لقاء غير متوقع

9.6K 268 85
                                    

اقتربي ولاتنثري
عطر زفيرك العنبر حولي
اخاف من جمال عطرك تخدر جوارحي
وتشب بدون رحمة في جسدي انفجارات ونيران
اقتربي واخفضي عيناك نحوي لاتنظري
اخاف ان اسقط صريعا بنظرتك
اموت ظلماً من عيناك نظرة
واتمزق بها واصبح.... بقايا عاشقاً..كان انسان
اقتربي اقتراب الطامعين
في سرعة الجمال وخيال المخلصين
ساْكون مخلصك الوحيد
صاحب القلب الفريد ..يعطيك فرحاً
ويسرق من اهدابك الهم والاحزان
اقتربي اكثر لاتترديي سيدتي
اقر لك الان ..انك من الان
قصة عمري واحداثها وعنوان
احبك يا كل الحب والحنان................


مر يوم
أو يومين أو بضعة أيام
و هلت تباشير الشتاء سماء مدينة نيويورك ، إستيقظت إرين و هي تشعر بقليل من الهدوء و الصفاء يحتاج روحها ، إرتسمت إبتسامة هادئة على وجهها و هي تتأمل الجو خارج حجرتها من خلال نافذة غرفتها الكبيرة التي إمتدت على طول الحائط بأكمله ،المطلة على الحديقة، حيت عصفت بعض الرياح بالأشجار المتفرعة على أسوار الفيلا ، لتستنشق الهواء بعمق.
نفضت غطائها بعيدا عنها رغم برودة الجو و إعتدلت جالسة و هي تلملم خصلات شعرها الثائرة إلى الخلف ... وضعت رأسها بين يديها كما لو أنها ستحتضنه ... هزت رأسها ببطء و قوة و هي تعيد ببصرها إلى المنظر خارج نافذة غرفتها ... ظلت لثواني تراقب في صمت لا تتحرك لتطلق تنهدة قبل أن تنتفض من مكانها و هي تجر أطرافها المتداعية ، كانت كمن هزم في معركة أو أوسعه أحدهم ضربا، فهي لم تستطع النوم طيلة الليل ... دلفت إلى الحمام الملحق بغرفتها ووقفت تحت الدش تراقب قطرات الماء و هي تنسال فوق و داخل تجاويف و منحنيات جسدها ... أغمضت عيناها و راحت في دوامة من الأفكار ، أحب مكان لها لتفكر فيه هو هنا تحت الماء ، حيت لا تسمع صوت سوى صوت الماء ينهمر و صوت أفكارها و فقط.
بعد ما يقارب الربع ساعة خرجت من الحمام و هي تلف منشفة حول جسدها و قطرات الماء تنساب من شعرها على ظهرها بعفوية ... مضت ناحية الدولاب بخطوات متمهلة على أطراف أصابعها ، لتسحب من بين الملابس المعلقة قميصا أزرق يحمل ماركة ديور ... سحبت كتاب من رف في مكتبة بيتها ثم أعدت لنفسها كوب قهوة ، أخبرتها صديقتها مرة ، أنها تبطل تعويذات الوحدة و الإرهاق و الغياب ، إستلقت على الأريكة و رشفت منتظرة أن تملأ وحدتها و تنهي إرهاقها ... فتحت الكتاب و هي تقلب صفحاته لتتفاجأ بصوت الجرس معلنا عن قدوم شخص ما ، زفرت الهواء بضيق و هي تترك أريكتها لتمتم مع نفسها قائلة :

"حسنا هذا ما كان ينقصني في هكذا وقت"

ما أن فتحت الباب حتى أطلت عليها صديقتها ميا مندفعة ، بجسدها النحيف ، و وجهها الأبيض المتورد، و تلك الإبتسامة الرقيقة التي طالما رافقتها ... قفزت معانقتا إياها بقوة لتسقط ايرين على الأرض من شدة عناقها ، ضحكت ميا بسعادة و أخدت تتأمل وجهها و تتفقد حالها ....فقالت :

gap - فجوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن