شرارة

7.5K 250 47
                                    

إن الحب سلطان فوق الشبهات
لولا أنه يغار من عشاقه ،لذا يظل العشاق في خطر
كلما زايدو على الحب حبا

كان يشتغل غيظا فهي تستفزه تلك المغرورة
ربما كان الموقف أكثر بساطة من التعمق به أو أكثر تفاهة من التشبت به ، لكنه كان يشعر بالوحدة و هي أعطته بكراهيتها، بحقدها ، بتحديها، بغموضها ، بجمالها شيء ليتسلى به، سيلقنها درسا صغيرا ليخفف من حدة  غرورها و يستلى قليلا.
إلتفت إلى ميا الصامتة بجواره بعدما ظل صامتا كل الطريق ... وقد بدأت أنوار الفيلا تتضح أمامه قائلا بنبرة لطيفة نوعا ما ، وهو يتحسس حماس اللعبة ، وقد بدأ يجري في دمه

"أخبريني ميا... لماذا لم تعملي في الشركة الخاصة بوالدك "

قالت بنبرة هادئة:

"إنها ظروفي الخاصة فأنا لا أشعر برابط يجمعني مع إرادة الأعمال ... لذا إخترت شيء مختلف "

هزت كتفيها برضى ، كانت السيارة قد وصلت حتى مدخل الفيلا فتوقف بصمت حين أتى صوتها هادئا مضيافا و هي تدعوه :

"تفضل لشرب فنجان من القهوة قبل عودتك ... إن إيرين حقا بارعة في إعدادها "

إبتسم بلطف مصطنع و هو يكمل الدور الذي  خطط له قائلا بإبتسامته الساحرة :

"شكرا ... لا داعي لهذا "

لتصر ميا قائلة :

" هذا أقل شيء نقدمه لك على مساعدتك لنا "

و أردفت :

" أرجوك لا تخيب أملي، أنا حقا أرغب في شكرك و القهوة أحسن حل "

ترجل من السيارة و هو يتأمل الفيلا ... لقد كانت مختلفة كثيرا عن طراز قصره ، فقد كانت فيلا صغيرة تتألف من دورين و سور يمتد على طول مساحتها من الحجر الأسواني الضخم الأسود اللون
...يلتف حول الفيلا  ،بوابة حديدية ضخمة ما إن فتحت حتى ظهر خلفها ممر طويل يسطف على جانبيه شتى أنواع الزهور ، فاحت منه رائحة الياسمين و البنفسج ، هما أحد الأزهار الغالبة بتلك المنطقة ، أوقف السيارة خلف سيارة مارك ، و ترجل منها بقدميه الطويلتين ، نزلت ميا و هي تسبقه بخطوات إلى الداخل لفتح الباب و توضيب بعض الأشياء لضيفها الغير المتوقع قبل دخوله للفيلا ... تمطى بأريحية بجسده الفارغ الطول، و هو يراقب إرين بعينين ضيقتين ماكرتين تخططان لتلقينها درسا لن تنساه .
أنزل مارك حقائبها و بعض الأشياء التي إشترتها برفقة ميا من السوق ، ليحمل إحداها بكل شهامة و هو يتجه للداخل كما لو كانت قدماه إعتادتا على البيت أو أنه أحد ساكنيه ، بينما هي جاهدت لحمل الحقيبة الأخرى من صندوق السيارة ... متجاهلة الخيال الصامت بكل كبرياء ... عاكستها الحقيبة لثقل حجمها ووزنها ، وهي تجذبها دون أن تغفل عن العينين اليقظتين اللتين تراقبانها

gap - فجوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن