس دقائق،،
تتعالى نسبة الأدرينالين بجسمه و تنتفض عروقه غضباً هاتفاً:
_إيه المهزلة اللي نشرتيها دي؟!
لتهتف "علا" بضيق:
_ليه بس يا عمو؟!
ليجيبها "أحمد" بعصبية:
_شكلك مستغنية عن عمرك!....خلي بالك إسمك الحركي ده مش هيفيدك كتير!! ، لأن الناس اللى بتهاجميهم دول واصلين جداً!!!
لتجيبه "علا" بهدوء دبلوماسي:
_عمو..لو سمحت إسمعني!!
ثم تأخذ نفساً عميقاً و كأنها تستمد منه القوة اللازمة للجدال مع عمها {فهو من يحتل مكانة أبيها بعد وفاته منذ خمس سنوات} لتهتف:
_أنا بعمل اللي مؤمنة بيه و شايفة أن اللي بعمله ده مش غلط...لأن مش ذنبي إنهم بيضحكوا علي الناس الغلابة و معيشنهم فى وهم إنهم هيعالجوهم ، و بعدين يبقى مفيش أدنى إعتبار لصحتهم علشان جشعهم!!
و تستطرد بعِند و تصميم:
_أنا مش خايفة يا عمو...لأني بعمل الصح!! ، لو ماحاربتش علشان الناس دي...هخسر نفسي..هحس إني ماعملتش اللي عليا تجاه وطني...هحس إني خاينة للمسئولية!!
أحمد متنهداً بعمق:
_إفهمي...أنا خايف عليكي...بس واضح إن دماغك ناشفة زي أبوكي الله يرحمه!!
لتهتف "علا" بمسحة حزن:
_ربنا يرحمه!
ليهتف "أحمد" بتساؤل:
_و ناوية على إيه دلوقتي؟!
لتجيبه "علا" بجدية:
_ماإتعودتش أهرب من المواجهة يا عمو!!
ليهتف "أحمد"بضيق:
_و لحد إمتى هتفضلي فاكرة إن إسمك الحركي هيحميكي؟!..كلها كام يوم و يوصلوا ليكي...يا بنتي أنا خايف عليكي!!
لتدنو "علا" من عمها و تعانقه بحنو هاتفةً:
_إدعيلي...و أنا هكون بخير!!
لينظر في عيونها متحدثاً بلهجة لا تقبل النقاش:
_من بكره هجيبلك Body Guards!!
لتهتف "علا" بدورها بحنق و سأم:
_يا عمو أنا مش صغيرة...و هقدر أحمي نفسي كويس...و لو سمحت يا عمو متحطنيش تحت الأمر الواقع و إلا.....
ليجيبها "أحمد" بعصبية:
_و إلا هتطفشيهم زي كل مرة!!
لتهتف "علا" بتفكير:
_طب أنا أوعد حضرتك...إني أول ما أحس إني محتاجهم..هقول لحضرتك ، دلوقتي هروح أشوف خالتو بقى و "هاجر"!!
و قبل أن يهمّ "أحمد" بالرد ، كانت "علا" قد إنسحبت بسرعة من الغرفة متوجهةً للخارج!!
ليتنهد عمها بنفاذ صبر قائلاً:
_طالعة لأبوكي الله يرحمه فى كل حاجة!! ، يا رب إحميها يا رب!!!
___________________________________
فى الجريدة التى تعمل بها علا،،،
تدلف "علا" بخطوات واثقة إلى داخل الجريدة ، بعد إن وردها إتصال من مكتب سكرتير رئيس التحرير ، و الذى يخبرها بضرورة المجئ لمقر الجريدة فى الحال!! ، و بعد إلحاح شديد من "علا" وافق "أحمد" على مضض بذهابها...و لكن شرط أن يقود بها السائق الخاص به ، و أن تأتي على الفور بعد أن تنتهي مما ستفعله في تلك الجريدة المشئومة!!!
و فى طريقها إلى مكتب رئيس التحرير"إيهاب" تقابل زملائها في الجريدة!
ليهتف "إسلام" بحماسة (و هو زميلها في الجريدة):
_أيوه كده يا أنسة علا....بجد المقال ده كان ضربة معلم!
لتجيبه "علا" بإبتسامة خفيفة:
_شكراً يا أستاذ إسلام...و لسه لما نشوف رد فعل الرأى العام!
ليجيبها "فارس" (زميل أخر لها):
_متقلقيش السوشيال ميديا مولعة بسبب مقالك الأخير و ربنا يستر عليكي!!
لتهتف "نغم" (زميلتها فى الجريدة و أيضاً فى نفس غرفة المكتب) متنهدة بقلق:
_فعلاً يا "علا" ربنا يستر عليكي!!...لأنهم مش أي ناس..دول من الناس الكبيرة في البلد ، و ليهم إعتبارهم برضو!
لتجيبها "علا" متنهدة:
_إن شاء الله خير ...المهم الحقيقة توصل و حق الناس يرجع بدل الظلم و القهر اللي هما فيه بسبب الجشع!
لتهتف "مي" (زميلتها الأخرى):
_صحيح هما ناس ليهم وزنهم...بس برضو إحنا من أكبر جرائد المعارضة و لينا إسمنا و سمعتنا!!
ثم تضيف قائلةً:
_علفكرة "أستاذ إيهاب" قال أول ما تيجي تدخلي بسرعة عنده!
لتجيبها "علا" بإبتسامة هادئة:
_طب تمام ..عن إذنكم يا شباب علشان أشوف النظام إيه!!
فتجيبها "نغم" بإبتسامة مشجعة:
_ربنا معاكي!
بينما يهتف "إسلام" بهتاف تشجيعي:
_وراكي رجالة!!
و تبتسم "مى" إبتسامة رقيقة هاتفةً:
_إن شاء الله خير!
و يهتف "فارس" بجدية:
_يلا إدخلي و طمنينا عليكي!
لتتنهد "علا" بصوت مسموع إستعداداً لما هو آت هاتفةً:
_إن شاء الله ، عن إذنكم!
ثم تتركهم و تغادر ؛ متوجهةً لمكتب رئيس التحرير!!
___________________________________
فى مكتب رئيس التحرير،،،
تطرق "علا" باب المكتب عدة طرقات خفيفة منتظرة الإذن بدلوفها للداخل!
ليهتف "إيهاب" من الداخل:
_إتفضل!
لتدلف فى ثقة و إبتسامة تحدى تعلو شفتيها ، و ما إن يرفع "إيهاب" نظره حتى تطالعه تلك المنتظرة واقفةً أمامه!!
ليهتف "إيهاب" ناهضاً من فوق مقعده:
_علا!!...كويس إنك متأخرتيش!!
لتهتف "علا" بتساؤل:
_خير يا فندم؟!
ليهتف "إيهاب" جالساً بجدية على مقعده:
_رد فعل الشعب عنيف تجاه المقال و بالذات مع وجود الأوراق اللي تثبت التُهمة!!
ثم أخذ نفساً عميقاً ليخرجه بتمهل قائلاً بجدية:
_أنتِ عارفة إنك زي بنتي بالضبط...و علشان كده لازم أقولك..خلي بالك من نفسك كويس جداً في الفترة الجاية لحد ما نشوف الحياة هتمشي إزاي!
لتجيبه "علا" بإبتسامة ثقة:
_متقلقش يا فندم! ، و أصلاً إسمي الحركي هياخد منهم وقت لحد ما يفكروا يوصلوا ليا أو يأذوني حتى!..بس ثقتي فى ربنا كبيرة!!
ليهتف "إيهاب" بجدية:
_الأمر مايسلمش برضو!...لازم تاخدي حذرك...لأن الحذر واجب برضو!!!
لتجيبه "علا" بهدوء:
_الحذر واجب....بس كتر الحذر هيتحول لقلق..و القلق هيتحول لوهم و خوف من المجهول...و حضرتك قولت بإن الصحفي الجرئ مفيش فى قاموسه كلمة خوف أو قلق..!!!
ليهتف "إيهاب" بفخر و إعتزاز:
_أنتي صحافية شاطرة..و ليكي مستقبل ما شاء الله ، بس خلي بالك من نفسك...و بناءً على أوامر عمك..فأنتي في إجازة مفتوحة لحد ما الأمور تستقر!!
و ما إن تهم بالإعتراض ، حتى ينهي "إيهاب" الحديث قائلاً:
_مفيش أى إعتراض!! ، و إتفضلي دلوقتي!
لتهتف "علا" بضيق:
_بعد إذنك يا فندم!!
ثم تستدير مغادرةً المكان بأكمله ، و الضيق يعتريها بسبب تدخل عمها...فهى ليست خائفة البتة!!
و ما الحياة إلا مغامرة تحتاج لكل ذرة شجاعة و تحدي مغموس بالجرأة في قدح الواقع ، و ليس التقهقر و الخنوغ خوفاً من المجهول!!!!
___________________________________
فى ڤيلا فؤاد الهوارى،،،
تدلف "علا" إلى الداخل و معالم الضيق بادية على وجهها بوضوح شديد! ، لتقابل فى طريقها زوجة عمها "مايسة"
لتهتف "مايسة" بحنو:
_علا حبيبتى...يلا إطلعي حضري شنطتك!!
لتهتف "علا" متسائلة بدهشة:
_ليه يا خالتو؟!
فتجيبها "مايسة" بهدوء:
_علشان كلنا هنسافر بكره!!
لتهتف "علا" متسائلة بدهشة أكبر:
_هنسافر؟؟!!!
ثم سرعان ما إتضحت الصورة أمامها! ، فعمها أصرّ على تلك الإجازة حتى يجعلها تهرب من المواجهة!! ؛ و لكنها ليست بجبانة أو خائفة من المواجهة! ، و ستظلّ هنا حتى تواجه مصيرها...فمنذ متى و هى تتهرب من الحقيقة؟!!
لتفيق من شرودها و تفكيرها على صوت زوجة عمها "مايسة" و هى تتسأل:
_روحتي فين يا بنتي؟!
لتجيبها "علا" و قد أفاقت من شرودها:
_ها...لأ معاكي أهو يا خالتو!
ثم أضافت "علا" متسائلة:
_هو عمو رجع من الشركة و لا لسه؟!
لتجيبها "مايسة" بهدوء:
_هيرجع على الغدا بإذن الله ، يلا إطلعي جهزى شنطك يلا...زمان "هاجر" خلصت توضيب شنطتها!!
لتهتف "علا" مصطنعة الإستسلام:
_حاضر يا خالتو..عن إذن حضرتك!!!
ثم تغادر صاعدة لغرفتها ، و لا تمر دقيقتين من دلوفها لداخل غرفتها حتى تجد باب غرفتها يُطرق ، ثم تدلف "هاجر" مبتسمة إبتسامة صافية و تهتف قائلة:
_الجميلة سرحانة فى إيه؟!
لتهتف "علا" مصطنعة الإبتسام:
_في ولا حاجة يا ست هاجر...تعالي إقعدي معايا شوية لحد ميعاد الغدا!!
لتهتف "هاجر" بتساؤل:
_جهزتي شنطتك ولا لسه؟!
لتتحدث "علا" بضيق جلّي هاتفةً:
_لأ لسه..!!
لتقترح "هاجر" بإبتسامة صافية:
_طب يلا أساعدك و نتكلم و إحنا بنجهز شنطتك!!
لتهتف "علا" مُستسلمة بإنصياع:
_يلا يا جوجو!
ثم تنهض و تجلب إحدى حقائبها الفارغة حتى تمأها بالملابس ، و "هاجر" تزبد و ترغى و لكن "علا" بالها مشغول بإعداد خطة حتى لا تسافر!!!!!
___________________________________
فى اليوم التالى،،،
فى ڤيلا أحمد الهوارى،،
يظل "أحمد" يتمشى فى غرفة مكتبه بعصبية مفرطة...منتظر رنين هاتفه!!!
فكيف يستيقظ فى الصباح و يكون متأهباً مع عائلته للسفر خارج البلاد ؛ و إذ فجأة لا يجد تلك ال"علا" فى غرفتها!!!!
و لكنه عوضاً عن ذلك وجد ورقة تفي بأنها لن تغادر معهم...و إن تلك الحرب تخصها وحدها ، و هى ليست معتادة على الهروب! ، و حالما تصل لوجهتها...فسوف تحادث عمها...!!
و كلما قرأ "أحمد" تلك الورقة الغليظة مراراً و تكراراً كان يتضاعف غضبه و يتصاعد إلى عنان السماء ليتبخر كالماء المالح فى وجود الشمس الحارقة! ، ثم يعاود النظر إلى هاتفه ولا يجده يصدر أي صوت...فكأنما تتكاثفت الأبخرة لتهطل أمطار غضبه و عصبيته بشراسة!!!!!
و ها هو على ذاك الحال منذ ما يقارب الأربع ساعات ، و ما زال منتظراً ذاك الإتصال السخيف...!!
ليتوقف فجأةً فى مكانه و يرهف السمع بشدة!
إنه يستمع لرنين ذاك الهاتف اللعين...و ما إن يستدير فى إتجاه ذاك الهاتف ؛ حتى يتيقن من أنه بالفعل يصدر ذاك الرنين!!
فيسرع بأقصى ما يمكن ، ليخطفه بسرعة و يطالعه شاشته ليجد رقماً غريباً ، و لكن لا وقت للإستنتاج...فمن المؤكد بأنها تتصل من ذاك الرقم بعد أن عثر على شريحتها المكسورة فى سلة القمامة المتواجدة بغرفتها!!!
ليجيب بلهفة أبوية حقيقية و ما زال غضبه يتصاعد و يتصاعد ليصل به إلى حد الفوران هاتفاً بغيظ و حنق و لهفة مختلطة بالعصبية:
_السلام عليكم...!!!!
لتجيبه "علا" بهدوء و تأهب:
_و عليكم السلام يا عمو.
ليهتف أحمد بعتاب أبوى ممزوج ببعض العصبية:
_ينفع كده يا أستاذة....دي عاملة تعمليها برضو؟!!
لتهتف "علا" محافظة على هدوئها:
_أنا أسفة يا عمو...بس حضرتك اللي إضطرتني أعمل كده!!
ليهتف "أحمد" محافظاً بصعوبة على رابطة جأشه:
_أنتِ فين دلوقتي؟!
علا بجدية:
_أنا فى الإسكندرية و راحة الشقة!!
ليستنكر "أحمد" فعلتها بغضب أهوج و يهتف بجدية مختلطة بالعصبية:
_حسابنا بعدين ، ماتحركيش من هناك خالص...مفهوم!!
لتتنهد "علا" مجيبة إياه بهدوء:
_مفهوم يا عمو!
ليهدر "أحمد" بلهجة قاطعة حاسمة:
_هجيلك مع السواق علشان نرجع مصر و نتحرك على المطار بسرعة!!
لتجيبه مسرعةً بجدية:
_أسفة يا عمو...بس مش هختار أكون جبانة و أهرب من الموقف اللي أنا إختارته بإرادتي...!!
ليهتف "أحمد" مضيقاً عينيه بتساؤل:
_تقصدي إيه يا بنت عبد الله؟؟؟
لتهتف "علا" بثقة:
_أنا مش هسافر بره مصر يا عمو...إطلاقاً!
ليهدر "أحمد" ثانياً بعصبية مختلطة بالغيظ:
_يعنى كلامي مش هيتنفذ؟!!
لتهتف "علا" بخجل:
_العفو يا عمو...بس..........
ليقاطعها عمها و قد حسم أمره:
_دلوقتي هبعتلك "مايسة" و "هاجر" ، و فى ظرف ٢٥ يوم هرجع من فرنسا على إسكندرية..لأن الصفقة دي مهمة ، و هتفضلي على إتصال معايا طول الوقت!!
لتصيح "علا" بسعادة:
_و أنا موافقة يا عمو!
ليتنهد "أحمد" بجدية هاتفاً:
_يبقى إتفقنا....خلي بالك من نفسك ، لا إله إلا الله!!
لتجيبه "علا" بإبتسامة:
_حاضر...محمد رسول الله!
ثم يغلق عمها الهاتف ، و قد أبلغ ابنته و زوجته بما إتفق عليه مع إبنه أخيه العِنيدة "علا"!!
___________________________________
بعد مرور أسبوع،،،
تم بدأ الإستجواب و التحقيق في القضية التى شغلت الرأي العام من قبلْ النائب العام بذاته ، و بالتالى تم فضح أسماء ذات مناصب عليا..!
و قد دامت تلك التحقيقات لمدة تزيد عن أسبوعين نظراً لإدانة عدد ليس بالهين ؛ فمنهم من كان عضو بمجلس الشعب ، و لكن أساء إستخدام منصبه ؛ فبدلاً من مراعاة مصالح الشعب...قام بنهب أموالهم وإستغلال أمراضهم لصالح الجشع!!
و منهم من كان ذو أسهم كثيرة فى شركات قابضة عامة تشكل جزء ليس بالهين إطلاقاً من إقتصاد الدولة! ، و بعد مرور شهر تم تحديد موعد جلسة المحاكمة!!
و حينها دلفت "علا الهواري" إلى القاعة شامخة الرأس ، و كأن ثقتها بذاتها لم تتحرك قيد أنملة واحدة بعدما حاولوا إغتيالها عقب إكتشافهم لإسمها الحقيقي ، فيحق الحق بأن إسمها الحركي لم يفيدها سوى لبضعة أيام فقط لا غير...!!!!!!
Flash Back,
فى ظل التحقيقات المستمرة تم كشف الإسم الحقيقي للصحافية التى قامت بالنبش وراء هولاء السفلة الذين لا يخشون لومة لائم فى الباطل!! ، منْ يسرقون الشعب بدم جليدي دون مراعاة وجود الله أو ضميرهم!!
و حينها كان "أحمد الهواري" طلب من صديقه "عز الدين منصور" ببدأ تنفيذ مخططهم ، كما أخبره بالحذر التام من كشف ذاك الترتيب..!!
فطمئنه اللواء "عز الدين" بسريان المخطط كما تم التخطيط له ، و بإن الرائد"سليم" من أمهر رجاله حيث يثق به كما لو كان ابنه! ، مما دفع "أحمد" للإطمئنان و لو قليلاً!!
أنت تقرأ
المُنقِذ و الشُجاعَة
Romanceظنت أن تعارفهم صُدف لُفظت من رحم القدر..!! لتكتشف بعدها أن مهمته حمايتها! ، و أنه يخدعها لأجل ألا تُزهق روحها!!! و لكنه أنقذها من الموت...فهل من المحتمل أن تعشق منُقذ كاذب؟!!