توجد في كل شخص رغبة دفينة في قتل احدهم ذات يوم . و الناس لا يدركون ذلك، الا بعد ان تحدث لهم. فهم يظنون انهم عاجزون عن القتل. لكن المسالة مسالة ضمير فحسب. ففي بعض الاحيان، تكفي مجرد ايماءة لتاجيج سورة غضبهم. سوء فهم متعمد، شجار على شيء تافه، او ان يتواجد المرء في المكان الخطا و في الوقت الخطا، اذ يمكن ان تظهر نزعة تدميرية لدى الاشخاص الطيبين، و يحدث ان يقتل شخص اي شخص. لكن ليس بامكان اي شخص ان يقتل شخصا غريبا عامدا متعمدا، و هنا ادخل الى الصورة...
برادفورد، تشرين الاول، اليوم 13
عندما حل الليل، توجهت الى حانة "ابي تاون"، و شاءت الصدف ان يجلس الرجل ذو القناع الى الطاولة بالقرب من المدخل، و يغط في النوم؛ الرجل ذاته الذي يستمر بمراقبتي و الاستقصاء عن احوالي كل يوم منذ قدومي الى هنا.
خطر لي ان اوقظه و اطلب منه الانتقال الى طاولة اخرى، لكنك لا يمكن ان تعرف ماذا يمكن ان تكون عليه ردة فعل السكارى، لذلك كان علي ان اتوخى الحذر، و الا الفت الانتباه لي ، لذلك جلست الى لطاولة الفارغة التالية، قبالة النافذة.
وبعد قليل و صل رجلان، و جلسا الى جانبي لكي لا ارى وجهيهما. لم اكن بحاجة لذلك لادرك انهما يافعان، و انهما غير مستعدين لاتخاذ الخطوة التي كانا على وشك اتخادها.
"لقد جاءتنا توصية عالية بك" قال احدهم، لم تكن نبرته حذرة بقدر ماكانت مترددة"قيل لنا انك الافضل"، بدت طريقة قوله مضحكة، لكني كتمت ابتسامتي. لاحظت انهما كانا خائفين، و هو امر جيد. فعندما يكونان كذلك، لن يجرآ على ارتكاب اي خطا معي.كانت الامور تسير على هذا المنوال باستمرار،ففي كل مرة، يحاول الزبائن تفسير ماسيقدمون عليه، قبل ان نتوصل الى اتفاق، و كأن موافقتي قد تقلل من شعورهم بالذنب.
سالتهما بنبرتي الباردة المعتادة"من هو هذا الشخص؟"..ترددا في ذكر الاسم و قدما اوصافا غامضة "رجل عنيد، جامح، كاذب و محتال... انه الراهب كرونوس" ماإن سمعت الجملة الاخيرة، حتى سرى في ذراعي احساس مخيف. و أخذ عقلي يفكر بسرعة. لقد قتلت جميع انواع البشر، صغارا و كبارا، رجالا و نساءا،لكنني لم اقتل قط راهبا، او رجلا مؤمنا.
برادفورد،تشرين الاول،اليوم 27
هبت ريح عاصفة، و توارى القمر وراء غيمة، كانه لا يريد ان يشهد ما سيحدث. و توقف البوم عن النعيب، و لم يعد الخفاش يصفق بجناحيه، و حتى النار في الموقد داخل البيت، لم تعد تصطفق.
و اطبق سكون تام على العالم.
مشيت بخطى سريعة نحو الكنيسة الكاثوليكية التي زينت بابها اضواء و زينة عيد الشكر. و ماان هممت بالدخول عنوة حتى باغتني صوت رجولي حاد"كنت بانتظارك". رفعت نظري نحو المتحدث. كان هو بعباءته البيضاء، بشرة شاحبة، عينان زرقاوتان جاحظتان و ابتسامة واسعة تكاد تخترق خديه.
"اتبعني و لا تحاول حتى ان تفعل ماتريد ان تفعل"امرني ببرود و ادار ظهره لي. لست من تملى عليه الاوامر. القيت بنفسي عليه و احكمت قبضتي حوله و فجاة.... انتهى كل شيء...
برادفورد،تشرين التاني،اليوم 06
كيف كان لي ان اعرف انني ارتكبت في تلك اللحظة اكبر خطا في حياتي، و انني سامضي بقيتها نادما على مااقترفته يداي؟
"تفضل،هكذا انتهى اتفاقنا" قطع الصمت ذلك الشاب و هو يرمي الي بكيس من العملات. نظرت الى تلك القطع الذهبية اللامعة بشرود، و خيل لي للحظة طيف ذلك الرجل ذو القناع، لم اره منذ مدة. منذ تلك الليلة المشؤومة. سرت عائدا الى منزلي و لازالت تلك الهمسات و الاصوات تاز في عقلي و تضج كانما تصرخ "قاتل،قاتل....زين مالك قاتل"
أنت تقرأ
War Of Gods I
Paranormalلم يكونا يعيشان في المدينة نفسها، و لا حتى في القارة ذاتها. و لم تكن تفصلهما اميال كتيرة فقط، بل كانا كذلك مختلفين اختلاف الليل و النهار. و كان اسلوبا حياتهما مختلفين الى درجة استحالة ان يتحمل احدهما وجود الاخر، فما بالك بان يحب احدهما الاخر. لكن ذل...