6- لا مَهرب .

139 29 105
                                    

مطار بالما دي مايوركا | أسبانيا

السابِعه مساءً .

GIGI'S P.O.V

" هل ستكونين بخير مع ذلك ؟ أعني ليذهب أنور برفقتك أو زين ! " تحدثَت والدتي بقلق وهي تمسح على شعري .

إبتسمت لها بود لأعانقها ثم أردفت " أحتاج لأن أعود بمُفردي ، أريد التفكير بأشياء عده لأفعلها أخطاء لأصلحها وعلاقاتي التي تشتت مع من حولي وغيرها " لأشعُر أنا بعبوسها تنهدت وانا أبتعد عن عناقها مُكمله " لا تقلقي أنا بخير سأعود المنزل بنفس توقيت وصول طائرتك لذا لا تخافي سنتقابل عاجلاً " أنهيت جُملتي لتومأ هي لي بقله حيله لأبتسم لها ثم أذهب لأحتضِن الآخرين مُودعه .

" أعزائي رُكاب طائره لندن الرجاء الذهاب لبوابه 5 " كان ذلك مُوظف الإستقبال بمُكبرات الصوت لألتقِط حقيبتي الصغيره و أنا أبتعِد عن أنور أخيراً مُتمتمه " أعتمد عليك أنور إجعلني فخوره بك دائماً " تحركت بعيداً عنهم إلى البوابه المُراده و أنا ألوِح للجميع مُودِعه .

..

بعد نصف ساعه مرت أو أكثر إنهيت من إجراءات التفتيش وما غيرها .. دلفت أخيراً لداخِل الطائِره و أنا أبحث عن مقعدي الذي كان بجوار النافِذه , مما جعلني أبتسِم فأنا أحب مُراقبه السماء ليلاً ونهاراً بكُحكلتها العتيقه التي تكسرها لمعان النجوم أو  بزُرقتها الصافيه و خيوط شمسها الهارِبه إلى أرجاء الأرض .

شيئاً فشيئاً إمتلأت الطائره بالرُكاب كُلاً في مقعده جالِس ليلقي علينا كابتِن الطائره عبر مُكبرات الصوت تعليمات السلامه التي إعتدت سماعها دائِماً .

شعَرت بطنين طفيف بأُذناي عندما بدأت الطائره تُقلِع مُحلقتاً في الهواء لأريح جسدي على الكُرسي و أنا أُحدق لخارِج النافِذه الزُجاجيه الصغيره جانبي حيثُ نرتفِع رويداً رويداً حتى أصبحنا مُعلقين بالهواء .

وضعُت السماعات بأذني ثُم أخرجت هاتفي الذي وضعتهُ مُسبقاً على وضعيه الطيران وأنا أرفِق به السماعات و أختار أُغنيه هادئه من قائمتي المُفضله عَلَّ ذاك الطنين يتلاشى قليلاً .. وبالفعل قد حدث .

الطمأنينه , الحُب , والحياه .. ثلاث كلمات يُمكن لها أن تصِف ما بقلبي من مشاعِر.

لم أكُن يوماً أُصدق أني بيوم يمكن أن أُؤذي من حولي نفسياً وجسدياً بسبب لحظه تملكني الضعف بها حتى مرضت .

بل أذيت نفسي أكثر .. نفسي التي كانت عوناً لي حتى إستطعت المواصله , نفسي التي مع كُل ذلك جعلتني قويه و أصبح ما أنا عليه , و أنا فقط لم أكترث لذلك وفضلت الإستسلام على المُضي ونسيان ما قد حَل وما سيحدُث بعدها .

حيثُ كان المَوت مَهرب إلي لكنِ كُنت أهرُب عنه كذلك , كُنت أخشى الوصول إلى تلك النُقطه مع أن النهايه دائِماً تصِل لهُنا .

Escape.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن