أركُض مُبتعده بخطواتي , مُتجاهله مياه الشوارِع الرطبه التي بللت أطراف فستاني القرمُزي الطويل .
أزيد من سرعتي أكثر و أنا ألتفت خلفي , لأجدهُم ما زالو يلحقون بي , أستمع لدوي خُطى أقدامهم و أرى ظلال أجسادهم وهي تُلاحقني .
توقفت قليلاً في مُنتصف الشارع لأنحني و أنا أضيع يدي على رُكبتاي و ألتقط أنفاسي بصعوبه كان فارغاً و مُظلماً .. رفعت رأسي و أنا أحركه يمنه ويسرى لأتأكد من أنهم كفو عن ملاحقتي , أو أضاعوني لبعض الوقت .
أستمعت لمصدر صوت لألتفت له , ليصتدم بعيناي نور مصباح قوي مما سبب لي عمى مؤقت .. أكملت الركض مُجدداً , كُنت أركُض فقط دون وجهه مُحدده .
أمسكت بفستاني لأرفعهُ عن الأرض قليلاً , فقد كان يعيق حركتي .. كُنت أمشي بصعوبه .
لمحت زُقاقاً قريب , وقد كان يبدو مكاناً مُناسباً للإختباء به .
ضممتُ حقيبتي ضِد جسدي أكثر وأنا أدلف داخِل ذاك الزُقاق , مُستغله العتمه حولي .. لأختبأ خلف صندوقِ القُمامه الكبير .
الرائِحه تخنقني بشِده , وقد شعرت بدوارخفيف برأسي .. لكن بالتفكير بالأمر فجوارب أنور هي الأسوء بالطبع .
حركت يدي بالهواء بحركه عشوائيه لأبعد الرائِحه عن مجال تنفسي .. فلن أنجو منهم , لأموت هُنا مُختنقه .
ثوانٍ لأستمِع لخطواتٍ تقترِب مني , وظِل أحدهِم ينعكِس على الأرضيه .. لم ألتفت لأني لم أجرُء على ذلك .
دقات قلبي تسارعت حتى شعرتُ به ينفجِر داخِل قفصي الصدري .. و وتيره تنفسي غير مُنتظِمه .
أنا خائِفه من المًوت وحيده هُنا .
أغمضت عيناي بحركه لا إراديه مني , و أنا أشعُر بشئ يطبِق على عُنقي بشِده مما جعلني أرتفِع عن مستوى الأرض من وضعيه الجالِسه إلى المُقيده ضِد الجِدار .
فتحت عيني بتثاقُل حينما زالت اليد التي كانت تخنقني .. ليصتدِم ضوء أبيض بعيني و أرى رجُل عجوز بسيط يقف أمامي بملامِح هالعه ؟ أو خائِفه رُبما .
جفلت للحظه ثم رمُشت عِده مرات .. تنهدت و أنا أضع خُصله من شعري خلف أذني , لأستنِد على الجِدار الطوبي ذو النتوئات و أنا أضع يدي على قلبي .. إلتفت حولي و أنا أبحث بعيناي عن أحدهِم .. لكن لا يوجد سواي و ذاك العجُوز ذو المِصباح .
إقترب مني الرجُل وهو يوجِه المِصباح بوجههي , لترتخي معالم وجهه حينما رآني .
" ماذا تفعلين هُنا إبنتي ؟ إنها الرابعه صباحاً ومن الخطر تجوال فتاه مثلك بهذه الساعه في هذا الحي " سأل وهو يبتسِم إلي بود , لأبادله نفس الإبتسامه وانا أنحني لأضرب على ثوبي ليخرج منهُ الغُبار العالِق به .
أنت تقرأ
Escape.
Fiksi Penggemar- ليس المَوتُ غُربة ولا المَيتون منفِيون فيها , وحدها الحياة غُربة ووحدَهم الأحياءُ هم المُتغربون .