الجزء السابع

6.5K 586 38
                                    


تناولنا الفطور و قمت بمساعدة جين أوبا على جمع الأواني ، فجأة أتت المنسقة هذا يعني أنه حان وقت الذهاب خصوصا أن بانقتان لديهم تدريب اليوم و من الأفضل أن أغادر قبل أن يجدني مدير أعمالهم و أتسبب لهم في المشاكل،

ذهبت إلى الغرفة لأرتدي الشعر المستعار و ملابس التنكر ، فجأة طرق أحدهم الباب ، لم أصدق حين وجدت أن الطارق كان يونغي أوبا ، بدون أن ينطق بكلمة أعطاني مجموعة من علب الشكولاتة تنحنح قليلا و قال:

- You're .. so .. skinny

(أنت .. جد نحيفة ..)

و غادر بسرعة قبل حتى أن أشكره

واااو لقد كنت أظن شوغا أوبا  بارد القلب لكن فهمت أنه يتظاهر بذلك أمام الأعضاء لكي يحافظ على صورته القوية و كاريزما الخاصة به ، احتفظت بالشكولاتة في الحقيبة و غادرت الغرفة.

كان جميع الأعضاء ينتظرونني في الردهة ، أعطاني جين أوبا علبة طعام رغم أني لا أعلم ما بداخلها إلا أن رائحتها تبدو شهية ، و بدأ كعادته يتحدث إلي بالكورية ، يا إلهي فليقنع أحدكم جين أوبا أني لا أستطيع فهم ما يقوله ، التفت إلى مترجمي راب مون أطلب المساعدة :

- He say take care of your self and don't miss ur meals

(قال أن تعتني بنفسك و لا تفوتي وجبات طعامك)

- Ooh okay kamsamidaa oppa

(أووه شكرا لك أوبا)

ودعت باقي الأعضاء و غادرت مسكن فرقتي المفضلة و أنا لا أعلم إن كنت سأتمكن من رؤيتهم مرة أخرى ، لا بأس المهم أني تمكنت من رؤيتهم .

أوصلتني المنسقة إلى الفندق و غادرت ، دخلت إلى غرفتي ، و جلست أفكر في أي خطة مستقبلية ، لقد عشت حلمي ليوم كامل و قابلت أعضاء بانقتان ، لكن ها أنا أعود إلى واقعي ، أنا عالقة في بلد أجنبي ، ضعيفة في الانجليزية و الكورية ، المال الذي أملكه قارب على الانتهاء و لم تردني أي مكالمة بعد من نهى، و لا يمكنني العودة قبل انتهاء مدة التأشيرة و إلا فعلي دفع مصاريف إضافية للعودة قريبا.

لفت انتباهي علبة الطعام التي أعطاني إياها جين أوبا قمت بفتحها كانت مليئة بالأطعمة الشهية  وكرات أرز ملفوفة و بأشكال كيووت.. كنت حقا أشعر بالجوع لهذا أكلتها بالرغم من أني تمنيت الاحتفاظ بها و أجعلها زينة في غرفتي.

أمضيت أسبوعين في الفندق كان كالجحيم بالنسبة لي ، لم يتواصل معي أي أحد من الشبان السبعة ، يبدو أنهم مشغولين بسبب تدريباتهم فقد اقتربت عودتهم .

كنت محبوسة في غرفتي، أطلب وجبة واحدة و أقتسمها على اليوم كله ، لم يعد لدي المال الكافي لطلب الكثير من الوجبات ، و قريبا قد يقومون بطردي من الفندق، لطالما ظننت أن العيش في كوريا أمر سهل و رائع ، لطالما تخيلته كالعيش في جنة على الأرض، لكن يبدو أن لغة المال تحكم في كل مكان في هذه الأرض ، لو كانت نهى مكاني لتمكنت من تدبر أمرها بفضل مستوى دراستها و إتقانها اللغة الانجليزية.

في صباح اليوم التالي أيقظني جرس الباب ، نهضت من السرير ارتديت حجابي و فتحت الباب ، لقد كان عامل الفندق ، أخبرني أن مدة الحجز قد انتهت قبل أيام و أني إذا أردت المكوث أكثر علي الدفع ، ما الذي علي فعله لا أملك مكان أستطيع الذهاب إليه ، أنا لا أعرف أحدا هنا ، بقيت اليوم بأكمله أفكر في طريقة للخروج من هذا المأزق ، حاولت التواصل مع نهى لكن لا أعلم أين اختفت ، لا يعقل أنها قامت بالتخلي عني فهي صديقتي

بقيت على تلك الحال إلى أن فتح أحدهم الباب وقفت مستغربة ما هذا كيف يقتحم أحدهم غرفتي هكذا؟ لقد كانوا العاملين بالفندق ، طلبوا مني إخلاء الغرفة لأن حسب قانون الداخلي للفندق لم أعد مالكة لها بعد انتهاء الحجز ، كنت مصدومة و لم يكن أمامي سوى المغادرة بشرف بدل أن يقوم الأمن بذلك ، حتى أنني لم أتوسل لهم بمنحي مهلة إضافية لم يسمح لي كبريائي بفعل ذلك،

جمعت أغراضي في الحقيبة و غادرت الغرفة، بقيت أمشي في الشوارع تائهة بلا هدف شاردة الدهن ، بدأت الشمس تغرب لكني لا أزال في الشوارع أجول ، توقفت في محطة قطار الأنفاق ، جلست على كرسي و اتكأت على حقيبتي، ما إن حل الليل حتى أصبح المكان فارغا و مخيفا شيئا فشيئا ، فجأة سمعت صوت صياح شباب قادم من بعيد ، يبدو كأنهم سكارى، سحبت حقيبتي و رحلت مسرعة ، صعدت الأدراج لأجد نفسي في الشارع الكبير ، أظن أن الشوارع أكثر أمانا من محطة الانفاق ، كنت متعبة و جائعة جدا ، كما كنت أشعر بالنعاس لكن كان علي أن أبقى مستيقظة إلى أن أجد مكانا امنا أنام فيه..

ما أن لمحت مبنى الساونا حتى تذكرت أنه يمكنني المبيت في حمام السونا ، لطالما كانت شخصيات الدراما تبيت فيها حين يتم طردهم من المنزل.

ما إن دخلت و دفعت القروش المتبقية لدي على ليلتين قمت بوضع حقيبتي و وضعت رأسي عليها ، أخذت الدمية المحشوة الموجودة في جيبي تذكرت جملة جيمين "don't be sad" استمررت في التحديق بها إلى أن غلبني النعاس..

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن