في المشفى،،،
وصلت سيارة الإسعاف الحاملة كلاً من "سليم" و الملثمين ، و فور وصولها دلف "سليم" و ذلك الملثم إلى غرفة العمليات ، بينما الملثم الثاني إلى ثلاجة المشرحة!
جلست "علا" على إحدى مقاعد الإنتظار و هى تدعو الله بأن ينقذ مُنقذها من هلاك الموت "سليم" ، ولا تفيق إلا على صوت رنين هاتفها المتصاعد بإزعاج ، لتمسكه بإيدي مرتعشة و تجيب بتماسك زائف هاتفة:
_السلام عليكم!
ليأتيها صوت عمها "أحمد" الحنون ، فلا تصمد أكثر من ذاك و تنهار باكيةً و هى تسرد بإختصار شديد مكان وجودها ، و لأن عمها إستنتج ما حدث برغم عدم فهمه من لجلجلتها إلا أنه أسرع بإخبارها بألا تغادر مكانها ريثما يصل إليها..!!
___________________________________
هاتف "أحمد" صديقه "عز الدين" و هو يسرد له ما حدث بإختصار شديد طالباً منه سرعة بعث ضابط أخر لأن المحاكمة بعد ثلاثة أيام ، كما طمأنه "عز الدين" بأن ما حدث في سبيل "علا" ، و أنه سيسارع بضم تلك الحادثة إلى ملف القضية ، كما سيبعث برجال التحقيق لربط خيوط الهجوم و تأكيد ملبسات القضية و سيأتي بنفسه إلى الإسكندرية في غضون ساعتين من الآن!
و ما إن دلف "أحمد" إلى المشفى حتى يتوجه إلى الإستقبال و سأل عن مكان تواجد الضابط ، لتخبره الموظفة بأنه ما زال بغرفة العمليات بعد مطالعتها لشاشة جهاز الحاسوب الراقد أمامها على تلك الرخامة ، كما دلّته على مكان غرفة العمليات ، فينصرف شاكراً إياها!
___________________________________
أمام غرفة العمليات ،،،
ما إن لمحت "علا" عمها "أحمد" القادم نحوها حتى وقفت فجأة من مكانها و كأن عقرب قد لدغها ، ليقترب منها عمها محتضناً إياها و هو يؤكد بأن الأمور ستكون على ما يرام!
لتسأله فجأة من بين بكائها و كأنها تربط الخيوط ببعضها البعض:
_حضرتك رجعت من السفر إمتى يا عمو؟؟
ليجيبها بهدوء و هو ما زال يهدهها و كأنها طفلة ذات تسع سنوات:
_من ساعتين...و لما ملقتكيش في البيت كلمتك..و عرفت مكانك!
لترفع رأسها ببطء صوبه و تنظر لعينيه مباشرة بتساؤل لحوح:
_ده مش مهندس يا عمي ، صح؟؟
ليومأ عمها بصمت علامة الموافقة!
لتتسائل ببكاء:
_ليه؟؟...ليه ماقلش إنه ضابط مش مهندس..ليه كدب عليا؟؟؟!
ليجيبها و هو يشدد من إحتضانه لها:
_أنتي السبب يا علا!! ، أنتي اللي كنتي رافضة أي حماية ليكي...مخلتيش قدامي حل غير كده!
لتهتف بنظرات مدهوشة:
_يعني كلكم شايفين إني هبلة و عَيلة علشان تضحكوا عليا بالشكل ده؟؟!
ليهتف بصرامة مانعاً إياها من الإستمرار في الحديث:
_محدش قال كده...بس سبق و قولتلك أنك مخلتيش حل تاني قدامي غير ده ، و بعدين أنتي لحد ما تتجوزي و تخلفي هتفضلي عَيلة بالنسبالي و أنا عمك و أدرى بمصلحتك أكتر منك...و النقاش في الموضوع ده إنتهى ، و كمان ساعة و نص هيوصل ضابط تاني هيفضل زي ضلّك لحد ما ميعاد المحاكمة يجي و بعدين نفضها سيرة من الشغلانة المهببة دي...!!!
و قبل أن تعترض ، وجدت الطبيب يدلف خارج غرفة العمليات ، ليسرع إليه عمها هاتفاً بلهفة:
_الضابط سليم أخباره إيه يا دكتور؟؟
ليجيبه الطبيب متنهداً بإرهاق:
_الحمد لله كويس...هو هيفضل في العناية لمدة ٢٤ ساعة لحد ما نتأكد من سلامة كل الوظائف الحيوية و بعدين هيتنقل أوضة عادية!
ليسأله مجدداً و لكن هذه المرة عن الملثم:
_طب و الشخص المصاب التاني؟؟
الطبيب بجدية:
_هيتنقل أوضة عادية بس وسط حراسة مشددة لحين وصول النيابة!
ليشكره "أحمد" فيما يغادر الطبيب ، و ما إن إطمئنت "علا" حتى جلست بإنقياد على أقرب مقعد و هى تستعيد ما حدث لها منذ أن إلتقت ذاك المُنقذ "سليم" ، فحين رأته يتهاوى أرضاً إثر طعنته كادت تصاب بأزمة قلبية حادة ، بل كادت تفقد النطق إثر صدمتها..هل يعقل أن تعشق شخص عرفته منذ ما يزيد عن الأسبوعين فقط برغم كونه كاذب و مخادع بهيئة مُنقذ...؟؟؟؟!! ، و الإجابة المؤكدة لحالتها تلك هى "نعم"!!!
___________________________________
عادت "علا" للمنزل بصحبة ذاك الضابط الأخر ، و دون أي كلمة تتفوه بها ، دلفت لغرفتها مستسلمة لبكاء طاحن على كل ما مرت به و أخره إكتشافها بأنها تعشق "سليم"!!
و في اليوم التالي عادت "علا" برفقة عمها و أسرته إلى القاهرة و ظلت في حماية ذاك الضابط و عمها و لم تخرج مطلقاً سوى يوم المحاكمة.....!!
Flash Back,
جالسة و هى مدركة لأعين الصقر "سليم" المُسلطة عليها و لكنها تتجاهله ، و تصطنع التركيز لمرافعة المحاكمة و النيابة منتظرة الحكم على أحر من جمر ، و بعد وقت طويل من المرافعة تم الحكم لصالح قضيتها المُتبناه ، و إزاء ذاك الحُكم و فرحتها به خرجت سريعاً دون أن تلتفت إليه و لو لمرة واحدة حتى لا تخونها عينيها مُتحججةً بهروبها من الإعلاميين المرابطين بخارج القاعة ، لتستقل سيارتها و تنطلق بها مسرعةً بسرعة هوجاء و كلما ابتعدت كلما قلّت سرعتها إلى أن ضغطت على فرامل السيارة فجأة لتتوقف على جانب الطريق و تنتحب و تنخرط في البكاء....!!
___________________________________
فى ڤيلا أحمد الهواري،،،
بعد مرور أسبوع من المحاكمة ، كانت العائلة مجتمعة على الفطور و لكن "علا" يغلب عليها الشرود الشديد و هى تفكر بحزن بالغ:"أهكذا مشاعرى رخيصة! تبأ لك يا سليم لقد جعلتني أثق بك بدون تفكير حتى أُصيبت بالطامة الكبرى منك ، آه كمْ أشتاق لوجودك بجواري تتحداني في تلك المسابقة البلهاء التي كانت مجرد طُعم ابتلعته أنا كالمغفلة مُرمغة ما تعملته من مهنتي بالتراب...ساعدني يا الله"
ليخرجها من شرودها عمها هاتفاً بجدية:
_علا...في ضيوف النهاردة معزومين عندنا على الغدا ، و ضروري تبقي موجودة!!
لتوافق على ما يقوله برضوخ و كأنها فقدت لذة فضولها! ، بينما تهتف هاجر متسائلة:
_ضيوف مين دول يا بابي؟؟
ليجيبها بنظرة محذرة:
_خليكي فى مذاكرتك و إسكتي
لتصطنع "هاجر" الحزن قائلة:
_بكره تعرفوا قيمتي كويس!
ليؤكد "أحمد" كلامه على الجميع قائلاً:
_عاوز كل حاجة تبقى تمام يا "مايسة" ، و أنتي يا "هاجر" بطلي لماضة شوية ، و لازم تبقي موجودة يا "علا"...!
ليوافقه الجميع بردود أفعال متباينة ما بين حماسة و ما بين فتور!!!
أنت تقرأ
المُنقِذ و الشُجاعَة
Romanceظنت أن تعارفهم صُدف لُفظت من رحم القدر..!! لتكتشف بعدها أن مهمته حمايتها! ، و أنه يخدعها لأجل ألا تُزهق روحها!!! و لكنه أنقذها من الموت...فهل من المحتمل أن تعشق منُقذ كاذب؟!!