" وحين تغفو الشمس على يمينك يا صاحبي يخرج البدر من على يسارك لتبدء اغصان الليل بحياكة نجومها معا "
_ بلغنا حد الثمالةِ في التعب ، خرجنا بصعوبة من ديارنا التي ولدت فيها و ترعرت فيها .
خرحنا و كأننا نخرج من الموت لنلمس مصباح النجاة ، كنت انظر لامي و هي تبكي على فراق بيتها الذي اعتادت في كل صباح ان ترتشف فيه فنجان قهوتها و تسمع اغانيها المفضلة ، الان قد ضاعت ضحكاتنا و امانينا لقد تركنا الحرب !
استدرت الاتفت الى ابي الذي حبس دمعته التي ابت ان تخرج و تعلن انهزامها .
_ لنعود مجددا الى حياتي القديمة .
_ قالت و هي تتكأ على حائط المطبخ و تحاكي والدتها المشغولة بأعداد الطعام " ماما برئيج انجح"
_ قالت والداتها و هي تقلب الارز في القدر " طبعا حبيبتي تنجحين اصلا مبقى شي على و تصيرين سادس حتى تقرين "
_ تنهدت رغد و هي تغادر المطبخ و تتمتم بكلمات تعلن عدم رضاها بالامر .
_ دخل والدها المنزل و هو يحمل الاكياس الخضار و الفاواكه بيده لتنطلق رغد و تحمل الاكياس من يد والدها لتضعها على المنضدة و هي تقول لوالدها " جبتلي وياك "
_ ابتسم الاب ليخرج من جيب بنطاله زهرة صغيرة ذات لون البنفسج الجميل كانت تعشق تلك الزهور ، ابتسمت لتضعها على شعرها كانت سعيدة بتلك الزهرة .
_ قال والدها و هو يظهر بعض الغضب على وجهه " استلمتي شهادة "
_ كانت تحاول رغد تغيير الموضوع و لكن لم تستطع حتى جاء والدها اتصال بحلق برغد ليقول " هاي المديرة "
_ كانت تبلع ريقها لانها متأكدة انه اتصال بخصوص شهادتها ، حتى ابتسمت عينا والدها ليغلق الهاتف و يقول " مبروك حبيبتي نجحتي "
_ كادت ان تطير من فرحتها حتى سمعت طرق شديد على الباب علمت انها صديقتها جائتها لتزف خبر نجاحها فتحت الباب فورا لتحتضننا لم تستطع ان تنطق بأول حرف حتى سمعت صوت الهاونات و الطلقات النارية كانت عينيها تتسائل عما يحدث بمدينتها الجميلة ، قالت صديقتنا سارة " رغد بسرعة قولي الابوج خلي يطلع من الموصل ترى داعش طبو " ثم هلعت لتركض الى بيتهم و تركت رغد و هي مصدومة بل مذهولة مما سمعت اغلقت الباب كان والديها يقلبان بقنوات التلفاز ليعلما ماذا يجري و لما صوت الهاونات لتقول رغد ووجهها مصدوم " سارة قالت داعش طبو للموصل "
_ كان الجميع مذهولا و مفجوعا مما يجري .
.
.
.
" يقولون انهُ ذنبنا و لم يكن ذنبنا بل هو ذنب الاقوياء الذين تملكو الضعفاء ...يتهموننا ببيع ارضينا و ما نملك غير اراضينا و ضحكات شوارعنا و جمال حدائقنا ....يقولون غدرتم بأبناء بلدكم و ما ذاق احدهم الغدر سوانا...تفرقنا و تذللنا من اجل ماذا؟؟! "
.
.
.
" الان "
اكملنا الطريق وانا اردد اغنية فيروز " نسم علينا الهوا من مفرق الوادي ..يا هوى دخل الهوى سلم على بلادي "
عندما خرجنا من الموصل عانينا الكثير من الذل خضعنا لكثير من التفتيش يضنون اننا داعش .
_اتذكر قبل ثلاث اشهر قبل دخول داعش بثلاثة ايام
_ كانت ترتدي فستان بلونها المفضل بنفسجي و هي تتمايل على الاغاني و ترقص برفقة بنات عمها الائي يفرحن بخطبة احدى بنات عمها كانت ترقص و هي سعيدة و اعين الجميع حولها لجمال رقصها..شعرها طويل و اسود و جسدها ذو قوام رشيقة .
ناداها ابن عمها محمد الذي كان يذوب بغرامها و هي تأبى ان تفكر به حتى .
_ كان ينظر لها بنظرات العشاق " رغد طالعة حلوة "
_ لم يعجبها كلامه لتعاود الدخول لكنه امسكها ليقول سريعا " رغد رجاء وافقي و زوجيني "
_ قالت بغضب و هي تسحب يدها " لا ما احبك "
ثم دخلت و هي تعيد وهجها و ترقص غير مبالية بأحد.********
لهنا و كافي تعبت و اريد انام 💓
اتمنى تعجبكم رواية جديدة اريد اسم للبطل ؟؟!
أنت تقرأ
الغائب الحاضر
Roman d'amourاتكلم عما يتلخبط بذاتي التي تريد ان تفتك المسيء من الحب ، اتكلم عن قصة يسمو الجمال ليعلو بجمال حبهم ، هي بريئة التفكير و هو صعب المراس ...