أُرثي بحزني هذا من كان لها شأنٌ في نشأتي ك أمير و أعتب على من كان سبباً في جعلي أسير .. بين والداي مسافات أميالٍ بعيده .. تفصل كلاً منا في عالم آخر .. بعدما كنا تحت سقف واحد ، مُجتمعين على مائدة الطعام ، نُخيم و نجُوب العالم الواسع ب سيارةٍ صغيرة تضمنا بدفئ.
كبرت و ظننتني سأنسى ألماً أفقدني طعم طفولتي ، لكن الألم الذي ينشأ منذ الصغر صعب أن يلتأم .. فقدت والدتي و انا في العاشرة من عمري و بدأ والدي يتولى رعايتي انا و اخوتي، منذ وفاة والدتي و انا أضع اللوم ع والدي .. منذ وفاتها إمتنعت عن مناداته ب "أبي" .. كان يطبخ لنا الطعام و يحرقه وينتهي بنا المطاف بطلبية من المطعم ، كان يغسل ملابسنا الملونة و يعيدها بيضاء -بإستخدام الكلوركس- ظناً منه أنها بهذه الطريقة نظيفة.
كنت على ثقةٍ بشعوره لإحتياجنا لوالدتنا و كأن يؤنس ضميره ب إصطحابنا ل الملاهي.. كُل شيئ كان جيداً حتى هذه النقطة .. لكن ما حصل قد غير مجرى حياتي و حولها لشيئ كنت أخاف حدوثه .. لا يسعّني القول سوى أنه كان " أباً " لإخوتي أكثر من كونه أباً جيدٌ لي و زوجٌ مناسبٌ ًلأمي.
وهكذا أبتدأ المشوار من هنا لأروي لكم قصةً رُقعت بنسجٍ من الألم و يتخللها أطياف أمل.