جزء بلا عنوان 5

52 8 10
                                    

لم يعجبه الأمر ولكنه لم يعلق أيضاً هو بات لا يفهم نفسه حقاً فمنذ متى وهو يخجل من قول رأيه بصراحة وبكل وقاحة ربما, أغمض عيناه وهو يفكر بأن والداه لم يسمحا لأحد بإزعاجه أبداً, حتى وإن تصرف معهم بطريقة غير لائقة, ولكنه الآن بعيد
عنهما وحتى شقيقه الأكبر والذي يتشاجر معه دائماً لم ينهره ولو لمرة واحدة أمام الآخرين .

ولكن مهلاً أليسوا السبب حقاً بكل ما حدث له ؟! هم من أوجدوا لديه هذه العقدة لذلك  عليهم تحمل النتائج فهم من جنوا على أنفسهم !

أفاقه عامر من تفكيره وهو يتحدث بإبتسامة هادئة:" هل أنت مستعد ؟ لننطلق إذن"

أومأ إيجاباً وقد أكمل التفكير بأسرته وردة فعلها بسبب غيابه , ربما هم لم يهتموا أو حتى ربما كانوا سعداء الآن لتخلصهم منه , أغمض عيناه تزامناً مع إغلاق تلك الكبسولة وهو يتمتم بصوت خافت:" أتمنى أن لا أعود لهم إن كان الخيار الثاني صحيحاً"

غاز ذو لون أبيض انتشر بتلك الكبسولة ومنع من بالخارج من رؤية ما يحدث بالداخل, راقبها إيهاب عن طريق الآلات وهو يتأكد من عدم حدوث أي أمر سيء كما السفينة .

وقد نظر بالنهاية لعامر الذي بدأ بالسير نحو الكبسولة الثانية  وقد قام بوضع تلك الأجهزة بمفرده وقبل أن يغلقها دخل كل من هشام ورامي للمختبر حيث كان الأول يسير بهدوء غريب بالنسبة لشخصيته المرحة وكأن هذا المكان يذكره دائما بالمرة الأولى له هنا , بينما كان رامي يجلس على كرسي قد يبدوا للوهلة الأولى عادي إلا أنه كان أبعد بكثير من ذلك فهنالك أجهزة متصلة به تمكنه من التأكد من سلامة الجالس عليه وكما أنه ليس بحاجة لأن يمسكه أحد فهو يسير بمفرده ما إن تحدد له المكان الذي تريده عن طريق القيادة الآلية الموجودة به !

نظر عامر لهما ليبتسم وهو يدرك أن رامي لم يتمكن من الجلوس بسبب قلقه على هيثم بينما هشام لن يترك رامي يأتي بمفرده وهو الآخر يشعر بالقلق على هيثم فكلاهما يمتلكان حس إنساني كبير, تحدث بصوته الهادئ :" كل شيء سيكون بخير لا تقلقا "

ليغلق تلك الكبسولة ويبدأ ذاك الغاز بالظهور ثم وكالعادة يبدأ صداع شديد بالتسلل للشخص وبالرغم من أن الصداع بهذه الكبسولة أقل بكثير من تلك التي ركبها هيثم والسبب هو أن هذه الكبسولة مجرد تابع للأولى لذا فهي لا تبحث بذكريات عامر وإنما فقط تدخل ذكريات هيثم .

أما هيثم فقد فتح عيناه ليجد نفسه بغرفته بمنزله المتهرئ لينهض وهو يشعر بشيء مريب للغاية, نهض من سريره بريبة ولكن ما إن لامست قدماه الأرض حتى توسعت عيناه بدهشة ليسرع للمرآة وقد تأكدت شكوكه فهو الآن يبدوا تماماً كما كان بذلك اليوم المشئوم أي عندما كان في الثالثة عشرة من عمره
حيث كان لون بشرته بذلك الوقت أكثر اسمراراً من

رحلة مع الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن