الندم

18 1 0
                                    

لقـاء بالصدفـة :-
#تأليف_ايمان
(الجـزء الثانـي)

جسده تخدر بالكامل حين رأي الاطباء يحاولون انعاشها بالكهرباء لمس الجهاز ذو الكفين صدرها لكن دون فائدة وهو كان في عالم اخر حالك السواد ويتوسطه السرير الذي يحمل جسدها ركض اليها بسرعة وكلما تقدم خطوة كان السرير يبتعد بعيداً عنه وصوتها يتردد في المكان( بارون لماذا فعلت هذا بي؟ الانتقام من جعلنا هنا ولا شئ تستطيع فعله حيال ذلك..) صرخ بذعر( لا سنايا ارجوكي الانتقام كان يعمي عيناي عن رؤية الحقيقة انا اعترف بذلك وسأفعل اي شئ ولكن لا تتركيني يا سنايا اتوسل اليكي..) اخرجه من عالمه ذلك الطبيب وهو يهز جسده ليفيق( هل انت بخير؟) ترجل بارون من السرير(ماذا حدث لي؟) امسك الطبيب معصم بارون ليقيس نبضه(لقد انخفض ضغطك سيد بارون عليك الراحة) ابعد بارون يده بسرعة (سنايا!!) اوقفه الطبيب ( انتظر لحظة سيد كابور ؟!) ألتفت اليه بارون (سأذهب لرؤيتها ) قاطعه الطبيب وقد نفذ صبره( اسمعني حتي زوجتك بخير ونبضها عاد لطبيعته لا تقلق عليها!!) شعر بارون بالسعادة واسرع مغادراً الغرفة ليقف امام غرفتها شعر بارون احدهم يضع يده علي كتفه استدار ليجد الطبيب( ما حالتها الآن وارجوك لا تكذب علي؟؟) تنهد الطبيب وقال( مازالت في الغيبوبة حالياً ولكن..) ردد بارون بقلق( ولكن..) اكمل الطبيب( زوجتك حامل في الشهر الثاني سيد كابور حياتها ستكون بخطر اذا لم تستعيد وعيها.. لقد وضعنا لها محاليل تعويضاً عن الطعام) تراجع بارون للخلف بصدمة( حامـل!! ولكن لماذا لم تخبرني؟) تفهم الطبيب حالته ليقول( لم ترد ان تعلم لأنها ارادت الاجهاض؟!!) شهق بارون بذعر وامسك الطبيب من طية سترته( هل تعلم معني اجهاض ايها الوغد كانت تنوي قتل ابني وانت لم تختر ان تخبرني وهي في تلك الحالة؟! سأحرص علي اغلاق مشفاك وحبسك؟!!) ابعد الطبيب بارون عنه( لم يكن لدي الحق لأرفض سيد كابور اخبرتها ان الاجهاض يتطلب توقيعك وهي احضرت لي الاوراق وتوقيعك عليها..) تراجع بارون بصدمة وسرعان ما استعاد عقله كان يبدو كالمجنون منذ قليل تصنع الجمود واعتذر للطبيب ثم دخل لغرفة سنايا واغلق خلفه اقترب ببطئ يتأمل وجهها امسگ يدها وكأنه يتمسك بالحياة اذا تركها سيموت وجلس بجانبها ليقترب بيده ويبعد شعرها الذي غطي وجهها ( انا كنت انتظر اليوم الذي سأصبح به اب يا حبيبتي ولكنـ.. ولكنك تسلبين مني هذه الامنية ببقائك في هذه الحالة استيقظي سنايا ارجوكي...) اسند جبهته علي جبهتها والدموع تتساقط علي وجهها بينما ترمش سنايا بعينيها وتمر من امامها شريط ذكرياتها ببطئ...
بعدما صعدت للسيارة كان يقود السيارة بصمت حتي وصل امام باب المنزل (ادخلي ولا تخبري ابيكي بما حدث وألا سيكثف الحراسة حولك!!) اومأت سنايا برأسها توافقه الرأي التفتت للجهة الاخري وفتحت الباب لتنزل واغلقت خلفها ليوقفها( هل ستستمرين في عملك ذلك؟؟) نظرت اليه لترد( بالطبع سيد كابور واذا لم اذهب سأظهر كعديمة المسؤولية في نظر ابي؟!) اومأ بارون برأسه متفهم وجهة نظرها ثم شهق بدهشة( مهلاً هل ناديتني سيد كابور للتو؟؟ اسمي بارون آنسة ملهوترا جعلتني اشعر وكأني رجل عجوز!!!) نظرت اليه سنايا بجدية فظن بارون انها ستوبخه وتفاجأ بها تضحك ( اضحكتني يا بارون لم اضحك لهذه الدرجة..) التفتت لتذهب ألا انه اوقفها ( هل سنلتقي مجدداً) رفعت حاجبيها بمرح(ولماذا نتلقي يا بارون؟؟) هز كتفيه بجهل( فقط هكذا هل يجب ان يكون سبب لنلتقي.. أتخافين ان استغلك ها؟!!) فتحت فمها بصدمة( انت.. انت غير مهذب وانسي اننا التقينا!!) تركته ودخلت للمنزل بغضب ليستدير هو بالسيارة حين دخلت وجدت غرفة المعيشة فارغة (يبدو انهم قد خلدوا للنوم مبكراً؟!) ابتسمت ولكن لم تدم ابتسامتها طويلا حتي سمعت صوت خلفها( هل هذا وقت تعود فيه الفتاة لمنزلها أليس لديكي احترام يا فتاة؟!!!) التفتت سنايا لتجد والدتها ناتاشا تعقد ذراعيها امام صدرها بحنق تنفست سنايا الصعداء (ظننت انك ابي لقد اخفتيني؟؟) كانت ناتاشا ستضربها ألا ان سنايا انحنت لتتجنب ضربتها وقالت( لحظة لحظة انتي لا تعلمين ما جري معي؟!!) حذرتها ناتاشا بجدية( ماذا؟؟) جذبت سنايا والدتها للغرفة وسردت عليها ما حدث بالمطعم وانقاذ بارون لها فنظرت اليها ناتاشا بحنان وتلاشي غضبها سريعا لتعانقها ( هل انتي بخير؟ قام بإيذاك ذلك الحقير أليس كذلك سأريه حجمه كيف يجرؤ علي فعل ذلك معي ابنتي انا!!!!) ابعتدت سنايا محاولة تهدئة اعصابها ( امي انا بخير اهدئي لا نريد ان يرتفع ضغطك مرة اخري؟!!) اقتربت ناتاشا وطبعت قبلة رقيقة علي جبينها ( لن يحدث لي شئ يا حبيبتي ولكن ارجوكي اذا تكرر ما حدث تعلمين ان والدك لن يسكت ابدا فأنتي ابنتنا الوحيدة ولن نتحمل فقدانك؟!) اومأت سنايا برأسها لترد( لن يتكرر اعدكي) امسكت ناتاشا بيد سنايا وقالت( علينا ان ندعو بارون لنشكره هذا اقل ما يمكننا فعله؟!) فكرت سنايا قليلاً ولم ترغب في ازعاج والدتها برفضها لتقول( كما تريدين؟) نهضت ناتاشا واحضرت هاتفها( اتصلي به؟؟) شهقت سنايا( ليس بحوزتي رقمه..) ضربت ناتاشا جبينها بيدها( كيف سنرأه هكذا؟!) نهضت سنايا( من المؤكد انه سيأتي للمطعم مجددا.. انا متأكدة من ذلك) لم تعلم ناتاشا ما تفعل وكان املها الوحيد في رؤية منقذ ابنتها هو ذلك المطعم الذي تعمل فيه سنايا..ً

مضي اسبوع ولم تري سنايا بارون وكلما علمت والدتها بذلك اصيبت بإحباط.. سنايا كانت تنظر تراقب باب المطعم متوقعة قدومه ليزعجها وعندما قررت نسيان امره تفاجأت في نفس الليلة بقدوم اصدقاء قدامي لوالدها لم تهتم كثيراً للامر وقررت عدم مغادرة غرفتها لترتاح من ضغط العمل قاطعها صوت والدتها تستدعيها لتنزل قفزت من مكانها بعصبية(ألا يوجد راحة خارج المنزل وبداخله ايضاً) نزلت بهدوء لتجد والدها يتحدث مع امرأة ما ويجلس بجانبها ابنها اقتربت ليرأها والدها( سنايا اريد لن اعرفك علي سيدة ملهوترا وابنها بارون) نهض واستدار لتري وجهه فشهقت بدهشـة( انـــت!!!!).. افاق بارون علي صوت حماته ناتاشا (بني عود الي منزلك لترتاح قليلاً) رفض بارون ان يتزحزح من مكانه (لن اتركها يا خالتي لن استطيع فعل ذلك؟! خالتي سنايا..) بلع ريقه واكمل( سنايا حامل يا خالتي!!!) كتمت ناتاشا شهقة خرجت منها لتنهمر دموعها( ابنتي..حبيبتي حامل ستصير ام.. لا اعلم هل يجب ان اشعر بالسعادة من اجلها او بالحزن علي حالتها!!!) لمحت ناتاشا بطرف عينيها اريان فركضت اليه لتعانقه وتركت العنان لدموعها تسقط دون نهاية لها نظرت اليه لتجد وجهه شاحب والصدمة واضحة عليه ولم يستطع سوي احتضان زوجته والبكاء علي ابنته خائفاً من فقدانها رؤيتهما هكذا جعل بارون يرغب بالبكاء ولكنه تحكم بنفسه وقرر تركهم بمفردهم ليغلق الباب خلفه..

بعد مضي ساعات عادت ناتاشا لمنزلها بعدما اصر اريان عليها ليظل هو وبارون بجانبها ولكن اريان لم يهدأ غضبه اتجاه بارون(غادر الآن واريدك ان تغادر حياة ابنتي بلا راجعة أفهمت؟!!) اجاب بارون بهدوء مستفز(انها ليست ابنتك فقط بل زوجتي سيد ملهوترا ولن اتخلي عنها مهما فعلت؟!!) فجأة قاطع شجارهما صوت الطبيب ووجهه شاحب يحاكي الموتي شعر اريان بالقلق ليقول( ماذا؟؟ هل جري اي شئ لإبنتي؟؟) صاح الطبيب( السيدة سنايا لقد..لقد استعادت وعيها!!) شعر كلاهما بالسعادة الشديدة وركض كلاهما يتسابقان من سيصل ليرأها اولاً ولكن صوت صراخ الممرضة اوقفهم ليلتفتوا( ايها الطبيــب!!!) رد الطبيب( ماذا جري؟؟ لماذا تصرخين؟؟) فقالت( سيدة كابور لقد هربــت!!!!) توسعت عينين بارون ( هربت!! ماذا تعنين واين كنتي حين هربت؟؟) كانت الممرضة خائفة من النظر اليه اخفضت نظرها ويداها ترتجفان لا تجرؤ علي الرد ليصيح بارون (اللـعنة!!!اجيبي علينا ).. بينما سنايا تبتسم بشحوب وتستند علي الحائط لتسير كالطفل الذي لم يتعلم المشي بعد حتي وصلت لخارج المشفي ووضعت يدها علي بطنها( لن ادعك تدخل لعالم كله انتقام وكره يا بني سأحميك بحياتي ؟!!) اسرع بارون وورائه اريان يبحثان في المشفي عنها حتي توقف كلاهما ينظران الي بعضهما ويكادان يلتقطوا انفاسهم المتقطعة( هل عثرت عليها؟؟) هز اريان رأسه نافياً وسرعان ما التفت ليكمل بحثه وظل بارون واقف مكانه يبحث عنها بعيونه في كل الاتجاهات وحين رأته سنايا عادت للاختباء خلف الحائط ليصرخ بارون بأعلي صوت(سـنـايـــــاااااااا !!!) انتفض جسدها حين سمعت اسمها وتقدمت قليلا لتلمحه بطرف عينها من خلف الحائط وجدته يبحث كالمجنون( لن اعود يا بارون انا انقذت حياتك لأنك كنت في يوماً ما من جعل قلبي ينبض لأجله.. الي اللـقاء) استدارت لترحل ولكن يد امسكتها فشعرت بالذعر خائفة بشدة ان تعود الي ذلك الجحيم مرة اخري تساءلت في نفسها هل سيعود لضربها او ياإلهي هل علم اني حامل؟؟ لالا ارجو ألا يكون هو؟!! نظرت خلفها لتتسع عيونها من هوية من امسكها لتقول( انــت!!!)......

( لقـاء بالصـدفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن